جذور فرعونية لفن التحريك

الدكتورة حنان سمير تقول إن أول ظهور لفن التحريك كان على جدران شيدها قدماء المصريين وسط المناطق الأثرية بمحافظة المنيا.

يُعد فنّ التحريك أحد الفنون التي يعود تاريخها لعصور الفراعنة، والتي عرفها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.  

وقد نجح فنانون تشكيليون مصريون، في إقامة ملتقى سنوي لفن التحريك، أطلقوا عليه اسم "الملتقى المصري للتحريك"، وذلك للعام الرابع على التوالي، بهدف تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الرسوم المتحركة في مصر، والتي أسهمت في تشكيل الوعي الثقافي المصري، والتعريف برواد هذا الفن الذي كان له شأن كبير في المجتمع المصري، حيث أقيمت الدورة الرابعة للملتقى هذا الأسبوع بدار الأوبرا المصرية.  

الملتقى الذي ضمت هيئته التنظيمية الفنانة التشكيلية الدكتورة حنان سمير رئيساً، والفنان التشكيلي الدكتور نبيل الغمري مديراً، كرّم عددا من الوجوه بعض الفنانين والمخرجين: الفنان الدكتور نبيل المتيني، وعطية عادل خيري، وأسامة ابوزيد، وسامي رافع، فيما كان ضيف الشرف الفنان حسام مهيب، فيما قدّم الجلسة الرئيسية للملتقى الفنان أحمد كمال الشيخ، ودارت حول "الرسوم المتحركة بين القديم والحديث".  

أول ظهور لفن التحريك  

وحول تاريخ فن التحريك في مصر، قالت الفنانة الدكتورة حنان سمير، رئيسة الملتقى المصرى للتحريك، أن أول ظهور لفن التحريك كان على جدران التي شيدها قدماء المصريين وسط المناطق الأثرية بمحافظة المنيا، حيث شوهدت مناظر تسجل حركات متتالية في مشهد يوثق لمعرفة المصري القديم لممارسة الألعاب الرياضية قديما.  

واعتبرت سمير، أن مصر القديمة شهدت بزوغ فجر الكثير من الفنون التشكيلية، وأنه بجانب أول ظهور مبكر لفن التحريك على مقابر الفراعنة، كان هناك ظهور مبكر لفنون أخرى، مثل فن البروفايل، جنبا إلى جنب مع فنون الرسم والنحت، ولفتت إلى أن الفنان المصري القديم ترك تراثا هائلا من المنحوتات والرسوم، بما في ذلك تلك الرسوم التي اعتبرت من قبل باحثين وعلماء مصريات، بأنها أول ظهور لرسوم التحريك في مصر.  

وتابعت الفنانة الدكتورة حنان سمير بالقول بأن ما يُعرف بقطع الأوستراكا والتي كانت تتكون من قطع فخار أو قطع من الأحجار الجيرية، والتي عُثر على الآلاف منها في مناطق متعددة بمصر مثل دير المدينة، ووادي الملوك، وغيرها في جبانة القديمة غربي مدينة الأقصر، منحتنا الكثير من المعلومات عن الفنون التشكيلية التي عرفها المصري القديم، وعلى تلك القواعد التي حكمت ممارسة قدماء المصريين لتلك الفنون، وأن ما يجري من دراسات من قبل الآثاريين وعلماء المصريات، لتلك القطع من الأوستراكا، ربما يقدم معلومات جديدة عن تاريخ فن التحريك في مصر القديمة.  

الدكتورة حنان سمير رئيس ملتقى فن التحريك
'ما يجري من دراسات لقطع من الأوستراكا ربما يقدم معلومات جديدة عن تاريخ فن التحريك في مصر القديمة'

مشمش أفندي   

وقال الفنان التشكيلي المصري، الدكتور يوسف محمود، العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة في مدينة الأقصر، ان تاريخ فن التحريك في مصر، شهد حدثا مهما في العام 1937، تمثل في ظهور أول فيلم تحريك مصري هو فيلم "مشمش أفندي"، والذي قدمته عائلة فرنكل التي كانت قد وفدت لمصر في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، قادمة من أوروبا لتستقر بمصر، وعملت في مجال صناعة الأفلام، وأسست في مصر أول  أستوديو في مصر لصناعة أفلام التحريك، وكان باكورة أعمالهم فيلم للرسوم المتحركة، قدموه عقب ظهور تجربة والت ديزني، وشخصية ميكي ماوس، في الولايات المتحدة الأميركية.  

واعتبر العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة بمدينة الأقصر في صعيد مصر أن فن التحريك شهد تطورا كبيرا في مصر، وذلك بفضل الأقسام التي أنشأت لدراسته بكليات الفنون الجميلة، بجانب ما بات يحظى به هذا الفن من اهتمام كان من نتائجه ظهور أول مؤتمرات ومهرجانات تُخصّصُ لعروض ذلك الفن، ومناقشة حاضره ومستقبله مصريا وعربيا وأفريقيا، وحرص بعض المهرجانات السينمائية المقامة على أرض مصر، مثل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بفن التحريك، واستضافة الفنانين من أصحاب التجارب الناجحة في ذلك الفن، وعرض إبداعاتهم وفتح حوار حولها، بجانب إصدار مؤلفات متخصصة تتناول تاريخ ذلك الفن مثل كتاب "سينما التحريك في أفريقيا" لمؤلفه الفنان المصري الدكتور محمد غزالة، والذي صدر ضمن مطبوعات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.