نذر مواجهة في مضيق هرمز بين واشنطن وطهران

البحرية الأميركية تعلن استعدادها لحماية السفن وناقلات النفط في مضيق هرمز بعد تهديد الحرس الثوري الإيراني بمنع مرور شحنات الخام عبر المضيق.

الحرس الثوري الإيراني قادر على وقف الملاحة في مضيق هرمز لبعض الوقت فقط
إيران تراهن على الحوثيين لإرباك الملاحة البحرية في باب المندب
مضيق هرمز يعتبر ممرا ملاحيا مهما لإمدادات النفط العالمية
واشنطن تريد خفض ايرادات النفط الإيراني إلى الصفر

لندن - قال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية اليوم الخميس إن الأخيرة مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق حركة التجارة، وذلك بعدما هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز.

وهددت إيران في الأيام القليلة الماضية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي مهم لإمدادات النفط العالمية، إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية.

وقال قائد بالحرس الثوري الإيراني الأربعاء إن إيران ستوقف أي صادرات للخام من دول الخليج ردا على "الموقف العدائي الأميركي."

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربن "الولايات المتحدة وشركاؤها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة. نحن مستعدون معا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي".

ويفتقر الحرس الثوري الإيراني لقوات بحرية قوية ويركز بدلا من ذلك على قدرات قتالية غير متماثلة في الخليج، فهو يملك العديد من الزوارق السريعة ومنصات محمولة لإطلاق صواريخ مضادة للسفن ويمكنه زرع ألغام بحرية.

كما يعول الإيرانيون على ميليشيا الحوثي في اليمن لتهديد الملاحة البحرية في باب المندب بالبحر الأحمر.

 وسبق للحوثيين أن استهدفوا سفنا أميركية وسعودية وإماراتية وردت واشنطن لمرة واحدة على تلك الخروقات بتدمير منصة رادار للميليشيا الانقلابية.

وقال قائد عسكري أميركي كبير في العام 2012 إن الحرس الثوري لديه القدرة على إغلاق مضيق هرمز "لفترة من الزمن"، لكن الولايات المتحدة في هذه الحالة ستتخذ إجراءات لإعادة فتحه.

وفي مايو/أيار أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من اتفاق نووي متعدد الأطراف يقضي برفع عقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وطلبت واشنطن بعد ذلك من الدول الامتناع عن شراء النفط الإيراني اعتبارا من الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني وإلا واجهت عقوبات مالية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد هدد الثلاثاء بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في دفع جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.

وأشاد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومسؤول العمليات الخارجية بالحرس الثوري بتصريحات روحاني، قائلا إنه مستعد لتطبيق مثل تلك السياسة إذا لزم الأمر.

وقال سليماني في رسالة نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) "أقبّل يدك (موجها كلامه لروحاني) للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية".

ولم يخض روحاني في التفاصيل، لكن سبق وأن هدد مسؤولون إيرانيون بغلق مضيق هرمز وهو طريق رئيسي لشحن النفط، ردا على أي عمل عدواني من الولايات المتحدة ضد إيران.

ويشرف الجنرال سليماني على ميليشيات إيران في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.

ويرجح أن يعتمد على ميليشيا الحوثي لإرباك التجارة والملاحة البحرية في باب المندب.

وكان مسؤول إيراني كبير بقطاع النفط الأربعاء قد حذّر الأربعاء من أن الضغط الذي يمارسه الرئيس الأميركي على الشركات الدولية لعدم شراء النفط الإيراني سيدفع الأسعار للصعود مما سيضر اقتصاد بلاده في نهاية المطاف.

ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط على الإنترنت (شانا) عن محافظ إيران لدى أوبك حسين كاظم بور أردبيلي قوله إنه يجب عدم استخدام النفط سلاحا لتحقيق مكاسب سياسية.

وفي حال نجحت خطة الولايات المتحدة في خفض إيرادات إيران النفطية للصفر، فإن ذلك من شأنه أن يضع طهران على حافة الإفلاس لاعتمادها على عائدات النفط بشكل كبير في تغذية الموازنة وأنشطتها الداخلية وأيضا في تمويل أنشطتها الخارجية.

ويتوقع أن تدخل إيران في أزمة مالية غير مسبوقة ما قد يجبرها على مراجعة دعمها وتمويلها لأذرعها في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.