'المعجم التاريخي للغة العربية' في بيت الشعر بالأقصر
شهد بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، ندوة بعنوان: "المعجم التاريخي للغة العربية.. حقائق و طموحات"، تناولت ما حققه المعجم من إضافة مهمة في مجاله، وثمّنت دور إمارة الشارقة في خدمة الثقافة واللغة العربية.
الندوة التي تحدث فيها الدكتور شحاته الحو، بدأت بكلمة للشاعر حسين القباحي، أكد فيها أن المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة اكتماله بعدد 127 مجلدًا، هو إنجاز فريد يضاف للمكتبة العربية، ويضاف إلى سلسلة إنجازات الشارقة التي باتت حارسة على اللغة والثقافة العربية.
وأوضح القباحي، أن المعجم التاريخي للغة العربية يُعد إنجازاً استثنائياً من حيث الحجم والمحتوى؛ حيث يتضمّن حوالي 73000 مدخل لغوي، ويغطي أكثر من 21.5 مليون كلمة موزعة على 127 مجلداً. ويعتمد المعجم على نحو 351000 شاهد تاريخي، مستنداً إلى 11300 جذر لغوي. ويصل إجمالي صفحات المعجم إلى حوالي 91000 صفحة. وقد شاركت في إنجاز هذا المعجم أكثر من 20 مؤسسة لغوية وأكاديمية من مختلف الدول العربية، مما يجعله نتاج تعاون عربي مشترك، يعكس ثراء وتنوع اللغة العربية عبر العصور.
ثم قام الدكتور شحاتة الحو، بتعريف المعجم التاريخي وما المقصود به، قائلًا إنه باختصار سيرة ذاتية تاريخية للكلمة من ولادتها إلى نشأتها إلى وفاتها أو بعثها من جديد، و أهم المعاجم في اللغة العربية، حيث يعتبر الخليل بن أحمد هو صاحب أول معجم في التاريخ وكانت له طريقة رياضية في جمع جذور الكلمات، وكانت محاولاته هي الأساس لكل المعاجم العربية بعد ذلك.
واعتبر الحو أن مشروع المعجم التاريخى للغة العربية، واحداً من أهم المشاريع العلمية والمعرفية فى خدمة ونشر وتعليم اللغة العربية، ويقوم عليه مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع دور المجامع اللغوية.
ولفت إلى أن المعجم التّاريخي للغة العربيّة ديوانٌ يضمّ جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبيّن أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبرَ العصور، ويُعنى بذكر الشّواهد ومصادرها مع التّوثيق العلمي لكل مصدر؛ فهو هو معجم لغويّ موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربيّة، وعن تاريخ الأمّة العربيّة وحضارتها. يتطلّب إنجازه جهودا كبيرة علميّة ومادّيّة.
يُذكر أن بيت الشعر بالأقصر، هو نتاج مبادرة كريمة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لإنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي، لتحتضن المُبدعين، وتسهم في النهوض بالشعر والأدب والثقافة، وتشكل فضاء ثقافياً يلتقي فيه أرباب الكلمة، وقد جاءت المبادرة تأكيدًا على قيمة الشعر والفن والجمال، وخدمةً للشعر والشعراء وارتقاءً بالذائقة الأدبية لدى محبي الشعر والإبداع وتحقيق التواصل الفاعل بين المبدعين العرب. وتستهدف بيوت الشعر استمرار الأنشطة الثقافية ودعم الشعراء ورفد الساحة الثقافية بجديد الشعر والشعراء من قصائد ومواد نقدية شعرية.