نكسة للجزائر وروسيا مع بوادر انهيار لاتفاق السلام في مالي

تحالف للجماعات المسلحة في شمال مالي ينسحب من محادثات سلام الجزائر الذي تم توقيعه في العام 2015 بسبب ما وصفه بغياب الإرادة السياسية لدى الحكومة العسكرية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

باماكو - انسحب تحالف لجماعات مُسلحة في شمال مالي اليوم الخميس من محادثات سلام قائمة على أساس اتفاق الجزائر العاصمة لعام 2015 بسبب ما وصفه بغياب الإرادة السياسية لدى الحكومة العسكرية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

ويشكل هذا الانسحاب ضربة لعملية السلام التي قادتها ورعتها الجزائر طيلة أشهر طويلة في العام 2015 وراهنت عليها روسيا في الفترة الأخيرة لتعزيز نفوذها بعد أن ملأت الفراغ العسكري والأمني الفرنسي والأوروبي على اثر انسحاب قوات الأخيرة مكرهة بدفع من المجلس العسكري الانتقالي الذي قطع معها العلاقات واتهمها بارتكاب انتهاكات واسعة.

وكانت موسكو التي عززت تقاربها مع الجزائر تريد الاستفادة من نفوذ شريكها الجزائري لجهة تهدئة التوتر في شمال مالي وتحصين موقعها في منافسة التواجد العسكري الغربي في افريقيا.

وقال التحالف الذي يطلق عليه اسم الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية، في بيان إنه لن يعود إلى الطاولة إلا إذا أجريت المحادثات في بلد محايد وبوساطة دولية، مضيفا أنه "يأسف لاستمرار غياب الإرادة السياسية لدى السلطات الانتقالية لتنفيذ اتفاق السلام)"، موضحا أنه "سيعلق المشاركة" في المحادثات.

ويقوض هذا الإعلان الاتفاق الموقع في الجزائر العاصمة قبل أكثر من سبع سنوات بين الحكومة المدنية التي كانت في السلطة في ذلك الوقت والجماعات المسلحة لاستعادة السلام في الشمال بعد سعي المتمردين للانفصال عن العاصمة باماكو عام 2012.

ومُني المتمردون بهزيمة، إلا أن مالي انزلقت منذ ذلك الحين في دائرة من العنف سيطرت خلالها جماعات محلية تابعة لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية على مناطق واسعة وشهدت سقوط آلاف القتلى من المدنيين.

وكان الاتفاق يسعى إلى تحقيق اللامركزية في مالي ودمج المتمردين السابقين في القوات المسلحة ودعم اقتصاد الشمال، إلا أن التقدم لا يزال بطيئا، إذ لم تتحقق اللامركزية وأدى العنف المتواصل إلى عرقلة جهود نزع السلاح وتدمير الاقتصاد المحلي.

وشهدت مالي انقلابين عسكريين منذ أغسطس/آب 2020. وسحبت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والتي ساعدت لعقد من الزمن في احتواء المتشددين الإسلاميين، آلاف الجنود هذا العام بعد تحالف مالي مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية.

والأطراف الموقعة على اتفاق السلم والمصالحة في العاصمة الجزائرية في العام 2015 هي كل من حكومة مالي المركزية (في تلك الفترة) والحركة العربية للأزواد (الطوارق)، والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد (منشقة)، وحضر مراسم التوقيع في تلك الفترة ممثلان عن الولايات المتحدة وفرنسا.