'أنوال' ثورة الريف المغربي يعلق في دوامة التأجيل
الرباط – لايزال موعد عرض الشريط السينمائي الطويل "أنوال" في قاعات السينما بالمغرب يثير التساؤلات رغم مرور ما يقارب السنتين على الانتهاء من التصوير.
وقال مخرج العمل محمد بوزكو"لا يمكن حاليا الحسم النهائي في موعد الخروج الرسمي لـ“أنوال” في دور العرض الوطنية لأنه ما زال في طور استكمال إنتاجه"، لافتا إلى أن "الأمر سيتطلب حسب تقديره ثمانية أشهر أو أكثر ليكون العمل جاهزا".
وأوضح بوزكو أن العمل دخل مرحلة تركيب المؤثرات البصرية التي ستكون زاخرة بكثير من مشاهد الحروب والنزالات، وذلك بعد الانتهاء من المونتاج منذ مدة، مضيفا أنه "يتم الاشتغال الآن على الموسيقى التصويرية المرافقة للفيلم إضافة إلى مرحلة الميكساج وتصحيح الألوان ووضع اللمسات الفنية والتقنية الأخيرة ليخرج الفيلم في المستوى المطلوب"، وفق ما نقلته الجريدة الالكترونية المغربية هسبريس.
ويصور فيلم "أنوال" في 135 دقيقة الوقائع التاريخية للمعركة الكبرى في منطقة الريف (شمال المغرب) ضد الاحتلال الإسباني التي قادها محمد بن عبدالكريم الخطابي الملقب بأسد الريف، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج عمل فني يتناول هذه الشخصية المؤثرة في التاريخ المغربي والعربي.
رمز المقاومة لقبائل الريف لأول مرة غلى الشاشات
ويسلط العمل الضوء على الفترة ما بين 1907 و1921، منذ أن كان الخطابي طالبا في جامعة القرويين بفاس ثم التحاقه للعمل معلما بمدينة مليلية ثم صحفيا في جريدة "تليغراما ديل ريف" ثم قاضي القضاة، إلى أن غيّر مساره وقرر قيادة حركة المقاومة ضد المستعمر الإسباني وينتصر ورجاله في معركة غير متكافئة معتمدين أسلحة بسيطة.
ويؤدي عدد كبير من الممثلين من أهل الريف في الفيلم ومناطق أخرى من المغرب أبرزهم الممثل ربيع القاطي، الذي يقوم بشخصية الخطابي، ومحمد الشوبي وفاطمة هراندي المعروفة فنيا باسم راوية وإسماعيل أبوالقناطر الذي يجسد دور والد زعيم ثورة الريف، إضافة إلى ممثلين آخرين مثل يونس الهري ومحسن مالزي.
وعن دوره في الفيلم قال القاطي في تصريحات اعلامية "أحس بمسؤولية جسيمة أحملها فوق أكتافي، أمام الإرث السياسي والنضالي والجهادي لهذه الشخصية التي تمتد علاقتي بها إلى زمن الطفولة، حين كنت أسمع عنها في محيطي العائلي".
وأثار "أنوال" منذ الإعلان عن بداية التصوير الكثير من الجدل بين مؤيدين وداعمين لفكرة اخراج عمل سينمائي يحيي أمجاد قبائل الريف وتاريخ المقاومة ضد الاستعمار الاسباني وآخرين معارضين ومتوجسين من ألا يكون الفيلم في مستوى القصة التي يتناولها والاحداث التاريخية التي يحكيها أوالشخصيات التي سيتم تجسيدها.
وتم تصوير مشاهد العمل في ثلاثة فضاءات مختلفة بين دار الكبداني في إقليم الدرويش شمال المغرب وفي الناظور ثم في مدينة فاس لتصوير مرحلة دراسة الخطابي في جامع القرويين.