ادب الرحلات في 'كُنا هناك' على طاولة النقاش

الكاتب الكويتي إبراهيم المليفي يتحدث عن خلال فصول كتابه عن تفاصيل 6 رحلات إلى مناطق أوربية نشرت على صفحات مجلة العربي.
المليفي: مجلة العربي أعادت إحياء أدب الرحلة المعاصرة
المليفي: الرواية تُهدد أدب الرحلات وشعراء يتحوّلون لكُتّاب روايات

قرابة خمس سنوات مضت، أو يزيد، على صدور كتاب "كُنّا هُناك: صراع مضى وإرث بقي" للكاتب الكويتي إبراهيم المليفي، رئيس تحرير مجلة العربي – سفيرة الثقافة العربية - إلا أن الكتاب الذي تلمّسَ فيه الكاتب بقايا الوجود الإسلامي في القارة الأوروبية، لا تزال أصداؤه باقية، ولايزال موضوعا للنقاش في المؤتمرات والندوات التي كان آخر الندوة التي أقيمت أخيراً في رابطة الشباب الكويتي (نادي أوراق)، والتي تحدث فيها الكاتب عن فصول كتابه الذي جمع فيه تفاصيل 6 رحلات إلى مناطق أوربية ونشرت على صفحات مجلة العربي. 

المليفي أوضح لجمهور الندوة، أن رحلات كتابه الستة، تتناول الجزر المهمة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وبلدان استوطنها المسلمون قديما ثم تركوها أو جرى طردهم منها، عدا بلدا واحدا ممن تناولته رحلات الكتاب، هو البوسنة والهرسك، التي ظلّ المسلمون يشكلون غالبية السكان فيه حتى اليوم.. انه حرص على أن تكون تلك الرحلات بمثابة استجلاء للزمن، ودعوة للاهتمام بالمناطق التي يتوفر فيها نوع التواصل الحضاري مع الآخر، مشيراً إلى أن كتابه ينتمي لذلك النمط الأدبي الذي أبدع فيه الرحّلة العرب قديما، وأنه يفخر بكونه من أحفاد هؤلاء الرحّالة الذين ساهموا في تأسيس سلسلة أدب الرحلات التي تُعرف بـ "سفرنامة". 

المليفي تحدث في الندوة عن الكثير من القضايا المتعلقة بالثقافة والإبداع، كما تحدث عن قضية المياه عالميا، وتوقع ان يكون الماء سببا لتفجر الحروب القادمة، إقليميا ودوليا. 

وتناول الكاتب الكويتي إبراهيم المليفي، مصطلح الرحلة المعاصرة، ولفت إلى أن العامل الفارق ما بين رحلات الرحّلة قديما، ورحلات اليوم، هو عامل تطور المواصلات، حيث كان الرحّالة قديما يقوم برحلة واحدة، وقد لا يعود منها حيّاً، فيما يمكن للرحّالة اليوم أن يقوم بمجموعة من الرحلات اللا محدودة، وأن يذهب لأبعد الأماكن، بفضل تطور وسائل المواصلات. 

وأشار إلى أن الأثر الكبير للرحلة يتحقق من خلال التخطيط الذي اعتبره يمثل عملا مهما بين عوامل نجاح الرحلة، وخاصة إذا ما تم ربط ذلك برؤية واعية كالبحث عن مساحات للتفاهم مع الآخر، في إشارة إلى أهمية أدب الرحلات في نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر. 

وحرص المليفي في حديثه على بيان ما يمتلكه أدب الرحلات من قدرة على جذب جموع القراء، وذلك لكونه يحاكي شيئا مهما لدى كل قارئ، وهو الشغف والفضول لمعرفة الغريب والمختلف لدى الآخر. 

العربي
دور مهم لعبته المجلة في إحياء 'أدب الرحلة المعاصرة'

حديث المليفي في الندوة التي أقيمت لمناقشة كتابه " "كُنّا هُناك: صراع مضى وإرث بقي"، امتدّ لتناول أدب الرحلات بوجه عام، واصفا إياه بأنه يمثل العنصر الأبرز في الأدب العربي خلال مرحلة تشكله، مؤكدا على أن ذلك الجنس الأدبي قد تعرض للإهمال لصالح أجناس أخرى من الأدب، وأن الرواية باتت محل الاهتمام الأول في كل نقاش، وذلك بعد أن كان الشعر هو الجنس الأدبي المُهيمن لدى العرب، بل وذهب إلى القول بأننا صرنا نرى اليوم شعراء يتحوّلون إلى كُتّاب روايات. 

وحول توجهه لكتابة أدب الرحلات، قال الكاتب الكويتي إبراهيم المليفي، بأنه وجد نفسه في أدب الرحلات، معلنا أن كتابه القادم في مجال أدب الرحلات سيكون عن كوبا، وسيطرح أمام القراء خلال معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته القادمة. 

الكاتب الكويتي إبراهيم المليفي، تحدّث أيضا عن مسيرة مجلة العربي التي يتولّى رئاسة تحريرها، وألقى الضوء على الدّور المهم الذي لعبته في إحياء "أدب الرحلة المعاصرة"، وذلك من خلال باب دائم أطلقته قبل 64 عاما، وتحديدا عام 1958 من خلال باب الاستطلاعات الصحافية، كاشفا عن أن العدد الأول من المجلة احتوى على 4 استطلاعات، كان من أشهرها استطلاع غطت من خلاله "العربي" الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.. حيث نشرت المجلة ذلك الاستطلاع – كما يقول المليفي - برغم أنها ليست مجلة سياسية، لكن الشعور القومي والعروبي في تلك المرحلة فرض نفسه في إطار قضية عادلة لا جدال فيها، وهنا تأكيد على ذلك دور آخر لعبته العربي في تبني الشعور القومي والدفاع عن العروبة.