
إسرائيل تبدأ عملية اغراق أنفاق غزة بمياه البحر
غزة - بدأت إسرائيل بضخّ مياه البحر في أنفاق حماس بقطاع غزة وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية وذلك بعد نحو أسبوع من معطيات تشير الى جلب الجيش الإسرائيلي لمضخات كبيرة ووسط مخاوف من قبل أهالي الرهائن من مقتل ذويهم بسبب هذه العملية.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل بدأت بتنفيذ خطتها المتعلقة بإغراق أنفاق غزة بمياه البحر كمؤكدين أن عملية إغراق الأنفاق بمياه البحر "تتم عبر 7 أنظمة ضخ مختلفة، ومن المتوقع أن تستمر لأسابيع".
وأضافت أن الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، تجنّب التعليق على الأمر، واكتفى بالقول إن "العمليات التي تستهدف الأنفاق تتم في إطار سري".
وفي وقت سابق، أعرب مسؤولون أميركيون في حديثهم لـ"وول ستريت جورنال"، عن قلقهم من أن يؤدي ضخ مياه البحر في شبكة الأنفاق إلى تلوث مصادر المياه العذبة وتضرر البنية التحتية في قطاع غزة.
ونشرت شبكة إيه.بي.سي نيوز في وقت لاحق تقريرا مشابها، وقالت إن الغمر يبدو محدودا، إذ تعكف إسرائيل على تقييم فاعلية الإستراتيجية.
ورفض الرئيس الأميركي جو بايدن الرد بشكل مباشر على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تضخ مياه البحر في شبكة أنفاق حماس في غزة، في إشارة فقط إلى التأكيدات على عدم وجود رهائن في المناطق المستهدفة.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي "فيما يتعلق بغمر الأنفاق... حسنا. هناك تأكيدات بأنه... لا يوجد رهائن في أي من هذه الأنفاق. لكنني لا أعرف ذلك على وجه اليقين" مضيفا "لكنني أعلم أن كل مقتل مدني هو مأساة مطلقة، وقد أعلنت إسرائيل عن نيتها، كما قلت، أن تنفذ أقوالها... بالأفعال".
وأعلنت إسرائيل رصدها حتى اليوم قرابة 800 نفق، مؤكدة في الوقت نفسه أن شبكة الأنفاق الموجودة أكبر بكثير مما هو معلوم، وفق المصدر نفسه.
والأربعاء الفائت، نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، عن زوجة أسير إسرائيلي أطلق سراحها من غزة مؤخرا قولها لأعضاء المجلس الوزاري الحربي في اجتماع سابق بمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب "إنهم (الأسرى) في الأنفاق، وأنتم تتحدثون عن إغراقها بمياه البحر".
وأضافت، دون أن يذكر الموقع اسمها "لقد وضعتم السياسة فوق إعادة المختطفين، لقد ضرب زوجي نفسه (لا يزال أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية) لأن الأمر كان صعبا، وأنتم لا تفكرون إلا في إسقاط حماس".

وعن الوضع البيئي الناتج عن اغراق الانفاق اعتبر خبير بيئي فلسطيني الأربعاء أن إغراق إسرائيل أنفاقا للمقاومة في غزة بمياه البحر "سيجعل من القطاع منطقة غير قابلة للعيش حتى 100 عام".
وقال عبدالرحمن التميمي، مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين (أكبر منظمة غير حكومية تعمل على رصد التلوث بالأراضي الفلسطينية) إن "الحديث عن إغراق شبكة الأنفاق صعب ولكنه غير مستحيل".
وأضاف "الحديث عن إغراق شبكة الأنفاق يواجه تحديات أولها هل هي متصلة؟ وهل أرضيتها رملية أم أسمنتية؟ وهل المقاومة حفرت آبارا لتسريب مياه الأمطار أو أي محاولة لإغراق الأنفاق؟ كل هذه تحديات وتشير إلى أن الأمر ليس سهلا بل معقد ولكنه في الوقت نفسه غير مستحيل".
