إيران لا ترغب في تضرر صادرات النفط في الشرق الأوسط

نائب وزير النفط الإيراني يدعو جميع الدول والجهات الفاعلة أن تلتزم بمبادئ عدم الإضرار بمنتجي الطاقة لضمان الاستقرار.

طهران - قال مرتضى شاه ميرزائي نائب وزير النفط الإيراني اليوم الثلاثاء إن إيران تعمل على ضمان استمرار صادرات الطاقة في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم على إسرائيل.

وأضاف من خلال مترجم لمؤتمر صحفي في موسكو عبر رابط فيديو أنه يتعين على جميع الدول والأطراف أن تلتزم بمبادئ "عدم الإضرار" بمنتجي الطاقة لضمان الاستقرار.

وتعهدت إيران بالرد على أي إجراء ضد مصالحها غداة توعد إسرائيل بالرد على الهجوم الذي شنته طهران عليها بطائرات مسيرة وصواريخ مطلع الأسبوع.

وقال شاه ميرزائي "مستمرون في بذل قصارى جهدنا لضمان تنفيذ صادرات الطاقة في منطقتنا دون مشاكل، ملتزمون بتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة".

وتابع "سنضمن استقرار سوق الطاقة. يتعين على جميع الدول والجهات الفاعلة أن تلتزم بمبادئ عدم الإضرار بمنتجي الطاقة لضمان الاستقرار".

وتنتج إيران أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام يوميا تمثل نحو ثلاثة بالمئة من الإنتاج العالمي وتجعلها منتجا رئيسيا في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وسعت الولايات المتحدة إلى الحد من صادرات النفط الإيرانية منذ أن قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين قوى الغرب وإيران وإعادة فرض العقوبات بهدف تقليص إيرادات إيران. وخلال ولاية ترامب، تباطأت صادرات النفط الإيرانية إلى حد كبير.

وارتفعت الصادرات خلال فترة ولاية جو بايدن، ويقول محللون إن تطبيق العقوبات صار أقل صرامة، ونجحت إيران في التملص منها، وصارت الصين من المشترين الرئيسيين، وفقا لمراقبي قطاع النفط.

وعلى الرغم من أن إيران عضو في أوبك وتحالف أوبك+ الأوسع الذي يضم إلى جانب المنظمة حلفاء من بينهم روسيا، فإن الجمهورية الإسلامية معفاة بسبب العقوبات المفروضة عليها من قيود الإنتاج التي تهدف إلى دعم سوق النفط.

وقالت شركة كبلر لتحليلات النفط إن متوسط صادرات النفط الخام الإيرانية في مارس/آذار 1.61 مليون برميل يوميا، بدعم من الطلب الصيني القوي العام الماضي والمستمر في 2024، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار 2023 عندما بلغ 1.68 مليون برميل يوميا مسجلا أعلى مستوى منذ 2018.

وعكست الذروة التي سجلتها صادرات النفط الإيرانية عام 2018 تخفيف العقوبات في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015.

ووصلت صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية إلى 2.8 مليون برميل يوميا في مايو/أيار 2018، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013 على الأقل وفقا لكبلر.

وخلصت كبلر إلى أنه في مايو/أيار 2018، بلغت حصة النفط الخام من صادرات إيران 2.51 مليون برميل يوميا. ووفقا لبيانات أوبك، فإن الحصة كانت الأكبر منذ عام 2011 عندما صدرت إيران 2.54 مليون برميل يوميا في المتوسط.

وسجلت إيران أعلى مستوى على الإطلاق لإنتاج النفط في السبعينيات، إذ بلغ الإنتاج ذروة عند 6.02 مليون برميل يوميا في عام 1974، وفقا لبيانات لأوبك. وكان ذلك يمثل أكثر من 10 بالمئة من الإنتاج العالمي في ذلك الوقت.

وتوقفت إيران عن تقديم بيانات عن صادراتها النفطية، لكن التقييمات المستندة إلى تتبع الناقلات تظهر أنها انخفضت بشكل حاد إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا في بعض شهور عام 2020، وهو أدنى مستوى منذ عام 1980 على الأقل، وفقا لبيانات أوبك.

وفي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار 2021، زادت الصين وارداتها من النفط الإيراني إلى ما يقرب من 800 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني وحوالي مليون برميل يوميا في مارس آذار، على الرغم من انخفاض الواردات مرة أخرى في أبريل نيسان من العام ذاته.

وفي عام 2021، بدأت إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة تهدف إلى إعادة البلدين إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي. وارتفعت الصادرات الإيرانية خلال عام 2022، لتنهي العام فوق مليون برميل يوميا.

وقال محللون إن ارتفاع الصادرات يبدو أنه يرجع جزئيا إلى نجاح إيران في التهرب من العقوبات الأميركية، مشيرين إلى أن طهران تهربت لسنوات من العقوبات من خلال عمليات النقل من سفينة إلى سفينة و"الخداع" أو التلاعب بنظم تحديد المواقع العالمية بحيث تظهر السفن في مواقع مختلفة، وإن إيران تتطور في مثل هذه التكتيكات.

وأكدو أيضا إن ارتفاع الصادرات يبدو أنه نتيجة للتحفظ الأميركي في تنفيذ العقوبات، لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأميركية قال اليوم الثلاثاء إن إدارة بايدن لم ترفع أي عقوبات عن إيران وتواصل زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية.