تركيا تفرض قيودا تجارية على إسرائيل بسبب حرب غزة

إسرائيل تتهم أردوغان بالتضحية بمصالح تركيا الاقتصادية لدعم حماس
إسرائيل تؤكد أنها سترد بفرض قيود تجارية على منتجات قادمة من تركيا.
اسرائيل تقول إن تركيا انتهكت من جانب واحد الاتفاقيات التجارية
الحكومة التركية تحاول استعادة التأييد الشعبي عبر ملف غزة بعد الهزيمة في البلديات

انقرة - قالت وزارة التجارة التركية اليوم الثلاثاء إن تركيا ستفرض قيودا على تصدير مجموعة واسعة من المنتجات إلى إسرائيل تشمل الصلب ووقود الطائرات حتى إعلان وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وذلك في أول إجراء كبير تتخذه أنقرة ضد إسرائيل بعد ستة أشهر من الحرب.
وردا على الخطوة قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن تركيا "انتهكت من جانب واحد" الاتفاقيات التجارية بقرارها تقييد صادرات إلى إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل سترد بفرض قيود تجارية على منتجات قادمة من تركيا.
وتابع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يضحي مرة أخرى بالمصالح الاقتصادية للشعب التركي من أجل دعم حماس وسنرد بالمثل".
وتندد تركيا بإسرائيل بسبب الحملة التي تشنها على غزة منذ الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول. ودعت أنقرة إلى وقف فوري لإطلاق النار ودعمت الخطوات الرامية إلى محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية وأرسلت آلاف الأطنان من المساعدات لسكان غزة.
ورغم استخدامها لخطاب شديد اللهجة، حافظت تركيا أيضا على علاقاتها التجارية مع إسرائيل مما أثار رد فعل محليا عنيفا.
وذكرت الوزارة في بيان، بعدما أعلنت تركيا أنها ستتخذ إجراءات إثر رفض إسرائيل طلبها للمشاركة في عملية للإسقاط الجوي للمساعدات، أن القيود ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الثلاثاء.
وأوضحت أن الإجراءات ستطبق على تصدير منتجات من 54 فئة مختلفة تشمل الحديد والرخام والصلب والأسمنت والألومنيوم والطوب والأسمدة ومعدات ومنتجات البناء ووقود الطائرات وغيرها.
وأضافت أن "القرار سيظل ساريا حتى تعلن إسرائيل بشكل عاجل، بموجب التزاماتها المنبثقة عن القانون الدولي، وقف إطلاق النار في غزة وتسمح بتدفق ما يكفي من المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى قطاع غزة".
وتبادلت تركيا وإسرائيل سحب سفيريهما بعد وقت قصير من اندلاع الحرب مع حماس في غزة. وتحرك اليوم هو أول إجراء كبير تتخذه تركيا ضد إسرائيل منذ بداية الصراع. ويواجه الرئيس رجب طيب أردوغان انتقادات متزايدة بسبب علاقات بلاده التجارية مع إسرائيل.
واعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين الذين طالبوا بوقف التجارة مع إسرائيل في إسطنبول يوم السبت. وأوقفت السلطات اثنين من أفراد الشرطة تورطا في الواقعة عن العمل في وقت تحاول فيه الحكومة استعادة التأييد الشعبي بعد الفوز الذي حققته المعارضة في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس آذار.
وكان موقف أردوغان تجاه إسرائيل والصراع في غزة عاملا رئيسيا في جانب من خسائر حزبه في الانتخابات مع زيادة التأييد لحزب الرفاه الجديد الإسلامي على خلفية اتخاذه لموقف أكثر تشددا بشأن غزة.
وأظهرت بيانات نشرتها جمعية المصدرين الأتراك أنه رغم انخفاض التجارة مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، تزيد الصادرات إليها كل شهر منذ بداية 2024 حتى بلغت 423.2 مليون دولار في مارس آذار.
وكشفت البيانات أيضا أن إجمالي الصادرات في الربع الأول من العام بلغ 1.1 مليار دولار بانخفاض 21.6 بالمئة على أساس سنوي.