
جهود الشارقة في حفظ مخطوطات عربية في 'الناشر الأسبوعي'
تناولت مجلة "الناشر الأسبوعي" في عددها الجديد، تسجيل الشارقة أول مساهمة عالمية للحفاظ على مخطوطات وكتب عربية نادرة في مكتبة الإسكوريال الإسبانية تؤرخ للوجود العربي والإسلامي في الأندلس، ضمن جهود عاصمة الكتاب في المحافظة على إرث الحضارة العربية. ونشرت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، تقريراً عن افتتاح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، معرض "المخطوطات العربية في الإسكوريال الإسبانية" في مقر هيئة الشارقة للكتاب، ومبادرة بترميم مؤلفات عربية مخطوطة ونادرة في المكتبة العريقة.
وتحت عنوان "مكانة المخطوطات" كتب رئيس هيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري افتتاحية العدد الجديد، وصف فيها المخطوطات بأنها "هِبةُ الماضي إلى الحاضر والمستقبل"، منوّهاً باهتمام إمارة الشارقة بالإرث الحضاري العربي والحفاظ عليه. وجاء في الافتتاحية "من المعروف أن المخطوطات العربية تنتشر في كل بقاع الأرض، وكان لها دورا أساسيّ في النهضة الحضارية سابقاً ولاحقاً. ولأهميتها المعرفية والجمالية والتاريخية أُقيمت لها دار في الشارقة، أسّسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهي دار المخطوطات الإسلامية في الجامعة القاسمية، لتكون خزانة الكنوز المعرفية النادرة"، موضحاً اهتمام الحاكم الحكيم وشغفه الكبير بجمع المخطوطات وتحقيقها ومقارنتها ودراستها، خصوصاً في أعماله التاريخية التي نشرها سموّه في عدد من الكتب.

وتابع أحمد العامري "تُعدّ المخطوطات حلقة وصل بين الماضي والحاضر، وكذلك همزة وصل بين الثقافات. وتعمل الشارقة في هذا الإطار على تنظيم معارض للمخطوطات بالتعاون مع أهم مراكزها ومتاحفها"، مشيراً إلى معرض المخطوطات الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع مكتبة الإسكوريال مطلع أبريل/نيسان، وضم مجموعة ملكية إسبانية من أندر المخطوطات العربية، أغلبها تخرج للمرة الأولى من إسبانيا لتُعرض في الشارقة، أقدمها مخطوطة "كتاب المسالك والممالك" لأبي عبيد البكري الأندلسي (1014 - 1094)، والتي تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
وتضمن العدد الجديد من مجلة "الناشر الأسبوعي" حوارات ومقالات ودراسات وموضوعات تتعلق بصناعة النشر وشؤون المؤلفين والقراء، من بينها حوارات مع كل من وزيرة الثقافة المصرية، الدكتورة نيفين الكيلاني، والشاعر نوري الجرّاح، والروائي والشاعر الكاميروني أوجين إيبودي، فضلاً عن مراجعات لكتب وأخبار عن إصدارات جديدة في اللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنكليزية.
وفي زاويته "رقيم"، كتب مدير تحرير "الناشر الأسبوعي"، الشاعر علي العامري عن جهود المستعرب والباحث والمترجم الإسباني خوسيه ميغيل بويرتا، في التعريف بالدور التنويري للحضارة العربية، منطلقاً من قصر الحمراء في غرناطة.
وجاء في الزاوية "كسر المستعرب بويرتا المركزية الغربية التي تدّعي احتكار مفهوم الجمال ومعاييره، من خلال كشفه عن تحقق مفهوم الجمالية العربية الإسلامية، منذ عصر ما قبل الإسلام حتى الأندلس، في كتابه "تاريخ الفكر الجمالي عند العرب.. الأندلس والجمالية الكلاسيكية العربية" الذي صار مرجعاً أساسياً في دراسة الفنون".