نصر للإسلام والقدس وفلسطين في فوز إردوغان!

فرحة اخوانية واسعة ببقاء 'السلطان' في حكم تركيا يرافقها شعور بالارتياح في اسرائيل.

عمان - وصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاثنين فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في انتخابات الرئاسة التي اجريت الأحد بانه "نصر للاسلام والقدس وفلسطين"، وذلك وسط ترحيب اخواني واسع.
وفاز إردوغان، الداعم الأول لجماعة الاخوان المسلمين، من الدورة الاولى في الانتخابات وحقق ما سعى اليه طويلا في تحويل تركيا الى النظام الرئاسي الكامل في ظل مخاوف المعارضة من الاستبداد بالسلطة وأسلمة مؤسسات الجمهورية العلمانية.
وفي رسالة من الأمين العام للاتحاد الذي يترأسه رجل الدين يوسف القرضاوي وهو واجهة لجماعة الاخوان، قال علي القره داغي "ندعو الله تعالى له مزيدا من التوفيق والسداد والرشاد وأن يوفقه الله لمزيد من النهوض بشعبه حتى تصل تركيا إلى دولة كبرى علوما وحضارة وعدالة ونموذجا في العلم والأخلاق والرقي".
واعتبر أن "نصر تركيا هو نصر لأمتنا ونصر لمشروع الاعتدال والوسطية والعزة والكرامة ونصر لقضايا الأمة الإسلامية التي تقع على قمتها قضية القدس وفلسطين".
ويقدم اردوغان نفسه كزعيم اسلامي او "سلطان" كما يحلو للبعض وصفه، ولا تكاد تخلو خطاباته من الحديث عن فلسطين والقدس.
وعادة ما يمجد اردوغان السلطنة العثمانية التي حكمت العالم العربي اربعة قرون. ويرفض اي انتقاد لعهد السلاطين الذي انتهى في عشرينيات القرن الماضي اثر اعلان الجمهورية التركية على يد كمال اتاتورك.
لكن تركيا تقيم علاقات طبيعية مع اسرائيل، وان كانت مرت بتوترات بعد مقتل تسعة اتراك على يد فرقة كوماندوس اسرائيلية في 2010، الى ان اتفق البلدان على تجاوز الأزمة وتبادل السفراء.
ووصف وزير اسرائيلي الاثنين فوز اردوغان بأنه "فرصة لتحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل الممتدة لسنوات طويلة". وقال وزير الاتصالات ايوب كارا في تصريحات صحافية ان المناخ السائد حاليا في تركيا يريد التقارب مع اسرائيل كما كانت العلاقات سابقا.
وذكرت صحيفة هآرتس قبل اسبوع ان احتفاظ اردوغان برئاسة تركيا "قد يكون الخيار الأكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل، قائلة ان الرئيس التركي يؤيد المزيد من تحسين العلاقات كما انه لم يتخذ ردا فعليا ضد اسرائيل بعد قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس.
وقال التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين في بيان على فيسبوك الاحد بعد ساعات من اعلان فوز اردوغان بالرئاسة "ندعو الله لتركيا بالتوفيق والسداد على طريق النهضة والتقدم الرقي، وأن تظل عونا ودعما لقضايا العدل والسلام ونصرة المظلومين والمضطهدين، وأن يحفظها الله ورئيسها وشعبها من كل مكروه وسوء".
وتحظر دول عربية كبرى أنشطة جماعة الاخوان المسلمين وتصنفها منظمة ارهابية على غرار السعودية والإمارات ومصر، مهد الجماعة التي أسسها حسن البنا قبل تسعين عاما.
وسادت القطيعة بين مصر وتركيا منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان بضغط من الشارع في 2013. وشابت العلاقات التركية في عهد اردوغان مع السعودية والامارات توترات ايضا وان كانت غير معلنة احيانا.
وزاد الدعم التركي المباشر لقطر في ازمتها مع جيرانها التي اندلعت قبل حوالي سنة، في فتور العلاقات خصوصا مع الرياض وابوظبي اللتين تأخذان على انقرة ايضا مساندتها لجماعة الاخوان واستضافة قياداتها.