البرلمان اللبناني يقرّ حالة الطوارئ في بيروت

السفارة الأميركية تعلن عن زيارة وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل لبيروت اليوم الخميس للتأكيد على عدة رسائل منها الحاجة الملحة للإصلاحات المالية وإصلاحات الحوكمة وإنهاء الفساد المستشري وتحقيق الشفافية.

بيروت - أقر مجلس النواب  اللبناني اليوم الخميس إعلان حال الطوارئ في بيروت وذلك وسط انتشار كثيف لقوات الأمن التي منعت المحتجين من الوصول إلى مركز للمؤتمرات الذي شهد اجتماع المجلس للمرة الأولى منذ الانفجار المدمر الذي قتل 172 شخصا الأسبوع الماضي.

وقرر المجلس في جلسة عقدها اليوم في قصر الأونيسكو برئاسة رئيس المجلس نبيه بري تعليق المهل بالنسبة للقروض على أنواعها وتمديد مهل الاعفاءات الواردة في موازنة 2020.

وبدأت جلسة مجلس النواب بالوقوف دقيقة صمت.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن نبيه بري قرر رفع الجلسة. ومن المتوقع أيضا تأكيد الاستقالات التي قدمها ثمانية نواب بعد الانفجار.

وتم إغلاق الطرق إلى قصر الأونيسكو على المشارف الجنوبية للعاصمة، حيث يعقد مجلس النواب اجتماعاته خلال أزمة كورونا، بالبوابات المعدنية توقعا لاحتجاج المتظاهرين الغاضبين من النخبة السياسية التي يتهمونها بالمسؤولية عن الانفجار.

وضرب انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم مرفأ بيروت الأسبوع الماضي ما أحدث دماراً  هائلاً في المرفأ ومحيطه وفي عدد من شوارع العاصمة، وامتدت الأضرار إلى مسافات بعيدة، كما تضرر العديد من المستشفيات في العاصمة وباتت غير صالحة للاستخدام.

وأسفر الانفجار عن سقوط 171 قتيلا وأكثر من  6000 جريح، حسبما أفادت بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وقالت لينا (60 عاما) التي كانت ضمن المحتجين الذين يحاولون الوصول إلى قصر الأونيسكو "كلهم مجرمون، إنهم سبب هذه الكارثة، هذا الانفجار".

وأضافت "ألا يكفي أنهم سرقوا أموالنا وأحلامنا وأحلام أولادنا؟ ما الذي سنخسره غير ذلك. كلهم مجرمون، بلا استثناء".

ي
رئيس المجلس نبيه بري وبقية النواب مطالبون بالإستقالة أيضا

وبينما مرت سيارتان بزجاج ملون عبر أحد الحواجز باتجاه قصر الأونيسكو، ضربت مجموعة صغيرة من المحتجين السيارات بالعلم اللبناني.

وقال آخرون غاضبون من النواب، إنهم بقوا بعيدا عن المبنى توقعا للطوق الأمني.

وأجج الغضب بسبب الانفجار احتجاجات أصيب فيها المئات في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين. واستقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب يوم الاثنين.

وقال مصدر سياسي إن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد أركان النخبة الطائفية وأول المطالبين بالإستقالة من قبل اللبنانيين، "يريد أيضا توجيه رسالة سياسية- بأن البرلمان موجود- برغم كل الحديث عن انتخابات مبكرة واستقالة أعضاء المجلس".

ويجري السياسيون مشاورات في مرحلة مبكرة بشأن تشكيل حكومة جديدة، وهي عملية معقدة في بلد يموج بالانقسامات السياسية ويحكمه نظام لتقاسم السلطة على أساس طائفي.

وقالت السفارة الأمريكية إن من المتوقع أن يصل المسؤول الأميركي الكبير ديفيد هيل إلى بيروت اليوم الخميس للتأكيد على عدة رسائل منها الحاجة الملحة للإصلاحات المالية وإصلاحات الحوكمة وإنهاء الفساد المستشري وتحقيق الشفافية.

وأضافت السفارة إن هيل وكيل وزارة الخارجية "سيؤكد على استعداد أميركا لدعم أي حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون ملتزمة بشكل حقيقي بالعمل بناء على جدول أعمال إصلاحي".