محمد جبعيتي يقدم 'الطاهي الذي التهم قلبه'
القدس - صدر مؤخرا عن منشورات المتوسط – إيطاليا رواية جديدة للكاتب الفلسطيني محمد جبعيتي حملت عنوان "الطاهي الذي التهم قلبه".
بعد إصابة عينه اليسرى بطلقة قنّاص إسرائيلي، يفقد الطاهي جمال، المولود في مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين برام الله والمشغوف بالطهي، حاستيّ الشم والتذوق أيضا.
كيف يمكن لطاه أن يطهو من غير أن يشم أو يذوق، وكيف يغدو العالم بلا روائح ولا نكهات، وماذا سيفعل كي يستمر في ممارسة شغفه، وليحقق حلمه بفتح مطعم سوشي، وما هي مشكلة نتنياهو وإسرائيل مع السوشي؟
يأخذنا محمد جبعيتي في رحلةً شاقة في عالم بلا روائح وبلا نكهات. نتساءل فيها عما تعنيه الإعاقة، وكيف يسعى الإنسان وراء طموحه رافضا الانحناء أمام التحديات، وما قيمة الذكريات والمشاعر في عالم يهدّدنا يوميا بالموت؟
هذه الرواية بيان ساخر ولاذع ضد الجهل والاحتلال، رواية مؤثرة عن متعة الطبخ، وقوة الحلم، وفتنة الروائح، وسحر حكايات الجدّة، والحب المأساوي، تجعلك تتحسّس عينك السليمة، وتبحث عن ذاتك من جديد. أخيرا صدرت الرواية في 176 صفحة من القطع الوسط.
من الرواية:
- ليتني متُّ!
- لا تقل هذا الكلام. استغفر الله. انظر إلى مصائب الناس، تهن عليكَ مصيبتكَ. هذا قدرنا أن نصبر ونحتسب.
- كيف سأعمل في مهنة تعتمد على هاتَيْن الحاسَّتَيْن؟
- وكِّل أمركَ لله، يا ابني. العمل كثير. إنّ الله تعالى قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتَيْه، فصبر، عوّضتُهُ منهما الجنّة.
فقدتُ عيني اليسرى، وأجمع الأطبّاء على استحالة الرؤية بها. صرتُ بلحظة إنساناً "ناقصاً" بعد أن كنتُ "كامل مكمّل" و"زين الشباب". رأيتُ الشفقة في نظرات الناس وكلامهم. "يا حرام! المسكين"، تمنّيتُ أن أصرخ بهم: لستُ مسكيناً، بل أشجع منكم، شاركتُ في مظاهرة ضدّ الاحتلال، بينما اكتفيتُم بالفرجة من وراء الشاشات. تداولتُم صورتي في الفيسبوك لنهار واحد، نشرتُم صوركم وأنتم تغطُّون العين اليسرى بقطعة شاش، وبعدها نسيتموني!
- تعاني من فقدان حاسَّتَي التذوّق والشمّ، بسبب ضرر بالغ أصاب المستقبلات العصبية والحسّيّة التي ترسل المعلومات إلى الدماغ. فقدتَ نحو 98 % من إدراككَ للتذوّق، ونحو 97 % من إدراكك للشمّ.
قال الطبيب متصنّعاً التأثّر بعد يوم طويل من التحاليل والاختبارات الدقيقة.
غادرتُ المستشفى بخطوات ثقيلة وطنين في رأسي.
محمد جبعيتي روائي فلسطيني من مواليد عام 1993. طالب دكتوراه في الأدب العربي، يعمل في حقليّ التدريس والصحافة، له العديد من الأعمال الروائية، منها: "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور"، و"عالم 9".