بنكيران يستبق هزيمة محتملة بالتشكيك في نزاهة انتخابات 2026
الرباط - شكك عبدالإله بنكيران الأمن العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي "البيجيدي" في نزاهة الانتخابات المقررة في العام 2026، داعيا إلى إصلاح شامل للمنظومة الانتخابية، فيما يبدو أنه يختلق مبررات لهزيمة محتملة في الاستحقاق المقبل بسبب الأزمات المالية والهيكلية التي تعصف بـ"البيجيدي"، فيما تواجه قيادة الحزب انتقادات من قبل الأنصار بالتفرد بالرأي والإخفاق في إيجاد حلول للمشاكل وعدم طرح برامج انتخابي واضح، عوضا عن التركيز على مهاجمة الحكومة الحالية.
ويُنظر إلى بنكيران على أنه يحاول القفز على الأسباب الحقيقية لتراجع مكانة حزبه وتآكل قاعدته الشعبية في ظل انقسامات حادة وأزمة مالية خانقة دفعته إلى حث الأنصار على التبرع من أجل توفير مصاريف مؤتمره.
ويقلل متابعون للشأن المغربي من حظوظ البيجيدي في ترميم هزيمته الانتخابية المدوية التي مُني بها في العام 2021 وأخرجته من الحكم من الباب الصغير، بسبب ابتعاده عن الواقع، ما فاقم خيبة الأمل في صفوف أنصاره، خاصة في ظل عدم ضخ دماء جديدة على مستوى القيادة وتجاهلها الدعوات لإجراء مراجعة شاملة.
وتكبد حزب العدالة والتنمية خسارة مؤلمة وتراجع إلى المرتبة الثامنة في انتخابات 2021، إذ لم يتحصل سوى على 12 مقعدا بعدما كان متصدرا في انتخابات 2016 بـ125 مقعدا.
ولا يزال قادة "البيجيدي" تحت وقع صدمة الهزيمة المدوية، التي وصفوها بأنها "قاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين"، لكن بنكيران تجاهل كل أسبابها وسعى إلى التغطية على إخفاق حكومتي الإسلاميين في أكثر من ملف، فيما تجمع تقارير على أن الحكومة التي يقودها عزيز أخنوش وجدت تركة ثقيلة في انتظارها.
وأصدر حزب العدالة والتنمية البيان الختامي لمؤتمره الوطني التاسع الذي انعقد يومي السبت والأحد وأفضى إلى انتخاب بنكيران أمينا عاما لولاية جديدة، وسط تصدعات داخلية.
وقال إن "مصداقية الاختيار الديمقراطي تمر عبر انتخابات نزيهة وشفافة وحرة"، مضيفا "بلدنا رهين بمؤسسات منتخبة مسؤولة وبأحزاب مستقلة تشتغل في إطار تعاقد جديد مبني على احترام الدستور وحماية الحقوق والحريات وضمان استقلال القضاء ونزاهة الانتخابات".
ودعا إلى إصلاح قانون وعملي وشامل للمنظومة الانتخابية، متابعا "في غياب هذه الخطوة ستظل الممارسة الانتخابية مشوهة وغير صادقة ومحكومة بشبكات الإفساد والتلاعب بالنتائج لمصلحة لوبيات ومصالح متنفذة".
وحث أنصاره على "التعبئة الشاملة والكبيرة من أجل مواصلة مسار النضال بقوة وشجاعة وتجديد المشروع النضالي للحزب والتعبئة للقيام بالمسؤوليات والمهام والاستحقاقات".
ودأب بنكيران على توجيه انتقادات حادة لحكومة أخنوش والترويج لإنجازات لا وجود لها على أرض الواقع والثناء على حزبه، متجاهلا أزمات "البيجيدي" المعقدة وتتالي الانشقاقات والتصدعات، في وقت يواجه فيه اتهامات بالاستبداد والسلطوية والتفرد بالرأي.
وأقر الأمين العام للحزب في أكثر من مناسبة بصعوبة استعادة البيجيدي توزانه والعودة إلى المشهد السياسي بعد النكسة الانتخابية، وأكد في تصريح سابق أن "حزبه على مشارف أبواب مرحلة جديدة"، معتبرا أن "السقوط في الانتخابات لا يعني خسارة كل شيء والانطلاق من جديد ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا".