إخوان المغرب يحاولون الالتفاف على تدخلات مشعل في شؤون المملكة الداخلية

حزب الحركة الشعبية يعتبر تصريحات القيادي في حركة حماس "تحريضا مباشرا على الفتنة ومحاولة فرض إملاءات على دولة مستقلة كانت ولا تزال وستبقى سندا للشعب الفلسطيني دون قيد أو شرط".

الرباط - تتوالى ردود الأفعال الغاضبة والرافضة لتدخل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالخارج في الشأن الداخلي للمغرب بعد دعوته المغاربة والقوى الوطنية والإسلامية لمطالبة القيادة بقطع العلاقات مع إسرائيل، ما دفع إخوان المغرب إلى احتواء الغضب المتصاعد، بينما اعتبر حزب "الحركة الشعبية" المغربي تصريحات القيادي في الحركة الإسلامية تحريضا مباشرا على الفتنة ومحاولة لفرض إملاءات على دولة مستقلة، مذكّرا بموقف الرباط الثابت في دعم القضية الفلسطينية.

واستنكر الحزب في بيان تصريحات مشعل التي افتقرت إلى أدنى شروط اللباقة وشكّلت خرقا واضحا للأعراف الدبلوماسية، معتبرا أنها "تدخل بشكل صارخ في موقف المغرب ملكا وشعبا والمؤيد للشعب الفلسطيني ولحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين".

وأشار إلى أن المملكة عبرت عن موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية في العديد من المناسبات وآخرها القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض منذ نحو أسبوعين، من خلال "إدانتها الصارخة والرافضة للعدوان العسكري على الشعب الفلسطيني الأعزل".

واعتبر الحزب تصريحات مشعل "تحريضا مباشرا على الفتنة ومحاولة فرض إملاءات على دولة مستقلة كانت ولا تزال وستبقى سندا للشعب الفلسطيني دون قيد أو شرط"

وانتقد تجاهل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج "الدعم الحقيقي الموجه للمقدسيين ولساكنة غزة الذي لم يبخل به العاهل المغربي الملك محمد السادس من منطلق اضطلاعه بالأمانة التي تحملها كرئيس للجنة القدس".

وتابع أن "مشعل الذي يعيش بعيدا عن قصف ومعاناة شعب غزة كان عليه أن يكون بجانب هذا الشعب الجبار الصامد تحت الحصار والدمار عوض أن يزرع بذور الفتنة بين دول وشعوب كانت ولا تزال وفية لفلسطين”.

وحذر من "خطورة مثل هذه التصريحات اللامسؤولة التي تعبر عن غايات أجندة خارجة عن سياق القضية الفلسطينية التي بوأها المغرب مكانة الصدارة مع قضية الوحدة الترابية"، مؤكدا رفضه لكل الإملاءات مهما كان مصدرها، معتبرا أن "مساندة الشعب الفلسطيني مسألة مبدأ آمن به ملك وشعب، وغير خاضع للمساومات والسياقات العابرة والمزايدات ولا يقبل الانحراف".

وأدلى مشعل بتصريحاته التي أثارت استهجانا واسعا في المغرب، خلال مشاركته الأحد عبر تقنية "الفيديو مباشر" في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني ودعما للمقاومة في قطاع غزة نظمته حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية.

واعتبر الصحافي المغربي يونس مسكين أن مشعل لم يلمح في تصريحاته إلى الدعوة لـ"الاصطدام"، قائلا إن "الرجل  يدعو شرائح واسعة من المغاربة إلى لعب دور السند لالملك فمن أين أتى بعض بني جلدتنا بما يبرر اتهام الرجل بالتدخل والتحريض".

واتهم العديد من المغاربة مشعل بسعيه إلى استثمار تضامن الشعب المغربي مع الفلسطينيين لزعزعة استقرار المملكة، داعين القيادي في حركة حماس إلى انتقاد تركيا التي تنفتح على مزيد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وقالت ناشطة مغربية

وأكد آخر

ومنذ اندلاع الحرب على غزة تشهد العديد من المدن المغربية وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات.