
طهران تستعرض أحدث الصواريخ في خضم التوتر مع واشنطن
طهران - رفعت إيران الخميس في خضم التوتر مع الولايات المتحدة، الستار على أحدث الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وذلك بعد أيام قليلة من رفض مجلس الأمن الدولي مقترح الولايات المتحدة تمديد حظر الأسلحة على الجمهورية الإسلامية، فيما تحذر واشنطن من خطورة الأنشطة الإيرانية على استقرار المنطقة والعالم إذا استخدمت السلاح بحرية.
وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في خطاب بثه التلفزيون الخميس، إن "طهران استعرضت صاروخا باليستيا سطح/سطح يبلغ مداه 1400 كيلومتر وصاروخ كروز جديدا، متجاهلة مطالب الولايات المتحدة بوقف برنامجها الصاروخي".
وأضاف حاتمي "الصاروخ سطح/سطح والمسمى باسم الشهيد قاسم سليماني، يبلغ مداه 1400 كيلومتر، فيما يزيد مدى صاروخ كروز، الذي يحمل اسم الشهيد أبو مهدي المهندس، عن 1000 كيلومتر". وعرض التلفزيون الرسمي صورا للصاروخين.
وقُتل سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي في يناير/كانون الثاني في غارة أميركية استهدفت موكبهما في مطار بغداد.
ويأتي الإعلان عن الصاروخين الجديدين في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتمديد حظر سلاح تفرضه الأمم المتحدة على إيران بعد انقضاء أجله في أكتوبر/تشرين الأول بموجب اتفاق نووي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني "الصواريخ وبخاصة صواريخ كروز مهمة جدا بالنسبة لنا، وتمكننا من زيادة مداها من 300 إلى ألف في عامين يعد إنجازا ضخما"، مضيفا "قدراتنا العسكرية وبرامجنا الصاروخية دفاعية".
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ عام 2018 عندما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
وتقول واشنطن إن هدفها هو حمل طهران على إبرام اتفاق أوسع نطاقا يضع قيودا أكثر صرامة على أنشطتها النووية ويقلص برنامجها للصواريخ الباليستية وينهي حروبها بالوكالة في المنطقة. وترفض إيران إجراء محادثات ما دامت العقوبات الأميركية سارية.

يأتي هذا بينما يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل جهوده لتفعيل "آلية الزناد" بهدف إعادة العمل بنظام العقوبات على طهران.
وقال ترامب إنه سوف يدعو مجلس الأمن الدولي إلى إعادة جميع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي على إيران، في محاولة للإجهاز على الاتفاق النووي لعام 2015 وإجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض "سجلوا هذا لن تمتلك إيران أبدا سلاحا نوويا، لقد دفعنا ثروة مقابل إبطال سياسة فاشلة كانت ستجعل من المستحيل إحلال السلام في الشرق الأوسط".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنه "بعد 30 يوما من الإخطار الذي سيقدمه الوزير بومبيو، ستتم استعادة مجموعة من العقوبات الأممية، بما في ذلك مطالبة إيران بتعليق جميع الأنشطة ذات الصلة بالتخصيب (اليورانيوم). وسيتم أيضا تمديد حظر السلاح على إيران المفروض منذ 13 عاما".
لن تمتلك إيران أبدا سلاحا نوويا فلقد دفعنا ثروة لإبطال سياسة فاشلة كانت ستجعل من المستحيل إحلال السلام في الشرق الأوسط
ويذكر أن مجلس الامن الدولي رفض الأسبوع الماضي مقترح الولايات المتحدة لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران، وسط توجس دولي من تداعيات هذا القرار على الأمن العالمي.
وحذر مسؤولون أميركيون وفرنسيون بارزون السبت بشدة، من عواقب رفض مجلس الأمن مقترح واشنطن لتمديد الحظر على إيران، وهو ما اعتبرته واشنطن خطرا حقيقيا على أمن الشرق الأوسط وأوروبا وبقية دول العالم.
ويتساءل كثيرون كيف ستبدو المنطقة في بعد فشل الجهود الأميركية لتمديد حظر السلاح على إيران، وسط مخاوف من تأجج النزاعات في مناطق النفوذ الإيراني كاليمن والعراق وسوريا ولبنان، وتعاظم الخطر الإيراني على استقرار منطقة الشرق الأوسط وأمنها. وتقول واشنطن إن إيران ستصبح "تاجر أسلحة مارق" إذا تم رفع القيود.
ولإيران سوابق عديدة في تنفيذ هجمات "إرهابية" سواء عبر الحرس الثوري الإيراني الذي نفذ اعتداءات على منشآت نفطية بالخليج في سبتمبر/أيلول الماضي، أو عبر تحريك أذرعها في المنطقة.
وانتقدت واشنطن الدول التي عارضت قرار تمديد حظر الأسلحة المفروض على طهران وأخرى امتنعت عن التصويت عليه، محذرة من خطورة الوضع مستقبلا ومذكرة بـ"جرائم" النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.