هجوم موسكو يعيد للأذهان هجمات باتاكلان

الرئيس الفرنسي يقول إن الإسلاميين الذين هاجموا روسيا حاولوا مهاجمة فرنسا.

باريس - أعاد هجوم موسكو الذي خلف 137 قتيلا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية وشككت روسيا في أن يكون من تدبير التنظيم المتطرف ونسبته لأوكرانيا، إلى الأذهان الهجوم على قاعة حفلات باتاكلان في باريس إلى درجة أن الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون أعتبر أن الإسلاميين الذين هاجموا روسيا حاولوا مهاجمة فرنسا.

وسبق أن تعرضت فرنسا لسلسلة من هجمات الإسلاميين على مدى العقد الماضي والتي استهدف أسوأها عام 2015 قاعة حفلات باتاكلان ومقاهي وحانات في باريس. وقال بعض سكان باريس إن هذا ساعدهم في فهم سبب تعزيز الأمن الآن.

وقال رافيلي أليجريتي وهو موظف مختص بتكنولوجيا المعلومات "إنه (هجوم قاعة الحفلات الموسيقية خارج موسكو) يعيد إلى الأذهان سنوات باتاكلان، لذا نعم، إنه شيء ترك علامة فينا إلى الأبد"، مضيفا "لذلك نعم، أتفق تماما مع تعزيز خطة الأمن العام، لأن الناس، في رأيي، قلقون بعض الشيء"، مشيرا دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها باريس هذا الصيف.

وقال المنتج السينمائي لو باردو جاكيه (25 عاما) "كان هناك بالفعل هجوم خلال الألعاب الأولمبية (في ميونيخ عام 1972)... واضح أن هذه أحداث مقلقة في ما يتعلق بالأمن".

وقال ماكرون اليوم الاثنين إن المسلحين الذين قتلوا 137 شخصا في قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو كانوا جزءا من تنظيم إسلامي كان وراء محاولات جرى إحباطها لمهاجمة فرنسا خلال الأشهر القليلة الماضية، مضيفا أن ذلك، بدوره، يفسر سبب رفع الحكومة الفرنسية لمستوى التحذير من الإرهاب إلى أعلى مستوياته أمس الأحد.

واليوم الاثنين واصلت روسيا التي شككت في تأكيدات الولايات المتحدة بأن تنظيم الدولة الإسلامية هو مدبر هجوم يوم الجمعة، الإشارة إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة. وقال ماكرون إن هذا أمر "خبيث ويؤدي إلى نتائج عكسية".

وقال "تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم. المعلومات المتوفرة لدينا... وكذلك لدى شركائنا الرئيسيين تشير بالفعل إلى أن كيانا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية هو الذي حرض على هذا الهجوم".

وأضاف "حاولت هذه المجموعة أيضا ارتكاب عدة أعمال على أراضينا"، في إشارة إلى فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان والمعروف باسم تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، والذي أعلن مسؤوليته عن هجوم يوم الجمعة في موسكو.

وعقد مسؤولون فرنسيون اجتماعا اليوم الاثنين لبحث إجراءات محددة لتعزيز الأمن مثل فحص الحقائب عند مدخل قاعات الحفلات الموسيقية أو أماكن العبادة.

وقال ماكرون الذي كان يتحدث لدى وصوله في زيارة إلى جيانا الفرنسية، إن فرنسا عرضت زيادة التعاون مع أجهزة المخابرات الروسية بخصوص هجوم قاعة الحفلات الموسيقية "حتى نواصل النضال بفعالية ضد هذه الجماعات التي تستهدف عدة دول".

ولم يذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا تنظيم الدولة الإسلامية عند حديثه عن المهاجمين الذين قال إنهم كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا. وتخوض روسيا حربا مع جارتها الجمهورية السوفييتية السابقة منذ غزو موسكو لها في فبراير/شباط 2022.

وقال بوتين إن بعض الأشخاص على "الجانب الأوكراني" كانوا مستعدين لنقل المسلحين عبر الحدود. ونفت أوكرانيا أي دور لها في الهجوم واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوتين بالسعي إلى تحويل مسؤولية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية من خلال الإشارة إلى أوكرانيا.