نصوص وقراءات مغايرة في العدد الجديد من 'الجوبة' الثقافية

المجلة تواصل إثراء تجارب القراء والكتاب وفتح آفاق جديدة نحو الإبداع والتجدد.

صدر في المملكة العربية السعودية، العدد الجديد من مجلة الجوبة الثقافية، التي يُصدرها مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بالجوف.

وفي افتتاحية العدد، أكد رئيس التحرير إبراهيم الحميد، حرص المجلة على فتح آفاق نحو جديدٍ يحمل الإبداع والتجدد في القضايا التي تهم الثقافة والمثقفين والإصدارات، محاولين تقديم نص جديد وقراءات مغايرة تكون منبرًا يطل منه المهتمون لإثراء تجارب القراء والكتاب.

وبحسب رئيس التحرير، فقد بدا ذلك جلياً سابقاً وحاضراً في مقالات الدراسات والنقد التي يقدمها كل عدد منه وكذلك في سائر أبوابها.

هذا وقد تصدّر العدد تقرير خاص باحتفاء مركز عبدالرحمن السديري الثقافي ممثلًا بدار الرحمانية في محافظة الغاط بحصوله على جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني بنسختها الأولى التي انطقلت هذا العام،عن مسار المشاريع المبنية في الحفل الذي أقامته هيئة فنون العمارة والتصميم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.

 وبهذه المناسبة رفع مدير عام المركز سلطان بن فيصل بن عبدالرحمن السديري الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذه الجائزة، وأن هذه الرعاية الملكية تدل على الاهتمام الكبير بقطاع العمارة والتصميم، بهدف ترسيخ المسار والإرث الثقافي الأصيل للمملكة، لخلق هوية عمرانية أصيلة تمثل البيئة المحيطة بها، كما قدم شكره لهيئة فنون العمارة والتصميم على عنايتها واهتمامها بهذا الإرث العمراني من خلال جائزة الميثاق.

وفي موضوعات العدد يواصل د. محمد سليم شوشة حديثه في ورقة حجر لأحمد بوقري عن الإدراكيات بين الجسدانية ومقاربة المعنى في خطاب القصة القصيرة فيقول بأن هذه النوعية من القصص وهذا المنظور الإدراكي من السرد غالباً ما يركز على العمليات الحيوية في الجسد وهرموناته أو التغيرات البيولوجية والكيميائية في الجسم الإنساني متماشية مع الرؤية البصرية، لتشكل كلها حالة الاشتهاء والرغبة والأمل وتخيل لذة الطعام وال...الخ.

ويتحدث بكر منصور بريك عن الجَسَدانية المخطوفة والمعطوبة في سردية (أمُّ الصُّبْيَان لإبراهيم مفتاح. ) وهي متوالية سردية استندت على المخيال الناقل للمرويات الخرافية من الشفاهية إلى التدوين نصاً مسروداً، وهي نوعٌ من المحكيات المحلية المتكئة على الموروث الشعبي في استحضار البيئة الخاصة في تزاوجٍ بين الخرافي الخيالي ذي العوالم المتصورة والمكون الواقعي.

أما أحمد الشيخاوي فيتوقف عند شعرية محمد الثبيتي: الحِلمية في رسم معاني أنسنة المكون الطبيعي، ويرى أن من أبرز أسماء الريادة في مشهد الحداثة الشعرية السعودية، الشاعر الراحل محمد الثبيتي(1952/2011) الملقّب بشاعر البيد، من خلال أعماله الكاملة، والتي تضم بين دفتيها بضع دواوين.

 إضافة الى دراسات أخرى.. حيث كتب حجاج سلامة عن رواية "رماية ليلية" لليمني أحمد زين في مرآة النقد، ومحمود قنديل عن  مَواليدُ حَديقَةِ الحَيوانِ.. بَيْنَ الحَقيقَةِ والخَيَال. أما شريف الشافعي  فكتب عن سلطان الضيط يعانق المجهول في ديوانه "الحداء على أبواب أطلنتس"، وكتب عبدالله عبدالمحسن مقالا بعنوان الرواية تكتب التاريخ  من خلال اربع روايات قدمها في مقاله. 

وفي مجال نصوص شارك كل من فاطمة عبدالحميد/ فداء الحديدي/عبدالرحيم التدلاوي/عبداللطيف العبداللطيف/ أحمد الخطيب/منى حسن/نجاة خيري/ منصور جبر/شتيوي الغيثي,

وتنشر الجوبة 85 شهادة إبداعية مميزة بعنوان " في بساتين الكتابة تزهر الأمهات "  للروائية والكاتبة هناء جابر صاحبة رواية تحت شجرة السدر ، كما تنشر شهادة عن تجربة الشاعرة ناهدة شبيب..

وفي باب مواجهات تنشر الجوبة حواران. جاء الأول مع  الشاعر د. سامي الثقفي الذي يقول بأن التنوع في القراءة والاطلاع يثري التجربة الإبداعية، ويفتح الآفاق أمام الشاعر حتى يحلق في فضاء الإبداع وقد حاوره / عمر بوقاسم.

والثاني كان  مع الروائي الشاب يونس أوعلي الذي يقول بأن "الكتابة بالنسبة له حادثة قدرية...ويهمه إبراز تاريخ قرية أحولي". حاوره ياسين حكان من المغرب.

وفي نوافذ يشارك رفقة أومزدي  محمد القشعمي هشام بنشاوي صلاح القرشي حسن الحضري  صفية الجفري ،  عبدالله السمطي ، و عبد اللطيف الضويحي ..

يذكر أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر، ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمركز عبد الرحمن السديري الثقافي في منطقة الجوف.

وقد نجحت المجلة في أن تؤسس لنفسها كمنبر ثقافي جمع في موضوعاته بين الأصالة والمعاصرة، وانحاز للثقافة والآداب والفنون العربية بكل تجلياتها، وعبّرت عن الحضارة العربية، واهتمت بأن تُضيء على الثقافة والفكر الإنساني، فجاءت أعدادها فريدة في موضوعاتها، أنيقة في إخراجها، ثرية في أطروحاتها.