توتر في أرض الصومال بعد استيلاء ميليشيا عشائرية على منشآت عسكرية

رئيس أرض الصومال يتوعد بـ"الانتقام" من مجموعة عشائرية مسلحة بعد أن استولت على قاعدة عسكرية تابعة للجيش في الجمهورية المعلنة من جانب واحد.

مقديشو - يخيم التوتر على أرض الصومال بعد استيلاء مجموعة مسلحة عشائرية تعرف باسم "اللجنة الأمنية العليا" على عدة منشآت عسكرية، بينما توعد موسى بيهي عبدي رئيس أرض الصومال بـ"الانتقام" من المجموعة العشائرية المسلحة بعد أن استولت على قاعدة عسكرية تابعة لجيش هذه الجمهورية المعلنة من جانب واحد، فيما تثير هذه التطورات مخاوف من تصعيد جديد في مدينة لاسعانود التي شهدت معارك خلفت مئات القتلى منذ فبراير.

ويدور صراع في المنطقة بين مجموعة عشائرية مسلحة تعرف باسم "اللجنة الأمنية العليا" " وقوات من أرض الصومال، وهي منطقة انفصالية أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 لكنها لم تحظ باعتراف من المجتمع الدولي.

وأعلنت هذه المجموعة الجمعة أنها سيطرت على عدة مواقع عسكرية، بما في ذلك قاعدة غوجا عدي، وهي واحدة من أكبر القواعد في المنطقة وتقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات من لاسعانود.

وأكدت وزارة دفاع أرض الصومال في بيان الجمعة أن الجيش "ترك مواقعه في شرق سول (حيث تقع لاسعانود) لأغراض عسكرية إستراتيجية"، فيما قال رئيس أرض الصومال في مؤتمر صحافي في العاصمة هرجيسا وبجانبه المرشح الرئاسي المعارض لانتخابات 2024 عبدالرحمن إيرو "لا ينبغي أن يثبط القتال الناس، حتى لو وقعت خسائر في صفوف الجيش. ولا ينبغي النظر إلى المسألة سلبيا لأن الجيش لا يزال سليما وسننتقم"، مضيفا "يجب ألا يخشى الناس من مزيد من تصعيد الوضع والحرب... الجيش لا يزال منظما ومستقرا".

وقال عبداللطيف أدان أحد سكان لاسعانود عبر الهاتف إن "الوضع هادئ" في المدينة، ضيفا "ليس هناك قتال ولكن هناك تعبئة عسكرية واسعة النطاق جارية. وتم نقل عشرات الأسرى (من جنود أرض الصومال) إلى لاسعانود الليلة الماضية (الجمعة) والناس هنا متوترون لأنهم لا يعرفون ما سيحدث".

والتوترات مستمرة من أشهر حول لاسعانود وهي مركز تجاري تطالب به أرض الصومال ومنطقة أرض البنط الصومالية المجاورة.

واندلع القتال في فبراير الماضي بين قوات أرض الصومال و"اللجنة الأمنية العليا" بعد أن أصدر زعماء عشائر محلية بيانا تعهدوا فيه بدعم "وحدة وسلامة جمهورية الصومال الفدرالية" وحثّوا سلطات أرض الصومال على سحب قواتها من المنطقة.

وقال رئيس بلدية لاسعانود في 2 مارس/اذار ، إن القتال أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 210 مدنيين وإصابة 680 آخرين. ولم يتم إعلان أي حصيلة منذ ذلك رغم استمرار أعمال العنف ولا سيما القصف المدفعي.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في 24 يوليو/تموز أنها اضطرت إلى وقف أنشطتها في مستشفى لاسعانود العام بسبب "الهجمات المتكررة على المرافق الطبية وارتفاع منسوب العنف" في المنطقة.

وفي 16 فبراير/شباط، أعلن الفرع المحلي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 185 ألف شخص فروا من أعمال العنف. وتتمتع أرض الصومال، وهي منطقة فقيرة ومعزولة يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة، باستقرار نسبي منذ إعلان استقلالها، في حين عانت الصومال من عقود من الحرب الأهلية وتمرد حركة الشباب المتطرفة فرع تنظيم القاعدة في المنطقة.