"ضي الگمر" يخطف الأضواء

يطلق لقب إعلامي في وطننا العربي على كل من يمتهن العملية الإعلامية؛ فالكاتب إعلامي؛ والصحفي إعلامي؛ والمذيع إعلامي؛ ومقدم البرامج إعلامي؛ وفي مجال إعلام الترفيه الثقافي التقليدي في العراق، كان للشاعر مأمون النطاح حضور راقٍ؛ حيث قدم موسمين رمضانيين من برنامج "ضي الگمر"؛ إتسما بالإفادة والإمتاع ومتابعة الملايين وأثبت إعلاميتهُ الرصينة والواعية. 
مأمون مشعان نطاح محمد العبدالله مواليد العراق – الرمادي (١٩٧٦) دكتوراه في النقد الأدبي بدرجة الإمتياز، مبدع من أعلام العراق وصاحب قلم حر متمكن ومثقف وصريح. شاعر يكتب بالفصحى والنبطي والعامية واللغة الهولندية قصائد تناغي المشاعر والواقع؛ رسائل مجتمعية صادقة لامست القلوب في العراق والوطن العربي .
لهُ قصائد مغناة وأعمال مشتركة مع عدد من مطربي العراق والوطن العربي. خاض تجربة الإعلام ببرنامج رمضاني "ضي الگمر" على قناة  MBC العراق. خطف الأضواء بإختيار البرنامج للموسم الثاني كأفضل برنامج حواري في رمضان 2021؛ على مستوى البرامج في الوطن العربي، حسب تصويت الجمهور في إستفتاء على منصة ET بالعربي والتي تعد المرجع الأول لأخبار الترفيه والفن في العالم العربي؛ متفوقاً على أبرز البرامج الحوارية العربية حيث طرحت المنصة إستفتاء جماهيريا بين البرامج الأكثر إبداع في الوطن العربي (العرافة؛ سراي؛ سوالف رمضانية ٢؛ شيخ الحارة والجريئة؛ ضي الگمر؛ علي ونجم؛ وياكم) حيث وضع الإعلامي الشاعر مأمون النطاح أجندته الخاصة بالمحاورة حين إستضاف شخصيات محترمة مهمة ولها وزنها وقيمتها التاريخية من نجوم المسرح والتلفزيون العراقي وبعض من المبدعين من رياضيين وأصحاب بصمة، فكان التقديم لمحتوى راقٍ بدأً من إبتسامتهُ المعهودة وغير المصطنعة النابعة من طيبة القلب التي يشهد لها الجميع.
إن تميز النطاح وتفوقه في الإعلام ونجاحهُ الفخم والمميز مبنيٌ على مميزاتهُ الشخصية أولاً كمحاور مبدع وإمتلاكه لقدرات إعلامية ناجحة. ثانياً ورصانة خطه المهني ثالثاً ودقة إختياراته في برامجه، فوجه دعوته لمبدعين، رواد متنوعي الإختصاصات؛ وأصحاب شهادات موهوبين لهم بصمتهم الإبداعية الكبيرة بتاريخ الفن العراقي. 

"ضي الگمر" هو النجاح الذي هتف لهُ من تابعهُ؛ حباً بالمقدم الخلوق. إمتاز النطاح بأفكاره الجديدة في الطرح المميز على ضيوفه؛ وبإسلوب سلس وبناء. فكانت روعة المحاورة من روعة النقاشات بكلمات راقية ومضمون غير إستفزازي في الشهر الفضيل، وعدم الخوض كثيراً بخصوصياته الضيوف إلا بالدرجة التي يفتح لها الباب من قبل الضيف، فكانت النقاشات هادفة تخدم العائلة وكل من تابع الإستضافات وتم طرح محاور، وأسئلة عامة لا تحتوي كلام جارح للحياء، كما يحدث من إستفزاز للضيف في بعض البرامج الحوارية التي لا تتوافق مع أخلاقيات ومبادئ المهنة. فليس من السهل محاورة خيرة المثقفين والفنانين والمبدعين بكافة الإختصاصات الفنية. إذا لم يكن الإعلامي صاحب ثقافة عالية وأسلوب فن الحديث والمحاورة؛ فبدى الإمتنان لشخص النطاح بادياً على وجوه الضيوف الكرام. 
تألق النطاح عكس صورة راقية لصفات الإعلامي العراقي الهادئ الحريص على تقديم طبق دسم من الثقافة للمتابع وخبرات الضيوف. فعندما تكون الثقافة والوعي سمة المتحاورين يكون الهدف سام، وتقديم ما هو مميز وجميل وفخم للمتابعين. 
مهنية النطاح المسندة على شخصيته الراقية وثقافتهُ العالية وإسلوبه الناجح وأدبه ورزانة الحديث؛ ولطافته وإحتواء المبدع بحفاوة نالت إستحسان الجميع، كانت أولى دعائم نجاح البرنامج، فقدم مادة أعطت ومنحت درساً قيماً لكل من يرغب في خوض مجال الاعلام في برامج الحوارات الفنية. 
دقة الشاعر في إنتقاء المفردة والتركيز على نجاحات المبدع منحنا جميعاً، ساعة رمضانية مميزة وممتعة أشاد بها الملايين من المتابعين .
النطاح يعد اليوم الإعلامي المميز في الوطن العربي لقدرته على شد المتابع لبرنامجه الذي يعد إنجازا جميلا ومبدعا وفخما منح الصورة الحقيقية لوجه العراق وشعبه .
"ضي الگمر" حجز ساعة رمضانية ممتعة راقية نهض وتفوق على كل البرامج التي أثقلت كاهل الإعلام العراقي: إجتهاد، طموح، حضور، ثقافة، قبول، الطبيعية عند الحديث، إتقان فن المحاورة، حب العمل والاخلاص فيه، الوضوح في إيصال المعلومة، الشغف والدافع المحفز للإرتقاء بالرسالة الإعلامية في برامج المحاورات، الإتقان في إختيار المفردة، طريقة  عرض المادة الإعلامية، حسن الطلة وأناقتها، عفوية راقية، وحتى نبرة الصوت الدافئة التي تهيئ الضيف. حلاوة الضيافة،  قصائد إنسانية لامست قلوب المتابعين، كلها كانت خطوط إعلامية. ثابته في شخصيته وأسس ومقومات نجاح النطاح في برنامج حصد – ويستمر - يحصد أغلى وأفضل الجوائز.