الأردن: أي محاولات لتهجير الفلسطينيين هو "إعلان حرب"

رئيس الوزراء الأردني يؤكد أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة إلى المملكة في إطار الموقف المتدرِّج في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته".

عمان - صعّد الأردن من لهجته حيال إسرائيل، معتبرا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية "إعلان حرب"، فيما شددت المملكة منذ قرار الدولة العبرية بإخلاء غزة على رفضها لمساعي دفع الهاربين من الحرب المستعرة للنزوح إلى الأردن الذي يجابه أعباء استضافة نحو 1.3 مليون لاجئ سوري ويضغط دوليا من أجل إعادتهم إلى بلدهم.
وقال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة خلال لقاء مع رئيس وأعضاء المكتب الدائم ورؤساء الكتل واللِجان في مجلس النواب "إن أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية خط أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب"، وفق وكالة الأنباء وتلفزيون "المملكة" الرسميين.
وأوضح أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة إلى الأردن في إطار الموقف المتدرِج في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته".

وشدد على ضرورة "وقف الحصانة والحماية التي تعطي لإسرائيل رخصة لقتل المدنيين الفلسطينيين"، لافتا إلى أن "القانون الدَولي الإنساني يحرم ويجرم استهداف المدنيين وقتلهم دون استثناء"، وفق المصدر نفسه.

وأشار إلى أن "الحصانة لإسرائيل والصمت على انتهاكاتها ضد المدنيين الفلسطينيين يشكّل ازدواجا في المعايير يندى له الجبين والاعتداء الوحشي لم يميّز بين أهداف مدنية وعسكرية وطال حتى المناطق الآمنة وسيارات الإسعاف".

وأكد الخصاونة على أنه منذ "اليوم الأول للحرب على غزة والمملكة بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تبذل جهودا مضنية لوقف هذه الحرب والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا في القطاع".

والأربعاء الماضي قرر الأردن استدعاء سفيره لدى تل أبيب "فوراً" ورفض إعادة السفير الإسرائيلي إلى المملكة، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال في الاجتماع الوزاري الذي احتضنته عمان نهاية الأسبوع الماضي "نرفض توصيف الحرب دفاعا عن النفس"، مشيرا إلى أنها "تقتل المدنيين وتدمر بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم، لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة".
وتساءل الوزير الأردني عما إذا كان "قتل أكثر من 9 آلاف شخص في قطاع غزة، بينهم أكثر من 3 آلاف طفل، هو دفاع عن النفس".

ويوجد في الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري ويقيم 750 ألفا منهم في البلاد قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كما تستضيف المملكة 66 ألف لاجئ عراقي و14 ألف يمني و6 آلاف سوداني إضافة إلى بضعة آلاف من جنسيات أخرى، بينها الصومالية، وفق إحصائيات رسمية.
وأكدت المملكة أنها لن "تتحمل لوحدها عبء إعاشة اللاجئين السوريين"، فيما شددت مرارا على "أنه لا مستقبل لهؤلاء إلا في بلادهم"، خاصة بعد فكّ عزلة النظام السوري وعودة دمشق إلى الحضن العربي.
ومنذ 31 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، قتل فيها عشرة آلاف و22 فلسطينيا، منهم 4104 أطفال و2641 امرأة، بينما أصيب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل 153 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية رسمية.