نعيم قاسم أمينا عاما جديدا لحزب الله على وقع تقدم محادثات التهدئة

نعيم قاسم يعتبر أقل تشددا من نصرالله وهاشم صفي الدين ويعتقد أنه سيدير ملف المفاوضات من جانب حزب الله لوقف اطلاق النار في لبنان.
الاعلام العبري يؤكد أن هوكشتاين سيزور المنطقة لإتمام صفقة وقف اطلاق النار
الصفقة تنص على بقاء الجيش الاسرائيلي في مواقع تكتيكية وإبقاء حزب الله شمال نهر الليطاني مدة معينة
مسؤولون اسرائيليون هددوا بتصفية نعيم قاسم
قتل أكثر من 60 شخصا في هجمات إسرائيلية على سهل البقاع
حماس ترحب بتعيين نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله
وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد ضمنيا قاسم بمصير نصرالله

بيروت - أعلن حزب الله اللبناني الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما للحزب خلفا لحسن نصر الله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر، بينما وصف يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي هذا التعيين بأنه "مؤقت"، في تهديد ضمني بتصفيته شأنه شأن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين وكبار قادة الصف الأول.

ويأتي التعيين للتأكيد على قدرة حزب الله على إيجاد قيادة بديلة بعد اغتيال أغلب قادة الجماعة المدعومة من ايران بينما لم يستبعد الاعلام العبري امكانية تقديمه تنازلات باعتباره مسؤولا أقل تشددا من سابقه، 
وأورد الحزب في بيان "عملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما" للحزب. وكان قاسم يشغل منصب نائب الأمين العام للحزب.
وكانت تقارير تشير الى أن القيادي البارز هاشم صفي الدين كان سيخلف نصرالله لكنه قتل بدوره في غارة إسرائيلية.
وسعى الحزب لإعادة ترتيب بيته الداخلي بعد الضربات القوية التي تلقاها منذ عملية تفجير أجهزة البيجر والتي أدت لمقتل وجرح المئات من المقاتلين قبل تنفيذ عمليات الاغتيال حيث تم الحديث عن تشكيل قيادة لإدارة المعارك البرية.
وهدد المسؤولون الإسرائيليون بمواصلة عمليات الاغتيال ضد قيادة الحزب حيث تم توجيه تهديدات لشخص نعيم قاسم الذي خرج في تسجيلات سابقة للتأكيد على قدرة الحزب في الخروج من أزمته وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر في المعركة البرية.
ويتوقع أن يدير قاسم ملف مفاوضات وقف إطلاق النار من جانب حزب الله وايصال المقترحات لرئيس البرلمان نبيه بري حيث يعتقد على نطاق واسع أنه شخصية براغماتية أقل تشددا من نصرالله وصفي الدين.
وخرج قاسم بعد اغتيال نصرالله ليؤكد أن حزب الله يوافق على وقف إطلاق النار غير المشروط بغض النظر عن القتال في غزة في خطوة اعتبرت تنازلا فيما يرى الخبراء أن ذلك الإعلان تم على الأرجح بالتنسيق مع إيران.
وقال حينها " الحزب يوافق على وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة. أولاً، يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار دبلوماسياً، وبعد ذلك سنناقش كل التفاصيل".

واعتبرت حركة حماس الثلاثاء أن انتخاب حزب الله نعيم قاسم أمينا عاما جديدا يعدّ "دليل تعاف" من الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت الهيئات القيادية، مؤكدة دعمها للقيادة الجديدة.

وقالت في بيان تهنئة "نعتبر هذا الانتخاب دليل تعافي الحزب من الاستهدافات التي تعرضت لها الهيئات القيادية، ونؤكد وقوفنا إلى جانب القيادة الجديدة للحزب" الذي كان بادر غداة اندلاع الحرب في غزة الى فتح جبهة ضد إسرائيل، قال إنها "إسنادا" للفلسطينيين.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أن تعيينه "مؤقت ولن يدوم طويلا" وكتب عبر حسابه على منصة "إكس" باللغة العبرية "العد التنازلي بدأ".

