نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

إعلام إسرائيلي يتحدث عن اتفاق وقف إطلاق خلال أيام مشيرا إلى تفاصيل صغيرة عالقة بينها رفض إسرائيل أي دور لفرنسا في آلية المراقبة.

واشنطن - كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين إقليميين وأميركيين مطلعين عن أن ملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان بدأ يتبلور بما يفتح بابا للتفاؤل الحذر بخصوص التوصل إلى تسوية.

وقالت الصحيفة إن تفاصيل تنفيذ التسوية بشأن لبنان لا تزال بحاجة إلى اتفاق، مشيرة إلى أن الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوما تنسحب خلالها إسرائيل من لبنان، في حين ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

وقد سعت إسرائيل إلى الحصول على حرية التدخل ضد أي نشاط لحزب الله قد تكتشفه في جنوب لبنان، وهو المطلب الذي من المرجح أن يقاومه الجانب اللبناني.

وإذا استمرت الهدنة خلال فترة الستين يوما، يأمل المفاوضون أن تصبح دائمة، وهو الاحتمال الذي من المرجح أن يحدث في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قبل ثلاثة أسابيع بأن القوات الإسرائيلية كانت قريبة من تحقيق هدف القضاء على البنية التحتية لـ"حزب الله" في الشريط المتاخم للحدود والذي يبلغ طوله 2.5 ميل، مما يقلل من خطر أي تسلل إلى إسرائيل من الشمال على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر. وكان من شأن توسيع الحملة أن يزيد من إجهاد قوات الاحتياط الإسرائيلية المنهكة أصلاً.

واعترف مسؤولون إسرائيليون بأن اتفاق وقف إطلاق النار هو وحده الذي سيوقف الهجمات الصاروخية اليومية على شمال إسرائيل، ويحافظ على الإنجازات العسكرية دون الحاجة إلى إبقاء جنود إسرائيليين على الأرض، ويسمح للمهجرين من الشمال بالعودة إلى ديارهم.

ويفيد المسؤولون الأميركيون بأنهم واثقون من أن إسرائيل تبدو أكثر حرصا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مقارنة بغزة، وذلك استنادا إلى مشاركة إسرائيل في المحادثات بشأن لبنان والتقييم الواقعي للخيارات العسكرية الإسرائيلية. وفق الصحيفة.

ولكن إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ من شأنه أن يمنع عودة الإسرائيليين إلى الشمال، كما قال المسؤولون، وهم يعتقدون أن المفاوضين الإسرائيليين يدركون أن أسهل طريقة لمنعهم هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت إنه سمع بتقدم كبير في موضوع التسوية مع لبنان تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم.

وكشف غالانت ذلك في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة "إكس" عقب لقاء جمعه بالمبعوث الأميركي آموس هوكستين، واصفا اللقاء بـ"الناجح".

وأضاف غالانت أنه "‏بفضل الإنجازات الأمنية والعسكرية التي حققناها خلال الفترة التي توليت فيها الجهاز الأمني، تستطيع إسرائيل، بل ويجب عليها، المضي قدما في الاستيطان وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم".

واعتبر أن "من شأن هذه الخطوة أن تضعف إيران وحزب الله بشكل كبير وتسمح لإسرائيل بتنفيذ عمليات إضافية لإعادة المختطفين واستكمال أهداف الحرب في غزة".

أما عن الجانب اللبناني، فأشارت تقارير إلى تواصل قد تمّ بين واشنطن والمفاوض اللبناني، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بُعيد لقاءات هوكستين في تلّ أبيب، وأفادت التقارير إلى "نقل السفارة الأميركية أجواء إيجابية إلى عين التينة".

وهذه التصريحات، دعمها تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، التي قالت إن تقديرات في إسرائيل تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان "خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة".

وأضافت "أن أبرز التفاصيل العالقة بعد محادثات المبعوث الأميركي هي رفض إسرائيل أي دور لفرنسا في آلية المراقبة، فضلا عن بعض الخلافات بشأن الصياغات المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها.

 ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين إشارتهم إلى إحراز "تقدم كبير في محادثات المبعوث الأميركيّ في إسرائيل وهي شبه مكتملة".

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على محادثات المبعوث الأميركي قولها إن هناك تقدما يمكن وصفه بالكبير، لكن لا تزال هناك حاجة إلى العمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر إن هوكستين ضغط على المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، وقال إنه حان الوقت لاتخاذ قرار والتوصل إلى اتفاق.