واشنطن توجه ضربة عقابية قاصمة للنظام المصرفي الإيراني

أميركا تفرض حزمة أخرى من العقوبات هي الأشد بعد تلك التي استهدفت قطاع النفط الإيراني وتشمل 18 مصرفا رئيسيا في إيران في خطوة من شأنها أن تفاقم عزلة إيران المالية وتدفع اقتصادها إلى حافة انهيار.
ستيفن منوتشين: عقوباتنا ستستمر حتى تتوقف إيران عن دعم النشاطات الإرهابية
العقوبات الجديدة لا تشمل السلع الأساسية الزراعية والأغذية والأدوية والأجهزة الطبية
العقوبات الجديدة تنهي تردد بنوك دولية لاتزال تتعامل مع إيران

واشنطن - وجهت الولايات المتحدة اليوم الخميس ضربة قاصمة للقطاع المالي الإيراني بإعلانها عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف 18 بنكا رئيسا إيرانيا، ما سيدفع حتما لقطع آخر قنوات إيران للتعامل مع النظام المصرفي العالمي وما يدفع الجمهورية الإسلامية لأسوأ عزلة منذ أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار فرض العقوبات على طهران بعد قرار انسحابه من الاتفاق النووي التاريخي للعام 2015.

وتكثف واشنطن الضغط على طهران قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية. ولدى إعلانها عن العقوبات عبر موقعها الإلكتروني، قالت وزارة الخزانة إنها اعتبرت القطاع المالي من الاقتصاد الإيراني خاضعا للأمر التنفيذي 13902، غير أنها قالت إن الموانع لا تنطبق على عمليات تخصيص السلع الأساسية الزراعية والأغذية والأدوية أو الأجهزة الطبية لإيران.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان "عقوباتنا ستستمر إلى أن تتوقف إيران عن دعم النشاطات الإرهابية وتضع حدا لبرامجها النووية".

 

وقالت الخزانة الأميركية إن أسماء البنوك هي بنك أمين للاستثمار وبنك الزراعة الإيراني وبنك رفاه كاركران وبنك شهر وبنك اقتصاد نوين وبنك قرض الحسنه رسالت وبنك حكمت الإيراني وبنك إيران زامين بنك كارافرين وبنك الشرق الأوسط وبنك مهر إيراني وبنك باسارجاد وبنك سامان وبنك سرمايه بنك التنمية التعاوني وبنك السياحة وبنك التعاون الإقليمي الإسلامي.

وتضيّق هذه الإجراءات العقابية الخناق على الاقتصاد الإيراني لأنها مصحوبة بما يسمى بالعقوبات "الثانوية": أي دولة أو شركة تواصل التجارة مع إيران تخاطر بمنعها من الوصول إلى السوق والقطاع المالي الأميركي.

وكانت إدارة ترامب أعلنت عن هدفها بإضعاف الجمهورية الإسلامية حتى "تغير موقفها" في المنطقة وتتفاوض على "صفقة أفضل"، لكن مع اقتراب نهاية الولاية الأولى للملياردير الجمهوري، لم تحقق إدارة ترامب أي تقدم على أي من الجبهتين.

وبينما يقول خبراء إن مثل تلك الخطوة من الولايات المتحدة قد تقوض قدرة إيران على الحصول على سلع إنسانية بجعل البنوك الأجنبية أكثر ترددا في تسهيل تعاملات من هذا النوع، شددت وزارة الخزانة على أن الخطوة التي تأتي في إطار الأمر التنفيذي 13902 لا تؤثر على الصلاحيات الحالية للتعاملات على الصعيد الإنساني، وهو ما يزال معمولا به.

ويتنامى التوتر بين واشنطن وطهران منذ أن انسحب ترامب بشكل أحادي في 2018 من اتفاق نووي أبرمه سلفه باراك اوباما في 2015 وبدأ في إعادة فرض العقوبات الأميركية التي كان جرى تخفيفها بموجب الاتفاق.

وتستهدف العقوبات التي أعاد ترامب فرضها كل شيء بدءا من مبيعات النفط إلى أنشطة الشحن والأنشطة المالية، ورغم أنها تستثني الأغذية والأدوية وإمدادات إنسانية أخرى، فإن العديد من البنوك الأجنبية تمتنع بالفعل عن إجراء تعاملات مع الجمهورية الإسلامية، حتى التعاملات على الصعيد الإنساني.

وتجمد العقوبات الجديدة أي أصول في الولايات المتحدة لمن جرى حظرهم كما تمنع الأميركيين بشكل عام من إجراء أنشطة معهم.

وتأتي هذه العقوبات وهي الأحدث في سلسلة إجراءات عقابية متتالية ضمن سياسة الضغوط القصوى على إيران، بعد أيام من تقارير إعلامية أميركية كانت قد أشارت بالفعل إلى أن الولايات المتحدة تحضر لضغوط أشد على الجمهورية الإسلامية بما يشمل قطع ما تبقى من قنوات مالية لإيران مع النظام المالي العالمي.

وترفض الدول الأوروبية سياسة الضغوط الأميركية وتسعى جاهدة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الانهيار.