الأسفار والإرتحال في القصيدة الشعبية بـ'الحيرة من الشارقة'
صدر حديثا في الإمارات العربية المتحدة، العدد الجديد رقم 64 لشهر ديسمبر2024من مجلة "الحيرة من الشارقة "، حيث تزينت صفحات العدد بقصائد لـ 38 شاعرا وشاعرة من الإمارات وربوع الوطن العربي.
ونشرت المجلة في صدر العدد تحقيقا موسعا كتبه محمد عبدالسميع سكرتير التحرير، بعنوان "إبداع جماعي بين طرفين: الذائقة الشعرية.. من يشكلها: الشاعر أم المتلقي"، حيث أكد التحقيق على أن العلاقة بين الشاعر والمتلقي هي علاقة تفاعلية وديناميكية تلعب دورا حاسما في تشكيل الذائقة الشعرية، وهي مسألة لطالما كانت محل إهتمام الباحثين والنقاد، وسط سجال متجدد عن دور كل من الشاعر والمتلقي في صياغة هذه الذائقة.
وبحسب التحقيق، فإن الشاعر ليس مجرد مبدع ،بل هو أيضا صانع للذائقة الشعرية، حيث يسعى من خلال أدواته وأسلوبه إلى التأثير في المتلقي وتكوين ذوقه الشعري، في المقابل يلعب المتلقي دورا هاما في تشكيل هذه الذائقة من خلال تفاعله مع القصيدة وتقبله لها أو رفضها.
هذا وقد اشتمل التحقيق على آراء نخبة من الشعراء الذين أكدوا على أن الشاعر الناجح هو الذي يشعر بمعاناة مجتمعه ويتبنى قضايا الناس، ويعبر عنهم بأسلوب جمالي مؤثر.
واشاروا إلى أن الجمهور بدوره يلعب دورا حاسما في استمرارية الشاعر ونجاحه حيث يعمل على نشر قصائده والتصفيق لها.
واكدوا على ضرورة أن يأخذ الشاعر بعين الاعتبار ذائقة الجمهور العامة، وأن يعمل على تقديم قصائد تلبي تطالعاتهم واحتياجاتهم.
واحتوى العدد على العديد من الموضوعات التي جالت بين القديم والحديث في عوالم الشعر النبطي والشعبي، وتنوعت ما بين الشعر والدراسات التحليلية والجمالية، بجانب إلقاء الضوء على سير عدد من الشعراء القدامى، والوقوف عند التجارب الإبداعية لعدد من الشعراء المعاصرين والشباب.
وفي موضوعات العدد نقرأ في باب "زهاب السنين " على موضوع موارد المياه ومواقعها في نجد.. شواهد توثيقية من الشعر النبطى.
وفي باب "شبابيك الذات " نتعرف على إبداعات الشاعرة الإماراتية نائلة الأحبابي وأسلوبها الأدبي وقصائد "باب الحنين تدعي النجوم وتستعيد الأيام"
وفي باب "كنوز مضيئة " نقتبس شذرات من عناوين الحكمة والفلسفة في أبيات الشاعر الإماراتي الكبير الماجد بن ظاهر بوصفه شخصية أدبية في تاريخ القصيدة النبطية.
وفي باب "عتابات الجمال " نطالع موضوعًا حول "الطير ورمزيته في الشعر النبطى"، وفي باب "مداد الرواد " تستعرض المجلة سيرة وتجربة الشاعر الإماراتي راشد بن ثاني وقصائده العزبة في حرارة الرثاء والإحساس بالفقد".
ونتعرف في باب "ضفاف نبطية "على قصائد الشاعر الإماراتي "محمد راشد الشحي "بين ارتحالات الرزفة وقصائد الوجدان". ونقرأ في باب "مدارات "موضوعا حول الأسفار والارتحال في القصيدة النبطية. وفي باب "فضاءات" نقرأ موضوعًا حول "الصقر ودلالته في الشعر النبطي". وفي باب "إصدارات وإضاءات" نبحر في جولة مع أشكال الموال الشعبي في مصر وبعض من الشواهد الشعرية.
وأخيرا نقرأ في باب "تواصيف "موضوعا حول الطبيعة في الشعر الشعبي السوداني. وفي البابين الثابتين من المجلة وهما: "أنهار الدهشة " و"بستان الحيرة" نقرأ قصائد للشعراء والشاعرات: سيف السعدي، محمد حامد، فلاح العبسي، مضاوي، بدر الظمني، فاطمة ناصر، عبدالله السرحاني، طلال النشيرا، عبدالله شافي العنزي، محمد سيف المزروعي، بدر بندر، أحمد بن حريز، اغاريد، دلال المقهوي، عبيد الدبيسي، فلاح الحميداني، ماجد بن رتيق، فهد الخلاوي، حمدة العوضي، بخيت البريدي، ريوف الشمري، سلطان عتيق الحربي، رقية محمد الشحي، فهد بن دعيرم، منيرة السبيعي، عابرة سبيل، منصور الوذين المري،صياد الأحبابي، ضيف الله مغرق المرزوقي، متروك العنزي، عوض محسن العود، مشعان البراف، غازي العون السردي، عتيق خلفان الكعبي، عوض الحربي، كلثم عبد الله، سلمى الهاشمي، خليل هدلان.
يذكر أن مجلة "الحيرة من الشارقة" تصدر تكريما لاسم قرية الحيرة التي تقع على ساحل إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي نشأ فيها عدد من الشعراء.
والمجلة هي إحدى إصدارات دائرة الثقافة بإمارة الشارقة برئاسة الأستاذ عبدالله بن محمد العويس، وتضم هيئة تحرير المجلة التي يشرف عليها بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي: محمد عبدالسميع الذي يتولى سكرتارية التحرير، وناصر الشفيري، ومريم النقبي، عضوا هيئة التحرير، بجانب محمد باعشن، مسؤول التصميم والإخراج، والتوزيع والإعلانات خالد صديق.