هل السلام بين العرب وإسرائيل يضرب مصالح ايران الاستراتيجية؟

لا يوجد ما يدل على تقاطع السياسات بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران. ثمة محصلات مشتركة تخدم الجميع على حساب العرب.

نشر اكاديمي وباحث ايراني ولد في ايران ونشأ في السويد، واستاذ في العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز قبل سنوات كتابا اسماه "التحالف الغادر". مؤلف الكتاب تريتا بارسي خلص الى نتائج مؤداها ان ايران تمارس فعلا يخدم الحلف الثنائي القائم بين اسرائيل واميركا من خلال ممارسة ادوار تناغمية في المحصله تخدم اسرائيل بناء على لعب دور متناقض ومزدوج.

الكاتب يعد من المشاهير في مجال العلاقات الدولية ولهَ صلات قوية بصناع القرار في الدول المعنية التي ذكرها في كتابه الذي نشر فيه 130 مقابلة مع مسؤولين متنفذين في اميركا وايران واسرائيل. يعرض من خلالها اليات التواصل بين هذه الدول والكيفية التي يتم من خلالها ممارسة لعبة تبادل الادوار بصور تجعل المتابع لعملية الصراع المفتعلة بين ايران واسرائيل واميركا انما هو محض تنسيق ثلاثي؟ تتبادل الاطراف الثلاثة فيه عملية تخادم مباشرة وغير مباشرة كي تجعل الدول العربية تسبح في فلك وهمي تصنعه عمليات تحالف غادرة تخادمية بين هذا الثلاثي الغادر كما يصفه مؤلف الكتاب، اذ يقدم بعض الدلائل ذات المصداقية من وجهة نظره في ان الصراع العربي الاسرائيلي اذا ما استمر الى ما لا نهاية فأنه يقدم خدمة مباشرة لايران في لعب دور محوري في الاقليم، وبانها القوة الوحيدة القادرة على لعب دور مركزي في مواجهة اسرائيل، ووضع المنطقة العربية في نطاق عدم الاستقرار الامني والسياسي مما يدفها في زيادة نفقاتها العسكرية، بل يدفع عددا كبيرا من هذه الدول الى عقد تحالفات سياسية وامنية مع  اسرائيل للحيلولة من تغول النفوذ الايراني في نطاق الدول العربية الفاشلة انطلاقا من لبنان والعراق واليمن وسوريا. وقد بدا واضحا دفئ العلاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ناهيك عن مصر والاردن وعمان والمغرب.

يؤكد د تريتا بارسي ان عملية اختلال التوازن العسكري والاستراتيجي بين الدول العربية واسرائيل يجعل نظرية اللاحرب واللاسلام هي السائدة في الشرق الاوسط باعتبار ان اسرائيل غير مجبرة على اجراء سلام مع دول فاشلة او ضعيفة فهي في المحصلة تفضل اللاحرب واللاسلام لانه يخدم مصالحها او لانها اقل شأنا منها، والايرانيين يعتقدون بنفس النظرية الاسرائيلية تجاه العرب. وفي السياق التاريخي اصرت ايران على استمرار الحرب على العراق ثمان سنوات بل استوردت اسلحة عبر الارجنتين من اسرائيل في العام 1986 فيما يعرف بايران غيت في زمن الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني وقد رافق الشحنة العسكرية الى طهران روبرت مكفارلن الذي استقبله رفسنجاني شخصيا في طهران والقضية معروفة استمرت تفاعلاتها في الصحف الاميركية لفترة طويلة. كما قدم العقيد اوليفر نورث شهادته امام الكونغرس الاميركي لشرح تفاصيل تلك الفضيحة التي تمت بتنسيق اميركي اسرائيلي من خلال طرف ثالث وهو الارجنتين. كما ان قصف مفاعل تموز العراقي حصل في عام 1982 اي خلال الحرب العراقيه الايرانية التي وظفها الايرانيين لتثبيت دعائم حكمهم من خلال التذرع بعملية الدفاع المقدس والحلم بوصول قواتهم الى كربلاء لتحريرها من حكم البعث الكافر.

بين عام 2007 تاريخ صدور الكتاب ويومنا هذا، لا نرى ما يدل أن شيئا تغير.