رضوة عبدالمنعم سعدي تلوّن عوالم النساء الغامضة

المرأة تحتل المساحة الأكبر في أعمال الفنانة المصرية اذ تتناولها بصور شتي، فتقدمها في صورة الطفلة والفتاة والمرأة الناضجة وتعبر عن حالتها النفسية ومزاجها المتقلب وشتى مراحل حياتها المليئة بالمشاعر المختلفة.

رضوة عبدالمنعم سعدي، فنانة تشكيلية مصرية تنتمي لجيل الشباب، درست التصوير الزيتي، في كلية الفنون الجميلة بمدينة الأقصر، ومنذ العام 2013 بدأت مسيرتها في المشاركة بالمعارض والملتقيات الفنية، حيث شاركت في معارض عدة بكلية الفنون الجميلة، كما شاركت بالدورة السابعة، من ملتقي الأقصر الدولي للتصوير، ومسابقة إبداع الشارقة، بجانب مشاركات محلية وعربية أخري.

تنتمي سعدي إلى المدرسة التأثيرية، وهي تعتبر أن تلك المدرسة هي الأكثر صدقا ووضوحا.

وخلال مشاركتها بمعرض "بنات حتحور" الذي اختتم هذا الشهر بغاليري نون للفنون بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، قدمت تجربة فنية وصفت بالرائعة من قبل الجمهور، حيث قدمت مجموعة من البورتريهات التي حاولت من خلالها سبر أغوار العوالم الغامضة للنساء، ولعبت الإضاءة دورا لافتا في تلك المجموعة من اللوحات، وذلك بحسب قولها.

وتحتل المرأة المساحة الأكبر في أعمال الفنانة رضوة عبد المنعم سعدي، وتتناولها في أعمالها بصور شتي، فتقدمها في صورة الطفلة، وصورة الفتاة، وصورة المرأة الناضجة، وتعبر عن الحالة النفسية للمرأة ومزاجها المتقلب، وشتى مراحل حياتها المليئة بالمشاعر المختلفة.

وكما أن للمرأة حضورها الكبير في أعمال سعدي فإن للرجل نصيب في موضوعات ومفردات لوحاتها، وخاصة الرجل الصعيدي وزيه المميز، متأثرة في ذلك بنشأتها وإقامتها في صعيد مصر.

وتقول عن علاقتها بالفرشاة واللوحة والألوان، انها "علاقة الصديق الذي تستطيع أن تحكي له ما تشعر به في لحظات الحزن والحيرة والفرح".

وحين تمارس الرسم تذهب بعيدا في حالة من اللاشعور، وحين تلقي بمشاعرها على سطح اللوحة تشعر وكأنها قد فقدت كل الحواس، وتشعر بحالة من الرهبة والحيرة، وثم تنغمس كليا في اللوحة و"تسافر وتحلق في سماوات بعيدة".

وحين تتأمل اللوحة، وتحاورها، تشعر بالهدوء الطمأنينة، وحين تنتهي من رسم لوحتها تحس وكأنها تودع صديقا، مع شعور بالبهجة والسعادة لقضائها لوقت جميل ملئ بالراحة والسكينة.

وتؤمن الفنانة رضوة عبد المنعم سعدي، بأنه لا فارق في ممارسة الفن بين رجل وامرأة، وأن الفن ملىء بالمشاعر المختلطة، وأن كل فنان يستطيع أن يرسم بروحه وهي من الممكن أن تكون روح كلها أنوثة مليئة بالشاعرية،أو روح طفولية بكل براءة، أو روح ذكورية مليئة بالحزم والجدية في الاسلوب والألوان.

وترى بأن المرأة تحتل مكانة عالية في الحركة التشكيلية بسبب قدرتها على التعبير، وتشير إلى أنها لا تظن بأن المرأة تنافس الرجل في مجال الفنون التشكيلية، وذلك لأنها خلقت بطابع مختلف عنه، وذلك على الرغم من أن المرأة من وجهة نظرها تملك مقومات وأدوات الفن التشكيلي بشكل جيد، ووجود نماذج عديدة لفنانات في بلاد الشرق يؤكدن ذلك من خلال أعمالهن.

سعدي تعتبر أن الحركة التشكيلية العربية في "غاية الإشراق بفضل وجود فنانين عظام"، وأن المشهد التشكيلي في بلدان العالم قريب من المشهد التشكيلي العالمي، وأن العرب لديهم أسماء فنية استطاعت أن تبرز قيمة الفن العربي للعالم.

وتؤكد الفنانة رضوة عبدالمنعم سعدي، على أن ما اكتسبه الكثير من الفنانين من تجارب وخبرات مكنتهم من القدرة على إبراز أعمالهم للجمهور، ومن ثم باتوا يستطيعون العيش من نتاج ممارستهم للفنون التشكيلية، وأن تحقيق ذلك احتاج منهم بذل مزيد من الجهد والوقت.