'وصل'.. معرض فني يجمع تشكيليات من البحرين والكويت بالمنامة
يستضيف مركز صفية علي كانو للفنون بالعاصمة البحرينية المنامة حالياً المعرض الفني الثالث المشترك لعضوات جمعية سيدات الأعمال البحرينية، والذي حمل عنوان "وصل".
المعرض المفتوح للجمهور خلال الفترة من 22 وحتى 28 من شهر مايو/أيار الجاري، يُقام برعاية الشيخة ضوى بنت خالد بن عبدالله آل خليفة عضو المجلس الوطني للفنون بالبحرين، وبحضور وزير التنمية الاجتماعية البحريني أسامة العلوي، والدكتورة فاطمة الكوهجي رئيسة مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية، والفنانة صفية كانو مديرة مركز صفية علي كانو للفنون، والفنان التشكيلي البحريني محسن تيتون أحد مؤسسي جمعية البحرين للفنون التشكيلية وأول رئيس لجمعية الخزافين البحرينية.
جمع المعرض تحت سقف واحد أعمالاً فنيّة لتشكيليات من مملكة البحرين ودولة الكويت، وجسّد تلاقيًا بصريًا بين مدارس وأساليب متنوعة، توزعت بين الواقعية، والانطباعية، والتجريد، والفن المفاهيمي.
وضمت قائمة المشاركات من الفنانات التشكيليات البحرينيات: أمينة حسن، عائشة أكبر، فاطمة الدلاور، صفية كانو، نوال الصباغ، سلوى المؤيد، نور السرافي، لطيفة الشيخ، فريدة بدر، رند الكيشتيني، وحيدة الدوي، بدرية عبدالرحمن.
وبجانب فنانات البحرين، احتفى المعرض بتجارب الفنانات التشكيليات الكويتيات: أميرة أشكناني، وابتسام العصفور، والدكتورة جميلة سالم، والدكتورة عبير الكندري.
العرس الكويتي
وقدمت الفنانة التشكيلية الكويتية ابتسام العصفور خلال مشاركتها بالمعرض توثيق بصري لعرس كويتي بملامح واقعية انطباعية عبر لوحتين فنيتين بعنوان "الدزّة": اللوحة الأولى تجسّد لحظة مسائية تسير فيها نساء الحي حاملات الهدايا إلى بيت العروس، وسط الأزقة وعبق البخور والعباءات المطرّزة. والثانية جسّدت مشهدا لاجتماع النساء وهن يفتحن الهدايا ويحتفلن بالعروس وسط أجواء من البهجة والضيافة. وقد جاءت اللوحتان امتدادًا لمشروع الفنانة ابتسام العصفور الذي تسعى من خلاله لتوثيق مراسم العرس الكويتي القديم.
ونفّذت العصفور اللوحتين باستخدام الألوان الزيتية بأسلوب واقعي انطباعي، يوظف الضوء والظل وتفاصيل العمارة الكويتية القديمة – كالأقواس والنوافذ الخشبية – إلى جانب ملامح الشخصيات وملابسهن، لتوثيق لحظة نابضة بالحياة والموروث الشعبي.
وشاركت الفنانة التشكيلية الكويتية أميرة أشكناني بلوحتين بعنوان "عشق امرأة"، بأسلوب زخرفي معاصر يجمع بين الأكريليك والباستيل والزيت، واستلهمت أشكناني موضوع اللوحتين من عالم المرأة، وجمالياتها الداخلية والخارجية، عبر تكوينات تتسم بالرمزية والتجريد.
وأما الفنانة التشكيلية الكويتية الدكتورة عبير الكندري، فقدمت أعمالاً تُجسّد تجربتها الفنية الممتدة منذ الطفولة، وقد عكست أعمالها بالمعرض وعيًا تشكيليًا وتقنيًا متطورًا.
والكندري هي حاصلة على الدكتوراه في التربية الفنية، وشاركت في العديد من المعارض الدولية ونالت جوائز فنية، إلى جانب مساهمتها في لجان تحكيم محلية وعالمية.
فيما شاركت الفنانة التشكيلية الكويتية الدكتورة جميلة سالم، فشاركت في المعرض بأعمال تمزج بين الرمزية والتجريد، تستوحي عناصرها من المرأة والبيئة الخليجية، بتكوينات توازن بين اللون والخط والفراغ. وقالت سالم إن المعرض شكّل فرصة للتعبير عن الهوية الخليجية بروح معاصرة.
دعم الإبداع النسائي
وفي تصريحات لها بمناسبة افتتاح معرض "وصل"، قالت الدكتورة فاطمة الكوهجي، رئيسة مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية، إن الجمعية تسعى دائمًا لدعم الإبداع النسائي في جميع مجالاته، وأكدت على أن المعرض يُبرز مواهب الفنانات ويعزز من مكانة البحرين كوجهة ثقافية رائدة.
وقد مثّل المعرض منصة للتلاقي الفني والحوار الثقافي بين الفنانات، وأسهم في إثراء المشهد التشكيلي الخليجي من خلال أعمال تعبّر عن الذات والهوية والبيئة بروح معاصرة، دون أن تغفل جذورها الشعبية.
يُذكر أن مركز صفية علي كانو للفنون، يُعد من أبرز المراكز الثقافية في البحرين، يُعنى بدعم الفنون البصرية وتمكين الفنانات، ويُشكّل منصة للتبادل الثقافي بين المبدعين الخليجيين، من خلال استضافة المعارض والفعاليات الفنية المتنوعة في بيئة تحتفي بالإبداع والحوار.