وقال غالانت الذي زار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء في بيان لاحقا إنه يقدر أن معظم ترسانة حزب الله الصاروخية دمرت بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف "أقدر أن القدرة المتبقية من القذائف والصواريخ لدى حزب الله تبلغ نحو 20 بالمئة، ولم يعد منظما بطريقة تمكنه من إطلاق الصواريخ".

ومن المقرر أن يصل المبعوث الخاص للبيت الأبيض اموس هوكشتاين للمنطقة لإتمام الصفقة التي تنص على فترة تعديل مدتها 60 يومًا تترك فيها قوات الجيش الإسرائيلي في مواقع تكتيكية جنوب لبنان وإبقاء حزب الله شمال نهر الليطاني بينما ينشر الجيش اللبناني الآلاف على الحدود وفق الاعلام العبري.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار وفق موقع "يانيت" إن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان "بلغت مراحل متقدمة". وقد يتوجه المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، لمحاولة التوصل إلى اتفاقات نهائية.
ويقول الاعلام العبري انه إذا تقدمت المحادثات فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سيبدأ بسحب معظم قواته وإعادة نشر قواته في جنوب لبنان ومغادرة المناطق التي استكمل فيها مهمته في إزالة التهديد من قوات الرضوان، ومن المرجح أن يبقى فقط حيث توجد أهمية تكتيكية.
ويشدد لبنان على التزامه بتطبيق القرار 1701 كما هو من دون تعديل حيث أكد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أن الجيش اللبناني مستعد لتطبيق القرار.

حزب الله لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات مؤلمة لاسرائيل
حزب الله لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات مؤلمة لاسرائيل

وقال مسؤول محلي لبناني اليوم الثلاثاء إن الغارات الإسرائيلية على سهل البقاع خلال الليل أودت بحياة أكثر من 60 شخصا في12 بلدة، ليكون أكثر يوم يسقط فيه قتلى بالمنطقة منذ بداية الأعمال القتالية قبل ما يزيد على العام. وكان عمال إنقاذ يواصلون انتشال جثث من تحت الأنقاض صباح اليوم.

وذكر بشير خضر محافظ بعلبك الهرمل أن 67 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 120 آخرين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مضيفا "هذا الرقم يمثل فقط الأشخاص الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض وليس لدينا العدد الكلي لحد الآن. كان أعنف يوم لمحافظة بعلبك منذ سنة".

وأشار نزيه نون رئيس بلدية الرام إن عدد الضحايا يشمل تسعة أشخاص قتلوا في البلدة بينهم امرأة وأطفالها الأربعة مضيفا "الآن هدوء في المنطقة لكننا لا نعلم كيف ممكن يتم إجراء التشييع حسب الوضع الأمني الراهن".

وفي بيان أعلن الحزب تنفيذ هجوم جوي بسرب طائرات مسيرة على تجمع لجنود في كسارة كفرجلعادي شمال إسرائيل.
كما أعلن في بيان آخر استهداف تجمع لجنود إسرائيليين بواسطة مسيرة انقضاضية، في مستوطنة زرعيت (شمال)، مؤكدا أنها "أصابت أهدافها بدقة".
وذكر أنه استهدف بـ"صليات صاروخية" تجمعات لجنود في مستوطنتي كريات شمونة وروش بينا شمال إسرائيل، وفي منطقة اليعقوصة على أطراف بلدة الخيام جنوبي لبنان قائلا إن عناصره استهدافوا دبابة ميركافا في منطقة الحمامص جنوب بلدة الخيام بصاروخ موجّه "ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح".
وأوضح الحزب أن هذه الهجمات تأتي "ردا على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة". ‏
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله" بدأت عقب شن إسرائيل حربا على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر الهجوم على لبنان إجمالا عن ألفين و710 قتلى و12 ألفا و592 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر.