واشنطن تسعى لتوسيع حضورها العسكري في ليبيا
واشنطن - بحثت ليبيا والولايات المتحدة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، لا سيما في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب وذلك في أول زيارة رسمية بدأها اليوم السبت وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالسلام زوبي إلى مقر وزارة الدفاع الأميركية، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز حضورها في البلد الواقع في شمال أفريقيا لكبح النفوذ الروسي المتنامي.
وأعلنت منصة "حكومتنا" التابعة لحكومة الوحدة أن "زوبي عقد سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى مع عدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية من بينهم نائب مساعد وزير الدفاع ومدير شؤون إفريقيا في مكتب وزير الدفاع ديفيد كيت ومديرة شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا في هيئة الأركان المشتركة اللواء بحري إيرين أوسبورن".
وأردفت "شارك في الاجتماعات كل من ملحق الدفاع الأميركي لدى ليبيا المقدم إيثن إروين والمقدم سبينسر بروبست من مكتب شؤون شمال إفريقيا في وزارة الدفاع والمقدم توماس كلارك من هيئة الأركان المشتركة".
وتناولت المحادثات "سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين ليبيا والولايات المتحدة، لا سيما في مجالات التدريب وبناء القدرات ومكافحة الإرهاب، بما ينسجم مع تطلعات ليبيا لإعادة بناء مؤسساتها الدفاعية وفق معايير مهنية حديثة"، وفق المصدر نفسه.
وأشارت المنصة إلى أن زوبي "سيشارك ضمن زيارته إلى الولايات المتحدة (لم تحدد مدتها) في فعاليات أسبوع العمليات الخاصة 2025، الذي تستضيفه مدينة تامبا بولاية فلوريدا خلال الفترة من 5 إلى 8 مايو/أيار الجاري بمشاركة واسعة من ممثلي وزارات الدفاع وقادة القوات الخاصة من مختلف دول العالم".
وكثفت الإدارة الأميركية خلال الآونة الأخيرة من مساعيها الهادفة إلى استعادة نفوذها في ليبيا وتباحثت مع عدد من الضباط العسكريين وعرضت اتفاقيات تهدف إلى إقامة تعاون لتعزيز القدرات الأمنية للمؤسسات الليبية.
ويثير التعاون العسكري المتنامي بين الجيش الليبي وموسكو مخاوف أميركية وغربية من تغلغل النفوذ الروسي في شمال افريقيا خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات تسليح وتدريب وكذلك حديث عن عزم روسيا إقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.
ويُنظر إلى التحركات الأميركية في ليبيا في سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والصين على النفوذ في المنطقة.
وتعمل القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا ''أفريكوم'' على دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية المنقسمة بين الشرق والغرب، وتؤكد على أهمية الجيش الموحد تحت سيطرة مدنية لتحقيق الاستقرار.
وتتصارع في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها دوليا، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس (غرب)، وتدير منها غرب البلاد كاملا.
أما الحكومة الأخرى فعيّنها مجلس النواب مطلع 2022، ويترأسها حاليا أسامة حماد، ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير منها شرق البلاد كاملا ومعظم مدن الجنوب.
ويأمل الليبيون أن تؤدي انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها منذ سنوات إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969 ـ 2011).