إيران تقلل من تداعيات عدم التوصل لاتفاق نووي
طهران - قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين إن إيران ستكون قادرة على الصمود ولن تحتاج إلى أحد إذا انتهت المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي دون التوصل إلى اتفاق فيما فهم أنه تقلل من تداعيات استمرار أزمة الملف النووي رغم التحذيرات الأميركية باستخدام القوة.
وتحمل تصريحات بزشكيان دلالات تصعيدية واضحة، تعكس رفض طهران لأي ضغوط أميركية في سياق المفاوضات النووية. فإعلانه أن إيران "لن تحتاج إلى أحد" حتى في حال فشل المحادثات مع واشنطن، يُفهم على أنه رسالة موجهة للخارج، مفادها أن طهران ترى في نفسها قدرة ذاتية على الصمود في وجه العقوبات، وأنها مستعدة للمضي قدماً دون التوصل إلى اتفاق إذا اقتضت الضرورة.
ويندرج هذا الخطاب ضمن سياسة التلويح بالقدرة على "التحمل الاستراتيجي"، التي استخدمتها إيران سابقاً لإبراز استقلال قرارها السياسي والاقتصادي، والتأكيد على أنها لن تُرغم على تقديم تنازلات في ملفها النووي تحت ضغط اقتصادي أو دبلوماسي لكن مراقبين يرون ان الخطاب يندرج ضمن سياسة المناورة بهدف عدم تقديم مزيد من التنازلات مع الحديث عن قرب عقد اتفاق مع الجانب الأميركي.
وقد جاء موقف بزشكيان بعد أن وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحادثات مع طهران بأنها "جيدة للغاية".
وتهدف المفاوضات بين واشنطن وطهران إلى حل نزاع مستمر منذ عقود حول طموحات إيران النووية، وهدد ترامب إيران بعقوبات اقتصادية كبيرة وبعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن بزشكيان تعليقه على المحادثات مع واشنطن "ليس الأمر كما لو أننا سنموت من الجوع إذا رفضوا التفاوض معنا أو فرضوا عقوبات.. سنجد وسيلة (مئات الطرق) للصمود والتغلب على الحظر والمشاكل". والمواقف متشددة من كلا الجانبين في المحادثات.
ليس الأمر كما لو أننا سنموت من الجوع
وكان مسؤولون ايرانيون من بينهم نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي قالوا الأسبوع الماضي أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يشترط التخلي الكامل عن عمليات تخصيب اليورانيوم، مما يشير إلى أن التفاهمات المبدئية لا تزال هشة ومعرضة للانهيار في أي لحظة.
وفيما فهم انه تنازل قال علي شامخاني مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي بداية الشهر الجاري أن بلاده لن تسعى أبداً لامتلاك أسلحة نووية، وأبدى استعداد بلاده للتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على عملية التخصيب. إلا أن هذا الطرح لم يتضمن أي إشارة إلى قبول طهران بوقف عمليات التخصيب بشكل كامل، ما يضع عقبة إضافية أمام المفاوضات، ويعكس تمسك إيران بحقها في مواصلة النشاط النووي ضمن حدود معينة مقابل رفع فوري وشامل للعقوبات المفروضة عليها.
ويريد ترامب تقويض قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي قد يطلق سباق تسلح نووي في المنطقة وربما يهدد إسرائيل. وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط وتريد رفع العقوبات ذات التأثير المدمر عن اقتصادها المعتمد على النفط.
واختتم الوفدان الإيراني والأميركي جولة خامسة من المحادثات في روما الأسبوع الماضي، ورغم ظهور مؤشرات على بعض التقدم المحدود، لا تزال هناك الكثير من نقاط الخلاف التي يصعب تجاوزها، أبرزها مسألة تخصيب إيران لليورانيوم.
وردا على سؤال عن تقارير ذكرت أن إيران ربما تجمد التخصيب لمدة ثلاث سنوات من أجل التوصل إلى اتفاق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي "إيران لن تقبل بذلك أبدا".
واستبعد بقائي أيضا إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة، ونفى تقارير إعلامية تحدثت عن دراسة إبرام اتفاق مبدئي كخطوة مؤقتة على طريق التوصل إلى اتفاق نهائي.
وذكر بقائي أن إيران تنتظر تفاصيل أخرى من عُمان، التي تضطلع بدور الوساطة، بشأن توقيت الجولة القادمة من المحادثات.
وأضاف "إذا كانت نية الجانب الأميركي حسنة، فنحن متفائلون أيضا، أما إذا كانت المحادثات تهدف إلى الحد من حقوق إيران، فلن تسفر عن أي نتيجة".