7 قتلى في هجومين صاروخيين شنهما حزب الله على شمال إسرائيل

حزب الله يعلن مقتل ستة من العاملين في القطاع الصحي في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.

القدس - أسفر هجومان منفصلان شنهما حزب الله اللبناني اليوم الخميس على شمال إسرائيل عن 7 قتلى، بينما أعلنت الجماعة المدعومة من إيران مقتل ستة من العاملين في القطاع الصحي في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، فيما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعه مع موفدين أميركيين على تمسك الدولة العبرية بضمان أمنها عند إبرام أي اتفاق لوقف الحرب.

وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية في وقت سابق أن هجوما شنته جماعة حزب الله على بلدة المطلة في شمال إسرائيل أودى بحياة خمسة أشخاص، من بينهم مزارع إسرائيلي وأربعة عمال أجانب.

وأشارت خدمة الإسعاف الإسرائيلية نجمة "داوود الحمراء" في وقت لاحق إلى مقتل شخصين وإصابة ثالث بعد سقوط صاروخ أطلق من لبنان على حقل زيتون في شمال الدولة العبرية، لترتفع حصيلة القتلى إلى سبعة في يوم واحد.

وقالت خدمة الإسعاف في بيان "عالج المسعفون وحاولوا إنعاش رجل يبلغ 30 عاما وامرأة (60 عاما) ثم أعلنت وفاتهما. وتم إجلاء رجل يبلغ 71 عاما أصيب بجروح طفيفة جراء شظايا".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة أن نحو 25 من صواريخ حزب الله سقطت في منطقة "كريوت" وخليج حيفا، ما أسفر عن مقتل الشخصين.
ويتزامن الهجومان مع اجتماع مبعوثين أميركيين ومسؤولين إسرائيليين في إسرائيل لبحث الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع جماعة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في غزة.

وأصدرت إسرائيل أمر إخلاء لسكان بعلبك في شرق لبنان لليوم الثاني على التوالي. وشن الجيش الإسرائيلي الأربعاء غارات جوية مكثفة استهدفت حزب الله في مدينة بعلبك المشهورة بمعابدها الرومانية.

وشوهدت عشرات السيارات تغادر المنطقة مسرعة بعد أمر الإخلاء الإسرائيلي، ولا تزال أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من بلدة دورس حيث دمرت غارة إسرائيلية أمس مخزونات وقود تابعة لحزب الله، بحسب الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني لبناني.

ولجأ آلاف إلى بلدة دير الأحمر ذات الأغلبية المسيحية هربا من العنف، حيث قال رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان فخري إن السلطات تواجه صعوبة لتوفير حتى لو جزء صغير من الاحتياجات وإن بعض الناس قضوا الليل في سياراتهم.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة من العاملين في القطاع الصحي قُتلوا وأُصيب أربعة آخرون في ثلاث هجمات منفصلة بجنوب لبنان اليوم الخميس، وهو ما يرفع إجمالي عدد القتلى والجرحى من العاملين الصحيين إلى 178 و279 على الترتيب منذ بدء الهجمات الإسرائيلية قبل أكثر من عام.

وقال حزب الله إنه شن عدة هجمات صاروخية ومدفعية على قوات إسرائيلية قرب بلدة الخيام في جنوب لبنان اليوم الخميس.

وهذا هو اليوم الرابع على التوالي من القتال داخل بلدة الخيام وفي البلدات المحيطة بها. وتضم البلدة واحدة من أكبر التجمعات الشيعية في جنوب لبنان.

وقال مصدر مقرب من تفكير الجماعة إن حزب الله يستهدف إبقاء القوات الإسرائيلية خارج البلدة لمنعها من تفجير المنازل والأبنية، كما حدث على نطاق واسع في بلدات حدودية أخرى.

ويقول حزب الله إن مقاتليه منعوا إسرائيل من احتلال أي قرى جنوبية بصورة كاملة أو السيطرة عليها، بينما تقول الدولة العبرية إنها تنفذ عمليات برية محدودة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للجماعة.

وقال البيت الأبيض الأربعاء إن المسؤول الأمني بريت مكغورك سيزور إسرائيل اليوم الخميس برفقة آموس هوكستين المبعوث الأميركي الذي يسعى للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق إن المحادثات ستركز على هدنة مدتها 60 يوما للسماح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يقضي بسحب مقاتلي حزب الله من جنوب نهر الليطاني.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس للموفدَين الأميركيين إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل.

وقال مكتب نتنياهو في يبان في أعقاب الاجتماع في القدس إن رئيس الوزراء أبلغ بريت ماكغورك وآموس هوكستين أن "المسألة الرئيسية هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان".

وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس عن إحراز "تقدم جيد" في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان وقال إن واشنطن "تعمل بجد" للتوصل إلى ترتيبات تفضي لاتفاق من شأنه أن ينص على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية المحاذية لإسرائيل.

وتابع "لا يزال هناك عمل إضافي يتعين علينا القيام به"، داعيا إلى "حل دبلوماسي لا سيما من خلال وقف لإطلاق النار".

ودعا بلينكن مجددا إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، وعلى حصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية في لبنان بالجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة "يونيفيل".

بدوره تطرّق وزير الدفاع لويد أوستن في مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن ووزيري الخارجية والدفاع الكوريين الجنوبيين، إلى وجود "فرصة" لحل في لبنان، معربا عن أمله بأن "تشهد الأمور تحولا في المستقبل غير البعيد".