واشنطن ترى دورا لسوريا في قطع امداد السلاح الى حزب الله

استهداف إسرائيل للمعابر بين سوريا ولبنان رسالة واضحة لدمشق بأن هذه المعابر أغلقت ولا يستطيع نقل السلاح إلى حزب الله.

واشنطن - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن النظام السوري قد يلعب دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، وذلك في ظل استهداف إسرائيلي متكرر للمعابر بين البلدين لقطع طرق الإمداد.

وفي مؤتمره الصحفي اليومي، أوضح ميلر أنه "من الناحية النظرية، من الممكن أن يلعب النظام السوري دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر الأراضي السورية"، مضيفاً أنه "لم نشاهد النظام السوري يلعب هذا الدور حتى الآن، ولكن نعم، من الممكن أن يلعب هذا الدور".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان النظام السوري جزءاً من أي محادثات بهذا الشأن، رفض ميلر تقديم تفاصيل إضافية حول ذلك.

وتقول إسرائيل إنها تسعى لقطع كامل طرق الإمداد التي يعتمد عليها حزب الله للحصول على الأسلحة والذخائر من سوريا، وفي تصريح سابق وضع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري هذا الهدف كجزء لا يتجزأ من الحملة لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران وتقليص قدرتها على القتال.

ونشرت رئيسة قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي كابتن إيلا، تغريدة عبر إكس الاثنين، مرفقة بتسجيل مصور أوضح وجود نفق بطول 3.5 كيلومترًا يمر عبر الحدود السورية- اللبنانية.

وقالت إيلا إن إسرائيل نفذت “غارة دقيقة” هذا النفق. وأضافت في منشور منفصل أن النظام السوري يساعد إيران وحزب الله على تهريب الأسلحة نحو لبنان بوسيلتين رئيسيتين: تخزين الأسلحة في مستودعات الجيش السوري. وتسهيلات عبر المعابر التي تديرها وحدة الأمن العسكري.

واستهدفت ضربات إسرائيلية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء المعابر الحدودية الثلاثة بين شمال للبنان وسوريا للمرة الأولى. وجاءت الضربات بعد لحظات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي لوقف الأعمال القتالية بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.

وكانت الغارات الإسرائيلية على المعابر الشرقية للبنان في الأسابيع القليلة الماضية قد أدت بالفعل لإغلاق تلك الطرق المؤدية إلى سوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن الاستهدافات الإسرائيلية تأتي في إطار منع نقل الأسلحة لحزب الله ومحاصرة لبنان برياً عبر استهداف المعابر، مضيفا أن هذه الاستهدافات أوقفت أي إمكانية للتنقل بين سوريا ولبنان وهي رسالة واضحة للنظام السوري بأن هذه المعابر أغلقت ولا يستطيع نقل السلاح من سوريا باتجاه لبنان وجميعها باتت خارج الخدمة من الحدود مع الجولان المحتل مرورا بريف دمشق وحمص وكامل الحدود السورية اللبنانية.
وتابع مدير المرصد "ربما تعود إسرائيل إلى ما قبل 26 من سبتمبر/أيلول الفائت أي قبل الحرب على لبنان وإن عادت قد نشاهد استهدافات إسرائيلية لأراضي سورية هي لتحركات حزب الله اللبناني أو اغتيالات لقيادات ومستشارين أي أن وقف الغارات على لبنان يعيد سوريا في الأشهر الماضية تحت ذريعة استهداف مخازن أسلحة لحزب الله كما كان على مدار السنوات الفائتة إلا إذا كان هناك دور روسي حقيقي أو لإحدى الدول العربية ما بين إسرائيل وسوريا تحجم تحركات حزب الله من قبل النظام حتى تمنع إسرائيل من استهداف الأراضي السورية.

والأسبوع الماضي، كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعمل على اقتراح يمنع حصول حزب الله على السلاح عبر سوريا، من دون أن يكشف طبيعة هذا الاقتراح أو تفاصيله.

وتعليقاً على سؤال حول الكيفية التي ستضمن فيها الولايات المتحدة عدم تلقي حزب الله الأسلحة من إيران عبر سوريا في المستقبل، أكد ميلر أن توريد الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا "كان مصدراً كبيراً لزعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وهو الأمر الذي نركز عليه بشدة".

وفي كلمة متلفزة، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس السوري بشار الأسد، من السماح بمرور الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، متوعداً الأسد بتدمير نظامه في حال لم يلتزم بذلك.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر الأربعاء، ضرب هدف مدعوم إيرانياً في سوريا “ردا على هجوم على أفراد أميركيين”.

وذكرت القيادة في بيان، “نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربة ضد منشأة تخزين أسلحة تابعة لمليشيات موالية لإيران في سوريا، ردًا على هجوم تم بالتحالف مع إيران ضد القوات الأميركية في سوريا”.

وأضافت أنّ الهدف من هذه الضربة هو تقليص قدرات هذه المجموعة “على أن تخطّط أو تشنّ هجمات ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الموجودة في المنطقة”.

ونشرت الولايات المتحدة في العراق نحو 2500 جندي وفي سوريا نحو 900 جندي وذلك في إطار تحالف دولي أنشأته في 2014 لمحاربة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا يومذاك على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية قبل أن يتم دحرهم في 2019.

لكنّ خلايا جهادية لا تزال نشطة في تلك الأنحاء، وبخاصة في مناطق ريفية ونائية، خارج المدن الكبرى.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، استأنفت فصائل مسلحة موالية لإيران هجماتها ضدّ مصالح أميركية في كل من العراق وسوريا.

وردّت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، على تلك الهجمات بتوجيه ضربات للفصائل التي تقف خلفها.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، شنّت الولايات المتحدة ضربات عدة في سوريا ضد فصائل تعتبرها مدعومة من إيران.