تفاؤل سعودي بحلحلة أزمة اليمن لا يحجب ضبابية في المواقف

السفير السعودي لدى اليمن ورئيس وفد المملكة لصنعاء يقول إن أطراف الحرب يبدون جدية في جهود السلام، لكنه اعتبر تحديد أنه من المستحيل التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة.
الحوثيون يعتبرون الرياض طرفا في الصراع والسعودية تعتبر نفسها وسيطا
العليمي: الدور السعودي هو دور وسيط بين الحكومة الشرعية وبين الانقلابيين

عدن (اليمن) - تبدي السعودية تفاؤلا بإمكانية حلحلة الأزمة اليمنية ودفع طرفي الصراع إلى العودة إلى طاولة الحوار، لكن الوضع يبدو شديدة الضبابية رغم مؤشرات ايجابية تبديها كل الأطراف لإنهاء أسوأ صراع مسلح في شبه الجزيرة العربية.

وتتجه الأنظار إلى الجهود الدولية والمبادرات التي تقودها المملكة التي بدأت مسارا سياسيا جديدا يقوم على تصفير المشاكل والتركيز على النمو المستدام ومشاريع اقتصادية ضخمة، لإنهاء الحرب في اليمن بعد أول زيارة رسمية قام بها وفد سعودي منذ العام 2014، للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين لاستكشاف سبل حلحلة الأزمة وإعادة إحياء مفاوضات السلام.

وبحسب تصريحات السفير السعودي  لدى اليمن محمد آل جابر الذي قاد وفد المملكة في زيارة صنعاء رفقة وفد عماني في أبريل/نيسان، فإن أطراف الحرب في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة التي اندلعت قبل ثماني سنوات، لكنه أوضح أنه من المستحيل التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة.

وقال آل جابر بعد اجتماعه مع قادة المتمردين الحوثيين في صنعاء الشهر الماضي "الجميع جديون. جديون بمعنى أن الجميع يبحث عن السلام"، لكنه أضاف "ليس من السهل تبيّن الخطوات التالية بوضوح".

وتقود المملكة تحالفا تدخل في اليمن عسكريا لدعم الحكومة منذ العام 2015. وكانت الحرب بدأت في العام 2014 بعد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران على الحكم بقوة السلاح وسيطرتهم على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء حيث جرت المفاوضات بين السعوديين والحوثيين أخيرا.

وتركزت جهود آل جابر خلال زيارته صنعاء على "تثبيت" الهدنة التي انتهت رسميا في أكتوبر/تشرين الأول، بينما جاءت التحركات السعودية في خضم تقارب بدأ منذ فترة مع إيران بعد اتفاق تاريخي أنهى نحو سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية. ويقول خبراء إنه قد ينعكس إيجابا على الوضع في اليمن.

لكن المفاوضات بين السعوديين والحوثيين لم تفض حتى الآن إلى التوصل إلى اتفاق. وقال آل جابر "لا شيء واضحا، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله أن يجد اليمنيون مخرجا في أسرع وقت ممكن".

ويقول الحوثيون إن السعودية طرف في الصراع، في حين أشار آل جابر إلى أن الرياض تعتبر نفسها أكثر من وسيط يحاول تسهيل اتفاق بين المتمردين والحكومة المعترف بها دوليا.

ونفّذ التحالف بقيادة السعودية غارات جوية على مدى سنوات على مناطق الحوثيين، ما كبح سيطرتهم على المزيد من المناطق، في حين سُجّل في الفترة الماضية تراجع في القتال بشكل كبير بعد إعلان هدنة في أبريل/نيسان 2022.

وقال آل جابر خلال المقابلة التي أجريت على متن رحلة العودة إلى الرياض من عدن "نظرا لعلاقة المملكة العربية السعودية مع جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، استخدمنا نفوذنا لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة ومناقشة كل القضايا".

ودشّن آل جابر خلال زيارته إلى اليمن أعمال تأهيل وتحديث بتمويل سعودي للمستشفى والمطار الرئيسيين في عدن. وقال "في النهاية، الأمر يتعلق باليمنيين"، مشيرا إلى أن الجانبين "يرفضان الجلوس معا" في الوقت الراهن.

وفي لقاء آخر في القصر الرئاسي في عدن، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إنّ "الدور السعودي هو دور وسيط بين الحكومة الشرعية وبين الانقلابيين".