مراد الخودي: شريط 'بكالوريا' يفك عقدة الشهادة الثانوية في المجتمع المغربي

المخرج يكشف في هذا الحوار كواليس فيلمه الجديد، وينوه بالتعليم الذاتي الحر.

الرباط ـ تدور أحداث الفيلم التلفزيوني "الباكالوريا" للمخرج المغربي مراد الخودي حول قصة "نعيمة"، امرأة في سن السبعين، تسعى لتحقيق حياة أسرية سعيدة وناجحة. حينما حُرمت نعيمة من فرصة الحصول على شهادة البكالوريا بسبب زواجها المبكر، تقرر خوض تجربة غير تقليدية بالنسبة لامرأة في سنها، وهي اجتياز امتحان البكالوريا. فتواجه نعيمة مغامرات غريبة وتحديات مثيرة نتيجة البيئة الأسرية المحافظة والمجتمع المحيط بها، لكنها تظل مصممة على تحقيق حلمها والنجاح في هذا الاختبار الحاسم.

الفيلم التلفزيوني من بطولة كل من: نادية آيت، راوية، هدى سعد، مهدي فولان، حسن فولان، وتسنيم شحام. وفي زيارة ميدانية لموقع التصوير، كان لموقع "ميدل إيست أونلاين" حوار مع المخرج المغربي مراد الخودي حول شخصيته في شريط "الباكالوريا"، وفي ما يلي نص الحوار:

حدثتنا عن شريطك الجديد "الباكالوريا"؟ 

تدور أحداث الفيلم التلفزيوني "الباكالوريا  حول قصة "نعيمة" امرأة في سن السبعين، تسعى لتحقيق حياة أسرية سعيدة وناجحة، وحينما حُرمت "نعيمة" من فرصة الحصول على شهادة البكالوريا بسبب زواجها المبكر، لكنها تقرر خوض تجربة غير تقليدية بالنسبة لامرأة في سنها، وهي اجتياز امتحان البكالوريا، فتواجه "نعيمة" مغامرات غريبة وتحديات مثيرة نتيجة البيئة الأسرية المحافظة والمجتمع المحيط بها، وتظل مصممة على تحقيق حلمها والنجاح في هذا الاختبار الجاهز.

كيف يبرز فيلم "بكالوريا" أهمية التعليم كقيمة إنسانية، وما الذي يدفع "نعيمة" لتحقيق حلمها رغم معارضة زوجها؟ 

يبرز فيلم "بكالوريا" قوة العزيمة والتفاؤل، إذ يركز على أهمية التعليم كقيمة إنسانية لا تقيدها السن أو الظروف أو الأحكام الاجتماعية، ويستعرض مواقف إنسانية يجد فيها بعض الأشخاص أنفسهم أمام امتحان صعب يتطلب الاختيار بين التمسك بتحقيق الأحلام أو الخضوع لنظرة المجتمع والأسرة ضمن إطار ثنائية الجائز والمرفوض، دون التنازل أمام الإكراهات، وتتمحور القصة حول الحاجة "نعيمة"، التي تزوجت في سن السابعة عشرة، مما أجبرها على التخلي عن طموحاتها الدراسية بسبب قرار زوجها، و بلغت سن السبعين، وألهمها فرح العائلة بعيد وبهجتهم، فأعلنت قرارها بتحقيق حلمها القديم، وهو اجتياز امتحان البكالوريا، ونزل هذا الخبر كالصاعقة على زوجها "الحاج عبدالغفور"، الذي اعتبر الأمر ضربا من الجنون ولا يليق بامرأة في سنها، ولا يجدر بها أن تتصرف كطفلة، وعارضها زوجها بتفكيره الكلاسيكي، بينما دعمتها ابنتها "شامة" القريبة منها في مواجهة هذا التحدي، ووضع هذا القرار الحاجة "نعيمة" في موقف صعب مع زوجها ومع المجتمع المحيط.

كيف يعكس فيلم "بكالوريا" ديناميكيات المجتمع المغربي من خلال تمثيل فئات متنوعة مثل النساء المحرومات من التعليم والرجال المحافظين؟ 

تتوافق بشكل كبير مع المجتمع المغربي لأنها تجسد فئات متنوعة وتعكس ديناميكياته الاجتماعية، فشخصية "نعيمة"، التي تسعى لاجتياز البكالوريا في سن السبعين، تمثل النساء المغربيات اللواتي حُرمن من التعليم بسبب الزواج المبكر أو الأعراف، وهي فئة شائعة خاصة في الأجيال السابقة، بينما "الحاج عبدالغفور" يجسد الرجال المحافظين الذين يقاومون التغيير خوفًا من الحكم الاجتماعي، وهي فئة لا تزال موجودة في المناطق الريفية وبين الأجيال الأكبر، فدعم ابنة "نعيمة" "شامة" يعكس فئة الداعمين لتمكين المرأة، خاصة الشباب والنساء المنفتحات، وهذا التنوع يجعل الفيلم مرآة للمجتمع المغربي الذي يشهد صراعًا بين التقليد والحداثة، مع تقدم ملحوظ في تعليم النساء وتغيير الأدوار الاجتماعية.

ما هي القضايا الاجتماعية الملحة التي يتناولها فيلم "بكالوريا"، وكيف يعزز طموحات المجتمع المغربي نحو التغيير والمساواة؟ 

الشريط يعالج قضايا ملحة في المغرب مثل المساواة بين الجنسين وأهمية التعليم، ويجعله متوافقًا مع التحولات المجتمعية الحديثة، لكنه يبرز أيضًا التحديات المستمرة، فموقف "عبدالغفور" المعارض لـ"نعيمة" يوضح مقاومة بعض الفئات لتعليم المرأة أو طموحها في سن متقدمة، وهي وجهة نظر لا تزال قائمة في أوساط تقليدية، بينما عزيمة "نعيمة" تدعمها شبكات التضامن النسائي، وهي ظاهرة حقيقية في المغرب تساعد النساء على تحقيق أهدافهن، فالرسالة الإنسانية للفيلم، التي تؤكد أن الأحلام لا تقتصر على السن أو الظروف، تلقى صدى لدى فئات مختلفة، بما في ذلك الشباب والنساء الطامحات، وتعزز طموحات المجتمع المغربي نحو التغيير والمساواة.