هافيلانج الذي سمم آبار كرة القدم

لا شيء تغير منذ أن قرر هافيلانج تغيير كرة القدم من رياضة إلى سلعة.

البرازيلي جواو هافيلانج الرجل الذي تبوأ سدة الفيفا من عام 1974 لغاية عام 1998 لم يترك ذكرى طيبة لدى عشاق رومانسية كرة القدم، بل أبى قبل أن يغادر منصبه إلا أن يترك اسفيناً في خاصرة كرة القدم متمثلاً بتلميذه سيب بلاتر.

هافيلانج يعتبر الرجل الذي سمم آبار كرة القدم منذ تصريحه الأول بعد تسيده للفيفا: ”جئتُ لأبيعكم سلعة اسمها كرة القدم“. وفي طريقه لمنصبه كان لاعب الألعاب المائية يسحق منافسيه وبات عضواً باللجنة الأولمبية الدولية عام 1963. وعندما فازت البرازيل بكأس العالم للمرة الثالثة عام 1970 كان الانتهازي هافيلانج يضحك في سره لاستخدام ثلاثية الالقاب البرازيلية مفتاحاً لأحقيته بالترشح والاطاحة بالسير ستانلي راوس من رئاسة الفيفا، وتابع انتهازيته فقدم وعوداً لقارة افريقيا. والملفت أنه صرح بعد فوزه بسنوات قائلاً: ”كنتُ أرى في عيون السير راوس اللامبالاة لانه لم يعتبرني تهديداً له “.

الفوز بالمنصب كان مجرد بداية لهافيلانج لان مهمته الاساسية لم تكن قد بدأت بعد فكان هورست داسلر سليل امبراطورية اديداس خطوته الاولى لعقود الرعاية والحقوق، حتى تمكن من ان يكون في الظل المحرك الاساسي لشركة ISL التي هيمنت على مسابقات الفيفا تجارياً فكانت كرة القدم منجماً من الذهب لها ولهافيلانج، وتحول الفيفا من مؤسسة تضم 11 موظفاً عندما اتى هافيلانج الى واحد من اقوى المؤسسات الاقتصادية في العالم.

ومع السيطرة كان هافيلانج يصرح بجرأة دائماً: ”اقبض على الفيفا بقبضة من حديد وقفاز من حديد“. لذا لم يفت في عضده الكتاب الفضائحي “كيف سرقوا اللعبة“، وبقيت كلمة السر لديه لمن حوله هي الولاء ولا شيء غير الولاء. لذا غادر الفيفا عام 1998 دون ان يهتز أمام الانتقادات، وأطاح بالأحلام الأوروبية بخلافته فسلم منصبه لتلميذه بلاتر الذي دفع ثمن عبثه وعبث معلمه هافيلانج بمقدرات كرة القدم بطرده من منصبه بشكل مذل.

هافيلانج رحل.. وبلاتر غادر.. والاثنان غير مأسوف عليهما. كرة القدم في قبضة انفانتينو المستمر في منصبه وفي محاكاته لسيرة من سبقه... ولا عزاء لكرة القدم.