جهود أميركية سعودية لتعزيز العلاقات بعد فترة من الخلافات

نائب وزير الدفاع السعودي يزور واشنطن بطلب من ولي العهد حيث التقى مستشار الأمن القومي الأميركي لبحث تعزيز العلاقات بعد فترة من الجفاء بسبب السياسات التي اتبعتها إدارة بايدن في المنطقة خاصة فيما يتعلق بتهديدات ايران وحلفائها.
جهود لاستعادة العلاقات التاريخية بين البلدين في خضم عدد من الملفات الخلافية
ادارة بايدن سعت لتخفيف التوتر مع الرياض وابوظبي في الاونة الاخيرة

الرياض - بحث نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الأربعاء، مع مستشار الأمن القومي الاميركي، جيك سوليفان، سبل تعزيز العلاقات بين بلاده وواشنطن بعد فترة من الخلافات بين البلدين الذين تجمعهما تحالف استراتيجي.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن نائب وزير الدفاع بدأ زيارة لواشنطن "إنفاذا لتوجيهات" ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وبحث اللقاء وفق الوكالة "العلاقات السعودية - الأميركية التاريخية الراسخة وآفاق التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في إطار الرؤية المشتركة بين البلدين الصديقين".
ووفق الوكالة، وصل نائب وزير الدفاع والوفد المرافق له صباح الأربعاء لواشنطن، بهدف "لقاء عدد من المسؤولين الأميركيين لبحث العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي".

ونقلت قناة "الحرة"، عن مراسلها بالبيت الأبيض، الأربعاء، أن سوليفان أكد لنائب وزير الدفاع السعودي، "التزام واشنطن بمساعدة الرياض على الدفاع عن أراضيها".
وشهدت العلاقات السعودية الأميركية، خلال الآونة الأخيرة، "تباينات ووجهات نظر مختلفة" في عدة قضايا، وفق مراقبين.
وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي، أكدت سفارة المملكة في واشنطن في بيان، عدم صحة تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، حول توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن، مشيرة إلى أنها علاقة "تاريخية وقوية".
لكن ولي العهد شن انتقادات حادة ضد ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن بايدن في حوار مع جريدة " اتلانتيك" الاميركية في شهار مارس/اذار الماضي قائلا انه لا يهتم إن كان الرئيس بايدن يسيء فهمه.
كما أشار ولي العهد السعودي في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في السعودية في نفس الشهر إلى أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة.
ومنذ تولي الديمقراطي جو بايدن السلطة في يناير/كانون الثاني 2021، تعرضت العلاقة الإستراتيجية القائمة منذ فترة طويلة بين السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وواشنطن لضغوط خاصة في ما يتعلق بالحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول.
ونشرت إدارة بايدن تقريرا للمخابرات الأميركية يفيد بتورط ولي العهد في قتل خاشقجي وهو ما ينفيه الأمير محمد. كما تضغط واشنطن على الرياض من أجل الإفراج عن سجناء تقول إنهم سياسيون.
وتصاعدت الخلافات مع رفض السعودية دعوة الولايات المتحدة لرفع انتاج النفط لتصعيد الضغوط على روسيا بعد اجتياحها لاوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي وهو ما يخالف اتفاق " اوبك+".
ورأى مراقبون ان تدهور العلاقات يعود اساسا لمواقف إدارة بايدن من الحرب في اليمن وتراجع الدعم العسكري الاميركي للتحالف العربي الذي يواجه المتمردين الحوثيين إضافة الى تصاعد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة ايرانيا في المنطقة في مواجهة المواقف السلبية لواشنطن.
لكن يبدو ان العلاقات بدأت للعودة الى نصابها في الآونة الأخيرة مع استمرار الهدنة في اليمن بدعم أميركي واقليمي والحديث عن توصل لاتفاق نووي مع ايران والمحادثات السعودية الإيرانية لانهاء التوتر سلميا في المنطقة.