هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه.. الليبرالية العلمية (8)‎‎

تعريف إيران للنظام العالمي الجديد هو إفراغ مناطق نفوذها، كما في العراق، من أي حضور غربي، حتى على شكل شركات أو مساهمات استثمارية أو عمرانية.

ثمة مؤشرات كثيرة على أن النظام الحالي في العالم آخذ في التغيير، وإن نظامًا جديدًا سيحكم العالم. هناك بعض الخطوط العريضة التي من المؤكد أنها ستكون في هذا النظام.

الخط العريض الأول: هو عزلة أميركا، أميركا ستكون منعزلة في النظام العالمي الجديد. الأميركيون لديهم اليوم قواعد في كثير من مناطق العالم؛ في منطقتنا وأوروبا وآسيا، لديهم قواعد عسكرية ذات عدد كبير. سوف ينتهي هذا الوضع، وسوف تنكفئ أميركا ويتضاءل حضورها في أنحاء العالم.

الخط العريض الثاني: هو انتقال القوة السياسية والاقتصادية والثقافية، والقوة العلمية أيضًا؛ من الغرب الى آسيا!!

القوى الغربية اليوم تملك اقتدارًا سياسيًا وعلميًا وثقافيًا واقتصاديًا، انهم يملكون أمورًا كثيرة. طبعًا التعبير الأصح هو أن نقول: إنهم كانوا يملكونها، وها هم يفقدونها رويدًا رويدًا.

في هذا النظام الجديد سوف تنتقل هذه الحالة من الغرب الى آسيا.

النقطة الثالثة وذاك الخط العريض الثالث: فكر المقاومة وجبهتها سوف ينتشران في العالم، الفكر الذي ابتكرتها الجمهورية الإسلامية، فكر المواجهة أمام الغطرسة، فأول من قال في العالم "لا شرقية ولا غربية" هو إمامنا الخميني العظيم.

يوجد كثيرون في منطقتنا اليوم يرون أنفسهم مرتبطين بجبهة المقاومة وهم أهل المقاومة ويعتقدون بها ويقاومون أيضًا، وفي حالات كثيرة يحصلون على النتائج ايضًا، كالنتيجة التي حصل عليها اللبنانيون ببركة حزب الله في قضية تقسيم خطوط الغاز.(1)

السيد علي الخامنئي

....

قبل الاسترسال لزم أن أعلق على جزء مما ورد في النص أعلاه: "النقطة الثالثة وذاك الخط العريض الثالث: فكر المقاومة وجبهتها سوف ينتشران في العالم، الفكر الذي ابتكرتها الجمهورية الإسلامية، فكر المواجهة أمام الغطرسة، فأول من قال في العالم " لا شرقية ولا غربية" هو إمامنا الخميني العظيم".

لم يؤلَف كتاب واحد من قِبل الخميني أو خامنئي يكون فعلًا ابتكارًا عظيمًا غير مسبوق يرفع له العالم القبعة، كتاب يتناول علمًا عصريًا فيه إشكال لم يُحَل أو أن ذلك العلم توقف عن التطور لعلة ما، أو هو كتاب من الإمام المهدي واسطة ايصاله للعالَم الخميني أو خامنئي، فإن رفضه العالم أو قاومه بدافع الغطرسة "فكر المواجهة أمام الغطرسة" فهل من قائل بترجيح موقف الغطرسة على مساهمة علمية مكتشفة ضرورية.

هذا المطلب الذي تفضلتُ أنا به معروف الجواب عليه، فالذي لا يعلم بمعارف خبايا دينه هل ننتظر منه معرفة خبايا ودقائق العلوم العصرية، اقرأوا هذا الرد من الإمام الخميني على سؤال زوجة إبنه: "طلبت السيدة فاطمة الطباطبائي زوجة المرحوم السيد احمد الخميني من الإمام الخميني أن يكتب لها تعريفًا حول مقام مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء، فكتب عليه الرحمة والرضوان: إبنتي العزيزة فاطمة، تريدين من عجوز بائس خالي الوفاض من المعارف والمعالم الإلهية ما لا يستطيع العرفاء الكبار والفلاسفة العِظام الاقتراب منه".(2)

هذا الإمام العاجز علميًا في أمور دينه ودنياه يتخذه البعض قدوة عليا ويقلده تقليدًا دقيقًا ويُجاهد بقوة واستماتة لتطبيق نموذج دولته لا في بقعة محدودة بل في كل بقاع العالم، وفي العراق يفصح المجاهد الولائي مقتدى المقدسي عن خطوات مشروع مقاومة ومواجهة أي انفتاح عراقي على العالم اقتصاديًا وفي كل المجالات، وهذا جوابه على سؤال في برنامج تلفزيوني:

"مقدم البرنامج يسأل الولائي مقتدى المقدسي: أنتَ كيف تُعرِّف الثأر (يقصد الثأر لمقتل أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني).

أجاب المقدسي:

الثأر ثأران، ثأر مباشر وهو الثأر الخاص من جميع من اشتركوا بالعملية، من ترامب فما دون، كل المسؤولين؛ إلى اذرعهم الذين اشتركوا بشكل مباشر في عملية الاغتيال، وهذا ثأر قرآني، قصاص، واجب عيني على كل معني ويرى في نفسه تكليف شرعي ليأخذ بثأر هؤلاء القادة.

أما الثأر العام فهو ثأر إستراتيجي، انهاء الوجود الأميركي في المنطقة، العسكري بشكل أساسي، وهذا ما تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية حفاظًا على السيادة، ثأرًا لسيادتها وليس فقط لدماء الشهداء،...، وإنهاء الوجود الثقافي والاقتصادي".

هل من غبش أو إبهام في تصريح الولائي مقتدى المقدسي وما يرمي اليه هو وقادته وأسياده تنفيذًا لخطوات مشروع إخلاء اقليم شيعة العراق من أي وجود لشركات أو استثمار أو مساهمة غربية عمرانية أو اقتصادية أو علمية وتقنية وثقافية، وتفريغ الاقليم لولاية الفقيه ومشروعها الشمولي.

اشارات

(1) يوتيوب: النظام الجديد | الإمام الخامنئي - دام ظلّه

(2) يوتيوب: القلم واللسان يعجز عن وصفها