عون يحذر من فوضى دستورية ويروج لباسيل لخلافته

الرئيس اللبناني الذي ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بأسوأ فترة تمر على لبنان، يلمح إلى احتمال تحركه سياسيا في اللحظات الأخيرة من ولايته الرئاسية لمعالجة الأزمة الدستورية!
عون: الفراغ لا يملأ الفراغ
ميشال عون يقول إن من حق صهره الترشح للرئاسة
الرئيس اللبناني غادر قصر بعبدا مخلفا أسوأ تركة لخليفته
عون يرجع لاالفضل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لحزب الله

قصر بعبدا (بيروت) - حذّر الرئيس اللبناني ميشال عون الذي تنتهي ولايته الرئاسية غدا الأحد والذي يرتبط اسمه ارتباطا وثيقا في أذهان الكثير من اللبنانيين بأسوأ أيام بلادهم منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، من فوضى دستورية حال نهاية عهدته، ملمحا إلى أنه لا يزال يفكر في تحرك سياسي غير محدد في الساعات الأخيرة من ولايته لمعالجة الأزمة الدستورية، لكنه قال لرويترز "لا يوجد قرار نهائي" بشأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة.

وأضاف ردا على سؤال "نعم من المعقول أن تحصل فوضى دستورية. الفراغ لا يملأ الفراغ" بينما تفيد أنباء بأن جبران باسيل صهر عون لديه طموحات لشغل منصب الرئيس. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجته على قائمة العقوبات عام 2020 بتهمة الفساد لكنه ينفي ذلك.

وأكد عون اليوم السبت أن العقوبات لن تمنع باسيل من الترشح للرئاسة، مضيفا "من المؤكد أنه له الحق في الترشح على الرئاسة". وعن العقوبات الأميركية وما إذا كانت ستقف حائلا دون ترشح صهره للرئاسة قال "نحن نمحوها بمجرد انتخابه".

وتأتي تصريحاته في ظل وجود أزمة مالية بدأت في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في سقوط قتلى عام 2020 وهما حدثان طبعا فترة حكمه الذي يغادره بلا انجازات بل بسجل حافل بالأزمات.

ومن المقرر أن يغادر عون القصر الرئاسي في بعبدا الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات، لكن أربع جلسات انتخابية لم تسفر عن انتخاب رئيس في ظل انقسام البرلمان بصورة غير مسبوقة بعد انتخابات مايو/أيار، إذ لم تتمكن الكتل السياسية من التوصل إلى توافق على مرشح لخلافة عون.

وظل منصب الرئيس شاغرا مرات كثيرة في الماضي، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.

وفي أسبوعه الأخير في المنصب وقع عون تفاهما بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل، مما يمثل اختراقا دبلوماسيا من شأنه أن يسمح لكلا الجانبين باستخراج الغاز من المكامن البحرية.

وقال إن جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران والتي أرسلت طائرات مسيرة فوق إسرائيل وهددت بمهاجمة منصات الحفر البحرية عدة مرات، كانت "رادعا" لمواصلة المفاوضات لصالح لبنان، مضيفا أن "المبادرة التي اتخذها حزب الله لم تكن منسقة مع الدولة ولكنها كانت مفيدة".

وتابع "لم نكن لنقبل بعدم السماح لنا باستخراج النفط والغاز من مياهنا. في هذه الحالة ما كنا لنسمح لإسرائيل باستخراج الغاز"، مضيفا أن الصفقة مهدت الطريق لاكتشافات الغاز التي يمكن أن تكون "الفرصة الأخيرة" للبنان للتعافي من الانهيار المالي الذي دام ثلاث سنوات والذي كلف العملة 95 بالمئة من قيمتها ودفع 80 بالمئة من السكان إلى الفقر.