أمير قطر إلى باريس ومفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة

الشيخ تميم يبحث مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جهود التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة والأوضاع بالأراضي الفلسطينية.

باريس - يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في باريس، في أول زيارة رسمية لمسؤول قطري إلى فرنسا منذ 15 عاما، فيما سيتمحور الاجتماع حول مناقشة الأزمة الراهنة في غزة، وفق ما أعلنه مكتب ماكرون اليوم الاثنين.

وأشار البيان إلى أن الزعيمين سيؤكدان مجددا المساعي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وللتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وتقود قطر، التي تقيم علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، جهودا للتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، في حين لم تسجلّ المفاوضات الأخيرة تقدما ملموسا رغم تحدث الوسطاء عن أجواء إيجابية، فيما يتواصل الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس بشأن عدد من النقاط من بينها مطلب الحركة بسحب الدولة العبرية لكامل قواتها من القطاع الفلسطيني.

وبحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جهود التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة والأوضاع بالأراضي الفلسطينية، وفق بيان للديوان الأميري القطري.
وأكد الشيخ تميم على "دعم قطر الدائم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأهمية وحدة الصف الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الأحد إن وفدا إسرائيليًا يصل قطر اليوم الاثنين ليبحث مع الوسطاء تفاصيل صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس"مقابل هدنة مؤقتة للحرب المدمرة.
ويتكون الوفد الإسرائيلي من ممثلين عن جهاز الاستخبارات "الموساد" والجيش، وسيصل إلى الدوحة اليوم الاثنين رغم أن حماس لم تعطِ بعد ردّا على الخطوط العريضة الجديدة للصفقة التي تم الاتفاق عليها في قمة باريس.
كما أفادت بأنه "من المقرر أن تتطرق المفاوضات إلى كافة القضايا المتعلقة بالصفقة بما في ذلك، قائمة أسماء المحتجزين في غزة الذين سيتم الإفراج عنهم، وهوية الأسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم".
وذكرت الصحيفة أن المفاوضات ستبحث أيضا "عملية وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية بقطاع غزة ووقف جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل إسرائيل خلال فترة الهدنة وعودة محدودة للمواطنين من جنوب قطاع غزة إلى شماله".
وكانت محادثات قد عقدت الجمعة في باريس بمشاركة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل في محاولة للتوصل لصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

ومن المعروف أن الطرفين على طرفي نقيض فيما يتعلق بالأهداف النهائية، إذ تقول حماس إنها لن تطلق سراح أكثر من 100 شخص من الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم ما لم تتعهد إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة وتنهي الحرب. وتدير حماس قطاع غزة وأشعل هجوم شنته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل فتيل الحرب.

وتقول إسرائيل إنها لن تتفاوض إلا على هدنة للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن ولن توقف حملتها البرية بشكل كامل قبل القضاء على حماس. كما تريد الدولة العبرية السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى.

وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ نحو 5 أشهر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت نحو 30 ألف قتيل معظمهم أطفال ونساء، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".