'الشارقة الثقافية' تحاور أندريه ميكيل
صدر العدد 80 لشهر يونيو/حزيران 2023 من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تتوقف الافتتاحية عند المسرح المدرسي ودوره التنويري، مؤكدة أنه يسعى إلى إثراء الوعي الثقافي والمعرفي لاكتساب فهم أعمق للعالم، ورؤية واسعة للتطورات، ورصد التجارب البارزة والممارسات الإنسانية الغنية، وتشير إلى أن الشارقة تولي عناية فائقة بالمسرح في حقوله المختلفة، لأنّه يشكل مدرسة للأخلاق والحرية والقيم، ويحقق الأهداف الثقافية والتربوية والتعليمية، فيما تركز الشارقة ضمن مشروعها الثقافي على تعزيز العلاقة التكاملية بين الفن والتربية والتعليم، فاستخدام المسرح في التعليم جزء مهم من حركة التنوير والثقافة، وعامل مهم في تقديم صورة مشرقة للحضارة والتاريخ.
مدير التحرير الأديب نواف يونس في مقالته "الأسلوب.. وفن الكتابة الأدبية" يحدد الفرق بين أسلوب كاتب وآخر، بحسب النقاد وأصحاب التجارب الأدبية الطويلة، فيعتبر أن الأسلوب الأدبي لكل كاتب يشبه بناء الخلايا لديه، أو معدل الأدرينالين عنده، أو عدد وطبيعة نبضات قلبه واختلافها من شخص لآخر، وهو ما يجعلنا ندرك أنه لا وجود للتماثل بين أسلوب كاتب وآخر، لأن كليهما يمتلك تمايزا وأسلوبا ذاتيا خاصا به، كمنظومة جملته العصبية تماما، مؤكدا أن هذا الأسلوب الخاص بالكاتب ينعكس عبر وعيه الذي قد يبقى لسنوات طوال، وهو يحاول وضع بصمته الخاصة وأسلوبه الخاص في الكتابة، إذ إن أسلوب الكاتب في الحديث أو الحكي أو الكتابة، هو كل ما يتردد بداخل رأسه لكل ما قرأ وسمع وشاهد، والذي تحول إلى أفكار ولغة لأحداث وشخصيات ومواقف، أثرت في تشكيل أسلوبه وهويته الإنسانية والأدبية.
وفي تفاصيل العدد، يتطرق يقظان مصطفى إلى ابن زهر الإشبيلي أعظم أطباء العصور الوسطى، ويتناول فوزي تاج الدين المستشرق الإيطالي جوزيبي سكاتولين، ويقدم أحمد فرحات حوارا ولقاء مع المستعرب أندريه ميكيل الذي اعتبر العربية أجمل اللغات وأغناها، فيما تتوقف غنوة عباس عند إشراق الأدب العربي في الصين، ويكتب د. محمد عنب عن مدينة (كسلا)، وتزور وردة زرقين المواقع الأثرية في مدينة (قالمة)، حيث سحر الأساطير ومهد الحضارات.
في باب "أدب وأدباء"، يتابع خليل الجيزاوي فعاليات "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي"، والاحتفاء بأربعة من المبدعين المصريين، ويكتب صلاح عبدالستار عن عباس محمود العقاد كشاعر، ويحاور عزيز بعزي الشاعر التونسي منصف الوهايبي، ويقرأ فارس خدوج سيرة الشاعر والأديب جميل علي حسن الذي يعد علامة في مسيرة الحركة الشعرية السورية الحديثة، وتتناول ذكاء ماردلي الشاعر جميل صدقي الزهاوي، ويحتفي مروان خليفة بتجربة المترجم الدكتور محمد عناني الذي أفنى (84 عاما) في رحاب الأوراق والمعاجم والشعر والنقد والكتابة، وتكتب رفاء هلال حبيب عن كوليت خوري، ويرصد عمر إبراهيم محمد مسيرة الكاتبة والأديبة نادين جورديمر، ويتناول د. هاني محمد حياة الكاتب والشاعر أديب إسحاق، ويستعرض مجدي يونس إشكالية المطلع الشعري والروائي وأهميته بين القديم والحديث، وتكتب دعد ديب عن حيدر حيدر الذي رحل على صهوة الضوء، وتحاور ثناء عبدالعظيم الشاعرة روضة الحاج التي أكدت أن الأدب السوداني مزيج من الثقافتين العربية والإسلامية، وتحاور سريعة سليم حديد الشاعرة إباء الخطيب التي نالت جائزة الشارقة للإبداع العربي، ويقدم هشام أزكيض إضاءة على المكتبات الخاصة ودورها في بناء الشخصية الثقافية، ويجري ممدوح عبدالستار لقاء مع الكاتب سعيد خطيبي، ويحاور خضير الزيدي الشاعر باسم المرعبي الذي يكتب قصيدته عن وعي وإرادة، فيما يرصد ياسين عدنان فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الكتاب الأفريقي في مراكش.
ونقرأ في باب "فن. وتر. ريشة"، الموضوعات الآتية: رمضان.. لوحة لونية احتفالية– بقلم محمد العامري، مهارات ورؤى منهجية في مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي– بقلم مجدي محفوظ، الطيب الصديقي.. ظاهرة مسرحية بمرتبة امتياز– بقلم لطيفة حسيب القاضي، فيلم "حوريات أنشيرين" وصداقة العمر– بقلم أسامة عسل، لوحة سينمائية عن الحياة بعد الحرب– بقلم د. طالب عمران.
من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة لعدد من النقاد والمفكرين وأدباء العرب.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: يمنى طريف الخولي.. وحرية الإنسان والعلم – بقلم نجلاء مأمون، قصص تستدعي الماضي وتحلم– بقلم انتصار عباس، "الرشيد" في المسرح العربي– بقلم أبرار الآغا، المسرح.. نافذة أمل– بقلم إيمان محمد أحمد، جماليات القراءة والتلقي في قصص "الحرية للعصافير"– بقلم مصطفى غنايم، الأبعاد التراثية في رواية "تغريبة القافر"– بقلم سعاد سعيد نوح، جار النبي الحلو يصور الحارة المصرية في "أصحاب ونس"– بقلم ثريا عبدالبديع، الفكر التربوي.. عند ابن سينا– بقلم ناديا عمر.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: نبيل الهومي "الموناليزا في مراكش" قصة، "عفوية في السرد.. ووضوح في الدلالة" / نقد بقلم د. عاطف البطرس، نسرين البخشونجي "قصص قصيرة جداً"، إبراهيم عمار "هبوط اضطراري" قصة قصيرة، أميرة الوصيف "السعال" قصة مترجمة، سلوى بن رحومة "على الطريق.." قصة قصيرة، فدوى كيلاني "أغنية" قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل، و"أدبيات" فواز الشعار التي تضمنت جماليات اللغة وفقهها.