وتابع الخبير البيئي الفلسطيني أن "إسرائيل بحاجة إلى 40 يوما لإغراق الأنفاق التي يصل طولها بحسب ما هو متعارف عليه إلى 450 كلم".
وعن آثار إغراق الأنفاق أوضح أنه "إذا نجحت إسرائيل في مخططها فسيؤدي ذلك إلى كوارث بيئية متعددة أولها تلوث المياه الجوفية الملوثة أصلا، وسيؤدي تراكم الملح إلى قتل التربة بشكل كبير ويتسبب بذوبانها الأمر الذي يؤدي إلى انهيارات في التربة ما يعني هدم آلاف المنازل الفلسطينية في القطاع المكتظ بالسكان".
وأردف "إذا تلوثت المياه والتربة فسيصبح الإنسان حبيس التلوث بكل أشكاله من مياه الشرب، ومنتجات زراعية تؤدي إلى آثار بيئية على صحة".
وقال "سيصبح قطاع غزة منطقة طاردة للسكن، وبحاجة إلى نحو 100 عام للتخلص من الآثار البيئية لهذه الحرب" متابعا أن "إسرائيل تقتل البيئة في قطاع غزة".
ولفت إلى أن الحرب المستمرة على غزة لها آثار قاتلة على البيئة، موضحا أن "كثيرا من المعادن الناتجة عن المخلفات الصلبة، والأخرى الناتجة عن القنابل الفوسفورية والقنابل المتفجرة التي تلقيها إسرائيل على قطاع غزة تتحلل وتلتحم مع معادن أخرى لتصبح أكثر خطورة على البيئة والإنسان والمياه في غزة".
وزاد: "كل أنواع الكوارث متوقعة في غزة بسبب تلوث المياه والهواء التربة بالإضافة إلى تلك الجثث والكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي ألقيت على غزة".
واستطرد بالقول إن "غزة تقتل بيئيا جراء تعرضها للقصف مرات متعددة في العشرين عاما الأخيرة".
وذكر أن "الوضع المائي في قطاع غزة قبل الحرب متدهور، فحوالي 90 بالمئة من مصادر المياه غير صالحة للشرب، والآن الأوضاع أكثر سوءا إذ إن 99 بالمئة من المياه لا تصلح للشرب".ووصف الوضع البيئي في قطاع غزة بأنه "كارثي".

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرة جنود قتلوا في المعارك الدائرة في غزة أمس الثلاثاء بينهم ضابط برتبة كولونيل كان يقود قاعدة متقدمة للواء المشاة جولاني.
وحدث البيان الصادر اليوم الأربعاء بيانا سابقا ذكر أن آخر عدد للقتلى في يوم واحد هو ثمانية، من بينهم لفتنانت كولونيل كان يقود فوج جولاني.
كما أعلن الجيش الثلاثاء في بيان استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية مضيفا في بيان "خلال عملية في غزة، تم العثور على جثتي ايدين زاكاريا و(الجندي) زيف دادو وإعادتهما إلى اسرائيل".
وكانت القوات الاسرائيلية أكدت سابقا أن أحد الرهائن وهو الجندي زيف دادو (36 عاما) قتل في يوم الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.
بينما خطفت إيدين زاكاريا (28 عاما) ذات اليوم خلال مهرجان نوفا الموسيقي، الذي قُتل خلاله 364 شخصا وأُخذ حوالي 40 آخرين رهائن.
وأعلن منتدى عائلات الرهائن أن زاكاريا "اختطفت وهي مصابة في النصف العلوي من جسدها"، وأن صديقها قُتل خلال الهجوم فيما قال الجيش إنه خلال عملية العثور على الجثث "سقط جنديان في المعركة وأصيب جنود آخرون".
وبحسب الجيش، بقي 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.