طبقية يكشفها ماء المطر في مصر

الحديث عن أمطار التجمع على فيسبوك يكشف مدى معاناة المجتمع المصري من الطبقية القابلة للتطور، ومشاعر كثيرين بالدونية أمام أصحاب الشقق والفيلات التي بملايين الجنيهات.

لن يتوقف الأمر عند حدود أحاديث جانبية عبر مواقع التواصل وصلت إلى حد الشماتة، وتوقع الأسوأ أو تمنيه لسكان المنطقة التي يتصور عن أهلها أنهم أصحاب الملايين في مقابل باقي الشعب الفقير.

ستزداد هذه الطبقية أكثر وأكثر خصوصا مع ازدواجية التعليم التي ستكشف بمنتهى الوضوح استحالة أن يكون ابن البواب إلا بوابًا مثله أو يزيد على أبيه شهادة الليسانس أو البكالوريوس "العربي"، أو الحكومي إن شئنا الدقة، في مقابل أبناء المدارس العالمية التي يدرس فيها الطفل أكثر من لغة، والأهم يتعلم فيها بعض الفنون والتفكير والترفيه أيضا.

لنكن أكثر دقة عند الحديث عن البطالة اليوم، أو غدًا، لنعرف أن البطالة لغير المتميز حتى لو كنت من حملة الدكتوراه، تميزك المفتوح على العالم أهم، مدى وعيك المقروء عنك عبر حضورك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت هي سيرتك الشخصية أهم.

أنت لا تتصور مدى دراسة تكوينك المعرفي من خلال مثل هذه الصفحة، ولهذا حديث يطول.

أنت لا تتصور مدى ترقب العالم للمتميز كي يزيد تميزهم، وفي المقابل، ربما لا تدرك مدى رفض العالم لذوي الشخصيات التقليدية التي تروج لنفسها عبر مواقع التواصل أيضا.

الطبقية المرشح لها المجتمع المصري آخذة في النمو، وربما تتطور لصراع بقاء.

المسافات بيننا وبين العالم تتسع جدًا، ولا مكان تحت الشمس لمن يحجب نورها عن عقله.