تقرير فرنسي يكشف مشاركة واشنطن في محاولة هروب بازوم الفاشلة

صحيفة "موند أفريك" تؤكد أن هروب الرئيس النيجيري السابق كان موضوع خطة شاركت فيها فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا.

نيامي - كشف تقرير نشرته صحيفة "موند أفريك" الفرنسية أن فرنسا ونيجيريا لم تكونا الوحيدتين المتورطتين في عملية تسهيل محاولة الهروب الفاشلة التي قام بها رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم، ليلة 18 إلى 19 أكتوبر، بل إن هذه المحاولة تم دعمها من قبل الولايات المتحدة.

وقالت السلطات الانتقالية في النيجر في العشرين من أكتوبر تشرين الأول الماضي، إنها أحبطت محاولة هروب للرئيس المعزول محمد بازوم الذي يحتجزه الجيش منذ انقلاب نفذه في 26 يوليو تموز، برفقة عائلته وبمساعدة متواطئين من قوات الأمن.

وحسب بيان تلاه متحدث عسكري عبر التلفزيون الوطني فإن "رد الفعل القوي لقوات الدفاع والأمن ساهم في إحباط هذه الخطة لزعزعة استقرار بلادنا". وأخضع الجيش بازوم للإقامة الجبرية منذ انقلاب نفذه في 26 يوليو تموز، رغم المطالبات الدولية بإطلاق سراحه.

وقال تقرير الصحيفة الفرنسية أن مروحيتين أميركيتين متمركزتين في نيامي كانتا تستعدان لنقل الرئيس السابق بازوم إلى نيجيريا خلال ساعات الليل، لكن تفطن المجلس العسكري الحاكم للخطة حال دون ذلك.

ولم يذكر المجلس العسكري الحاكم واشنطن بالاسم بل تحدث عن "قوة أجنبية"، حيث كانت السلطات الأميركية متفاهمة إلى حد ما مع مرتكبي انقلاب النيجر، على الرغم من الإدانة الدبلوماسية الرسمية من خلال الحفاظ على قواتها وقاعدة طائرات بدون طيار في أغاديز.

وقال الناطق باسم النظام الكولونيل-ماجور أمادو عبد الرحمن في بيان تلاه على شاشة التلفزيون الوطني إن بازوم "حاول قرابة الساعة الثالثة من فجر الخميس الفرار من مكان توقيفه برفقة عائلته وطباخيه وعنصرين أمنيين". مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض على "الجناة الرئيسيين وبعض المتواطئين معهم".

وأوضح أن خطة هروب بازوم كانت تقضي أولا بنقله "إلى مخبأ في ضواحي نيامي"، على أن يستقل بعدها مع مرافقيه "مروحيات تابعة لقوة أجنبية" باتجاه نيجيريا. وندد الضابط بـ "التصرف غير المسؤول" الذي أقدم عليه الرئيس المخلوع.

واعتبر التقرير الفرنسي، هذا التساهل على النقيض من موقف نيامي ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو ما سمح للجنود والطائرات الأميركية بالتمتع بحرية كبيرة في تحركاتهم.

وصرح الرئيس الفرنسي مرارا أنه يتحدث يوميا مع بازوم، ويجدد التأكيد باستمرار على دعم فرنسا له. إذ أنه يعتبر أحد شركاء فرنسا الأوفياء في منطقة الساحل والصحراء، بعدما خسرت حلفاؤها في إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وسط تمدد روسي في المنطقة.

وكان قد انتخب في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2021 بحصوله على 55 بالمئة من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان الذي لم يعترف بهزيمته ودعا إلى "تظاهرات سلمية".

وقبل أسبوع، كشف المدعي العام في نيامي ساليسو شايبو، عن تفاصيل العملية في مؤتمر صحفي كما أنه لم يذكر الولايات المتحدة.

وتم تحديد بن حمي، العقل المدبر المزعوم لتهريب بازوم وهو عضو سابق في الحراسة الرئاسية، كما أبدى مقاومة شديدة خلال اعتقاله بإطلاقه للنار.

وحسب صحيفة "موند أفريك" فإن "الهروب الفاشل" للرئيس السابق كان موضوع خطة شاركت فيها فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا.

وكان رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يرأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، قد أعطى موافقته على هذا السيناريو.
يذكر أن محامو بازوم رفض الاتهامات بشأن محاولته الهروب، مؤكدين أنها "ملفقة". وقال محمد سيدو ديان، منسق مجموعة من محامي بازوم في بيان، إثر إعلان النظام الانقلابي عن محاولة الهروب "نرفض بشدة هذه الاتهامات الملفقة بحق الرئيس بازوم".  وأضاف أن "الاحتجاز ...خط أحمر جديد تم تجاوزه من قبل المجلس العسكري، الذي يواصل انتهاك الحقوق الأساسية لموكلنا".

ويعيش في النيجر24 مليون نسمة، وهي من أفقر دول العالم، ويزيد أزماتها الاقتصادية والأمنية تعرضها لموجات من الجفاف والفيضانات المدمرة.