هل تسعى قيادة حماس لمغادرة قطر لتجنب ضغوط بشأن صفقة التبادل؟

صحيفة وول ستريت جورنال تؤكد أن حماس تواصلت مع دولتين على الأقل في المنطقة مع تداول اسمي سلطنة عمان وتركيا.
زيارة هنية لتركيا يمكن أن تندرج في اطار البحث عن ملاذ
يدور الحديث أيضا عن امكانية استقبال ايران أو لبنان او حتى الجزائر لقادة حماس في الخارج

واشنطن - أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن حركة حماس الفلسطينية تواصلت مع دولتين على الأقل في المنطقة تمهيدا لانتقال عدد من قادتها السياسيين الموجودين في الدوحة على وقع حديث عن توتر مع الجانب القطري بشأن مفاوضات عقد صفقة مع إسرائيل.
ويدور في الكواليس حديث على أن الدولتين هما سلطنة عمان وتركيا دون تأكيد من مصدر موثوق.
وقالت الصحيفة وفق مصادر دبلوماسية ان الوسيطين القطري والمصري فرضا ضغوطا على الحركة الفلسطينية لقبول صفقة تبادل مع إسرائيل بهدف انهاء القتال في القطاع المحاصر والمهدد باجتياح رفح وتهديد حياة أكثر من مليون شخص.
وتحدثت الصحيفة عن انعدام ثقة بين ممثلي حماس والوسطاء مع توقف المحادثات منذ عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض بقيادة مدير الموساد دافيد برنياع.
وكانت مصادر عديدة تحدثت عن ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الوسطاء لدفع حماس بقبول شروط إسرائيل لعقد صفقة تبادل لكن الحركة الفلسطينية مصممة على مطالبها وهي عودة سكان شمال غزة دون شرط ووقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وهاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر حماس متهما إياها بعرقلة جهود التوصل لاتفاق قائلا إن إسرائيل قطعت شوطا كبيرا لكن الحركة تعتبر العائق الأبرز أمام التوصل إلى اتفاق.
ويؤكد الجانب الأميركي أنه يسعى لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل لتجنب عملية في رفح تهدد أكثر من مليون شخص حيث يشدد ميلر ان الاتفاق سيسمح بوقف إطلاق النار لـ6 أسابيع على الأقل، وبدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وتقول حماس أن مقترح الوسطاء يتمثل في " على إطلاق سراح 42 محتجزا في غزة مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 أسير فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم".
وتشير العديد من المصادر لنوع من التوتر بين السلطات القطرية وقادة حركة حماس حيث تستضيف الدوحة كلا من رئيس الهيئة السياسية للحركة إسماعيل هنية والقيادي البارز خالد مشعل.

علاقات جيدة بين عمان وقادة حماس
علاقات جيدة بين عمان وقادة حماس

ويدور الحديث عن سلطنة عمان التي لها علاقات جيدة مع حركة حماس وداعمتها الرئيسية إيران لكن الجانب العماني لم يشر من قريب أو بعيد لمحادثات لاستضافة قادة الحركة. وكانت سلطنة عمان قدمت التعازي في مقتل ابناء وأحفاد هنية في غارة اسرائيلية في أول أيام عيد الفطر.

كما يدور الحديث أيضا عن امكانية استقبال ايران أو لبنان او حتى الجزائر لقادة الحركة مع استبعاد سوريا التي شهدت علاقتها مع الحركة الفلسطينية توترا بسبب الحرب الاهلية رغم تحسنها بوساطة من طهران وحزب الله.
لكن الحديث أكثر يدور بشأن تركيا خاصة وأن هنية وصل إلى اسطنبول مساء الجمعة لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تجاوز عدد القتلى في غزة 34 ألف شخص. وقال بيان صادر عن حماس الجمعة إن أردوغان وهنية سيناقشان النزاع في غزة، مشيرا إلى مرافقة وفد لرئيس المكتب السياسي لحماس.
وبلغ التوتر أوجه في الشرق الأوسط بعد إعلان إسرائيل عن شنها هجوما استهدف إيران وترقب غزة لهجوم إسرائيلي جديد.
وشدد أردوغان الأربعاء على أنه سيواصل "الدفاع عن الكفاح الفلسطيني وأن يكون صوت الشعب الفلسطيني المضطهد". لكنه رفض في حديثه مع الصحافيين الجمعة الخوض في تفاصيل الاجتماع.
وزار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قطر الاربعاء وأمضى ثلاث ساعات مع هنية ومساعديه "لتبادل واسع لوجهات النظر خاصة في ما يتعلق بالمفاوضات من أجل وقف اطلاق النار". وتناول فيدان مع هنية مسألة أن تعبّر حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، "بوضوح عن توقعاتها، خاصة في ما يتعلق بحل الدولتين".
وكان آخر لقاء بين أردوغان وهنية في تموز/يوليو 2023 عندما استضافه أردوغان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي بأنقرة. وكان هنية قد التقى فيدان آخر مرة في تركيا في 2 كانون الثاني/يناير.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع التي بدأت ردا على هجوم شنته حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، قضى 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.