
توتر شديد يخيم على القدس المحتلة عشية افتتاح السفارة الأميركية في المدينة المحتلة
واشنطن تتحسب لهجمات على سفاراتها في الخارجواشنطن - أكد مسؤولون أميركيون كبار الأحد أنهم لا يزالون قادرين على دفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين رغم الغضب في العالم العربي بسبب افتتاح السفارة الأميركية المرتقب في القدس الاثنين 14 مايو/ايار الذي يصادف الذكرى 70 للنكبة.
وعشية افتتاح السفارة قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه يأمل بنجاح الجهود لإنهاء النزاع المستمر منذ عقود، بينما اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ان افتتاح السفارة يمكن أن يجعل التوصل إلى سلام "أمرا أسهل".
وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة عن الإجماع الدولي الذي استمر على مدى عقود بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق على وضع القدس كجزء من اتفاق سلام على أساس حل الدولتين بين اسرائيل والفلسطينيين.
ويتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين على الحدود بين غزة واسرائيل الاثنين للاحتجاج على افتتاح السفارة.
ورفضت السلطة الفلسطينية التواصل مع فريق ترامب منذ اعلان قرار نقل السفارة ومن بينهم صهره جاريد كوشنر الذي يفترض أن يقود المساعي الجديدة للسلام والذي من المقرر ايضا أن يرأس وفدا أميركيا يضم زوجته ايفانكا وكبار الشخصيات في افتتاح السفارة.
وردا على سؤال في مقابلة مع فوكس نيوز الأحد عما اذا كان لا يزال هناك أي أمل في عملية السلام، قال بومبيو "بكل تأكيد عملية السلام لم تمت".
وأضاف بومبيو الذي تولى الخارجية قبل أسبوعين "نحن نعمل جاهدين على عملية السلام. ونأمل بأن نستطيع تحقيق نتيجة ناجحة".
وإضافة إلى احتجاجات الفلسطينيين يتوقع أن تشهد عدد من العواصم العربية تظاهرات بعد أن قالت حكوماتها إن وضع القدس يجب أن يتقرر في اطار اتفاق نهائي للسلام.
وأكد بومبيو أنه مدرك للمخاوف الأمنية على السفارات الأميركية والمواطنين الأميركيين في المنطقة في الأيام المقبلة.
وأضاف "لقد اتخذت الحكومة الأميركية عددا من الخطوات لضمان تأمين مصالحنا الحكومية والمواطنين الأميركيين في المنطقة ونحن مرتاحون لاتخاذنا خطوات لتقليل ذلك الخطر".
"ادراك الحقيقة"
وقال بولتون من جهته إن افتتاح السفارة الأميركية في مدينة يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية سيعزز احتمالات السلام.
وأضاف لشبكة ايه بي سي "أعتقد أن الأمر سيكون أسهل. إن ذلك ادراك للحقيقة".
وتابع "إذا لم تكن مستعدا للاعتراف بأن القدس هي عاصمة اسرائيل وأنها المدينة التي يجب أن تكون فيها سفارة الولايات المتحدة، إذن فأنت تعمل في اتجاه مختلف تماما .. أعتقد أن ادراك الحقيقة يعزز دائما فرص السلام".
واعتبر السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أنه لا يزال هناك أمل بتحقيق السلام في المنطقة.
وبالنسبة للغضب الفلسطيني قال فريدمان عبر شبكة فوكس نيوز، إن الجو العام للفلسطينيين "سيتغير مع مرور الوقت بحيث سيفهمون أن الولايات المتحدة مستمرة في مد يدها للسلام فيما يحتاج الناس للتركيز على الأمور الأهم على غرار مستوى المعيشة وتحسين البنية التحتية والأمن والمستشفيات".
وأكد أن الولايات المتحدة "جاهزة لمساعدة الفلسطينيين" وأن لا أساس للاعتقاد بأن نقل السفارة سيقوض فرص السلام.
وأضاف فريدمان الذي دعم في الماضي إقامة مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "أعتقد أننا سنحرز تقدما".
في المقابل، ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقرار واشنطن نقل سفارتها للقدس، معتبرا أنه "استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين".
ويتزامن موعد افتتاح السفارة في 14 مايو/ايار مع الذكرى السبعين لإقامة اسرائيل وذكرى النكبة بالنسبة إلى الفلسطينيين.
وقتل 54 فلسطينيا بنيران القوات الاسرائيلية منذ انطلقت احتجاجات واسعة على حدود قطاع غزة في 30 مارس/اذار فيما لم يصب أي اسرائيلي.
مسيرة العودة
وقام وفد من حركة المقاومة الاسلامية حماس برئاسة زعيم الحركة اسماعيل هنية بزيارة قصيرة للقاهرة الأحد التقى خلالها مدير المخابرات العامة المصرية لمناقشة تداعيات "مسيرة العودة" وفق قيادي في الحركة.
وقال خليل الحية القيادي في حماس لدى عودة الوفد إلى غزة مساء للصحافيين "التقينا مع الوزير عباس كامل (مدير المخابرات المصرية) ونعتبر الزيارة جيدة وقد جاءت في اطار حشد الدعم العربي والاسلامي ومصر في المقدمة".
وأضاف "أكد الوزير عباس كامل وقوف مصر بجانب الحق الفلسطيني ووعدنا بأن تبقى مصر إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه خصوصا في قطاع غزة عبر تخفيف الحصار وإمكانية فتح المعبر (معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة) كلما تسنى ذلك"، مشيرا إلى أنه تمت "مناقشة نقل السفارة الأميركية للقدس".
وشدد على أن "شعبنا مصمم على المضي قدما في مسيرة العودة غدا لتحقيق أهدافها وقلنا للإخوة في مصر إن هذه المسيرة سلمية وشعبية حتى تحقيق أهدافها".
وكان برفقة هنية القياديان الحية وروحي مشتهى وقد غادروا غزة في وقت مبكر الأحد عبر معبر رفح الحدودي في زيارة استمرت عدة ساعات.
وكان المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قد أوضح في وقت سابق أن زيارة هنية للقاهرة جاءت "بناء على دعوة مصرية وسيناقش خلالها مع المسؤولين المصريين آخر التطورات المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإقليمي".
وذكر مصدر في حماس أن هنية ناقش مع المسؤول المصري "تداعيات مسيرة العودة على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل" المقررة الاثنين تزامنا مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس والتي تتزامن مع الذكري السبعين للنكبة.
ويتوقع مسؤولون فلسطينيون في الهيئة الوطنية العليا لـ"مسيرات العودة" مشاركة عشرات الالاف من الفلسطينيين في هذه الاحتجاجات التي قد تشهد اقتحام متظاهرين للسياج الحدودي الفاصل باتجاه المناطق الإسرائيلية.
ويتجمع فلسطينيون من قطاع غزة منذ يوم الأرض في 30 مارس/اذار بالآلاف قرب الحدود مع إسرائيل خصوصا يوم الجمعة للمطالبة بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي طردوا منها أو غادروها عند قيام اسرائيل في 1948.