هجوم مسلح يستهدف قاعدة حميميم الروسية

مرصد سوري يؤكد أن اشتباكات اندلعت داخل القاعدة الروسية بعد هجوم شنته مجموعة مسلحة رديفة لقوات السلطة السورية.

دمشق - تعرّضت قاعدة حميميم الروسية في غرب سوريا صباح اليوم الثلاثاء لهجوم وجيز شنّه فصيل مسلح، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه مرتبط بالسلطة الجديدة، بينما أفاد شاهد عيان بدوي اشتباكات استمرت قرابة ساعة.

وتقع القاعدة الجوية المحصّنة في محافظة اللاذقية الساحلية وشكلت في مارس/آذار وجهة لأكثر من ثمانية آلاف شخص فروا من الاشتباكات وأعمال العنف ذات الطابع الطائفي التي شهدتها منطقة الساحل وأسفرت عن مقتل أكثر من 1700 شخص غالبيتهم الساحقة علويون.

وأورد المرصد السوري أن "مجموعة مسلحة رديفة لقوات السلطة الانتقالية شنّت هجوما على القاعدة، انطلاقا من قرية قريبة منها، وتمكن بعض عناصرها من الوصول إلى المدرج داخل الموقع العسكري".

وأفاد بوقوع "اشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، تزامنا مع إطلاق صافرات الإنذار داخل القاعدة".

وبدأ الهجوم، وفق ما أفاد شاهد عيان يقيم في محيط حميميم، من دون الكشف عن هويته خشية على سلامته، "عند الساعة السابعة صباحا واستمر لساعة، سمع خلالها دوي إطلاق رصاص وقذائف مع تحليق مسيرات في الأجواء".

وقال إن سكان المنطقة كانوا قد "رصدوا انتشارا لعناصر الأمن العام في محيط القاعدة منذ أيام". ومنذ إطاحة السلطة الجديدة حكم الرئيس بشار الأسد، تعمل روسيا التي شكلت أبرز داعميه خلال سنوات النزاع، على ضمان مصير قاعدة حميميم إضافة الى قاعدتها البحرية في طرطوس، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق. ولم يتعرض الموقعان لأي هجمات بعد إطاحة الأسد.

ولا يزال نحو 2500 من سكان الساحل السوري داخل قاعدة حميميم، بحسب المرصد السوري، منذ فرارهم من الاشتباكات الدامية قبل أكثر من شهرين والتي أثارت تنديدا واسعا.

وبالإضافة إلى القاعدتين الرئيسيتين، تحتفظ روسيا بمواقع عسكرية أخرى مثل مطارات القامشلي والشعيرات وحماة العسكرية، مما يضمن استمرار حضورها في سوريا.

وينظر إلى هذه القواعد كنقطة انطلاق مهمة للعمليات الروسية في أفريقيا، لتأمين الإمدادات اللوجستية والعسكرية لقواتها المنتشرة هناك.

وتصنّف موسكو هيئة تحرير الشام التي تزعمها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقادت الهجوم الذي أطاح الأسد، على أنها منظمة "إرهابية".

وزار وفد روسي ضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، دمشق في 28 يناير/كانون الثاني.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/شباط اتصالا بالشرع، أكد فيه دعمه وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

وكان الشرع أشار في مقابلة مع قناة "العربية" عقب وصوله إلى السلطة، إلى مصالح غستراتيجية عميقة بين البلدين، موضحا أن "السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية"، متابعا "لا نريد أن تخرج موسكو من البلاد بالشكل الذي يهواه البعض".

وشكلت روسيا حليفا رئيسيا للأسد وقدمت له دعما دبلوماسيا في مجلس الأمن إثر اندلاع النزاع عام 2011. ثم تدخلت قواتها عسكريا دعما له بدءا من العام 2015 وساهمت، خصوصا عبر الغارات الجوية، في قلب الدفة لصالحه على جبهات عدة في الميدان.