علي العامري: الفلسطيني يعيد تدوير الجحيم فوق رأس الاحتلال

الشاعر الأردني الفلسطيني يؤكد ان المقاوم هشم خرافةَ الميركافا، وان الهزّات الارتدادية للسابع من أكتوبر 2023 وصلت إلى القارات الخمس.

أكد الشاعر الأردني الفلسطيني علي العامري أن "الفلسطيني المقاوم يقوم بإعادة تدوير الجحيم فوق رأس الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، خلال حوار مع مجلة "المجلة" ومُهشِّماً خرافةَ الميركافا، ومبتكراً اشكالاً للمقاومة غير مسبوقة في مدوّنة النضال الفلسطيني وحركات التحرّر في العالم"، مضيفاً أنّ "الهزّات الارتدادية للسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصلت إلى القارات الخمس".

وقال مؤلف الكتاب الشعري الملحمي "فلسطينياذا" الذي صدر قبيل القيامة الفلسطينية الجديدة في غزّة، إنّ "فلسطين على مرّ التاريخ أثبتت أنها عنقاء الأبد، تصعد في كلّ مرّة من الرماد والركام، على الرغم من ضريبة الدم الكبرى ومواجهة الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال ارتكابها منذ النكبة، مسنوداً بقوى الاستعمار القديم والجديد".

وفي خلال الحوار لمجلة "المجلة" الذي نشر خلال هذا  الشهر، حيث بين الشاعر العامري أن "ظلَّ الأملُ قرينَ الفلسطينيّ للتحرّر من الاحتلال الإسرائيليّ الصهيونيّ منذ النكبة عام 1948. لكن غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول جعلت الفلسطيني يعيش الأمل مع التفاؤل، وجعلت الشعوب العربية تستردّ قامتها العالية، بعد تغييب طويل الأمد".

وعن حضور الذاكرة في الكتاب الشعري الصادر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، قال "ربما، للمرة الأولى، تحتشد أسماء قرى ومدن ومواقع ومعالم فلسطينية مع أسماء أشجار ونباتات وزهور برية فلسطينية في كتاب شعري واحد".

وعن أقنعة الغرب وانحيازه الأعمى للاحتلال، أضاف علي العامري في الحوار، "لقد سقطت قيم الغرب الرسميّ في امتحان غزّة، مع سقوط أوّل صاروخ على أهلنا"، مؤكداً أن "القيم الإنسانية العليا تبقى حيّة في الضمير الحيّ، على الرغم من تحوّلات الأزمنة والأمكنة والوجوه. رأينا شعوب الأرض تهتف بصوت واحد 'تحيا فلسطين'، جائبةً مدن العالم في مسيرات مليونية، تناصر غزة، وتطالب بوقف مجازر الإبادة الجماعية، وتندد بالاحتلال وداعميه".

لقد سقطت قيم الغرب الرسميّ في امتحان غزّة

ورداً على سؤال عن قدرة الكتابة على مواجهة الموت والصمود أمام صوت الحرب، قال الشاعر الأردني/الفلسطيني، إنّ "الكتابة هي عشبة الأبد، وما رحلة جلجامش في الأسطورة السومرية، إلى أعماق البحار، سوى استعارة عن رحلة جوانيّة في أعماق الإنسان، حيث يتبادل الخلود والفناء رسائلهما بوصفهما قرينَيْن أو توأميْن".

وبخصوص التأليف والنشر ذكر أنه "أواصل الاشتغال بالكتابة، لكنني أتلافى غواية النشر الكمّي، وشعاري هو ‘لا تستعجلْ، لكنْ لا تتأخرْ’. لذلك، ليس بالكمّ يحيا الشعر، فالزمن غربال يطرح الزؤان جانباً، ولا يُبقي سوى القمح في بيدر التجارب الشعرية"، مشيراً إلى شعراء في العالم نشروا ديواناً أو اثنين خلال حياتهم لكن تأثيرهم ظل عميقاً وقابلاً للحياة.

وأكد صاحب ديوان "خيط مسحور" أن "نهضة الأمم تبدأ من الكتاب، والثقافة بمفهومها العميق هي جواز السفر إلى الوجود، والخروج من الهامش إلى منطقة الفعل والتفاعل تحت الشمس"، داعياً وزارات الثقافة العربية إلى إطلاق مشروع ثقافي مشترك ومتكامل وحقيقي، يؤسس لوعي جمالي ونقدي، ويقوم على تعزيز الهوية والحرية والتعددية والتفاعل مع ثقافات العالم.

يذكر أن علي العامري، شاعر من الأردن، لعائلة فلسطينيّة مُهجّرة من بيسان في العام 1948، إثر الاحتلال الإسرائيلي. وُلِد في قرية وقّاص، وعاش طفولته في القرية الحدودية، القليعات، في وادي الأردن.  شارك في مهرجانات وقراءات شعرية عربية ودولية، في فلسطين والأردن والإمارات واليمن والعراق وتونس وسوريا وفرنسا وإسبانيا وكوستاريكا ومقدونيا وكوسوفو والمغرب وكولومبيا وفنزويلا. كما شارك في ملتقيات "عن بُعد" أقيمت في إيطاليا ومقدونيا وأذربيجان وبوليفيا. ترجمت له قصائد إلى 11 لغة هي الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والإنكليزية والمقدونية والألبانية والأذربيجانية والصينية واليونانية والبوسنية.

شارك في عضوية لجان تحكيم لعدد من الجوائز الأدبية والتشكيلية. كان عضواً مؤسساً ومديراً فنياً لملتقى دبي التشكيلي الدولي، عام 2013. وشارك في ملتقيات تشكيلية دولية، في الأردن والإمارات واليونان ومقدونيا ورومانيا وجورجيا ومصر. وشارك في معارض جماعية في الأردن والإمارات وفلسطين والكويت والولايات المتحدة ورومانيا واليونان وجورجيا ومصر. وأقام معرضه الأول "مرايا عميقة" في عمّان، العام 2015.

صدرت له ثلاث مجموعات شعرية، هي: "هذي حدوسي.. هذي يدي المبهمة"، و"كسوف أبيض"، و"خيط مسحور" التي صدرت بطبعتين عربيتين، وطبعة باللغة الإسبانية عن بيت الشعر في العاصمة الكوستاريكية، سان خوسيه. وصدرت له مختارات شعرية بعنوان "كتاب الحدوس" عن دار خطوط وظلال للنشر في عمّان، الأردن. كما صدر له عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، كتاب بعنوان "رقيم الحبر" يتضمّن حوارات مع سبعة شعراء، هم سلمى الخضراء الجيوسي، عبد الوهاب البياتي، عز الدين المناصرة، ناتالي حنظل، ماريا غريك غانادو، محمد القيسي، وشوقي عبدالأمير.

درس الصحافة في جامعة الإمارات في مدينة العين. عمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة "العرب اليوم" الأردنية، ومحرراً مركزياً في جريدة "الخليج" في الشارقة، ورئيساً لقسم الثقافة والفنون في جريدة "الامارات اليوم" في دبي. ويعمل حالياً مدير تحرير لمجلة "الناشر الأسبوعي" (ببليشرز ويكلي- العربية) التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، منذ العام 2018.

وهو عضو مؤسس جماعة أجراس الشعرية، وعضو مؤسس ونائب رئيس جمعية عرزال للثقافة والفنون في الأردن. عضو في رابطة الكُتّاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، ونقابة الصحافيين الأردنيين).