فرنسا تعتقل تونسيين بشبه الارتباط بمنفذ هجوم بروكسل

السلطات الفرنسية تواصل التحقيقات في الهجوم الإرهابي الذي نفذه متطرف مطلوب للعدالة في تونس كان قد فر من السجن في 2011 وطالبت به السلطات التونسية دون تجاوب من نظيرتها البلجيكية.

باريس - وجه قاض فرنسي لمكافحة الإرهاب الاتهام إلى تونسيين يقيمان في منطقة باريس و"قد يكونان على صلة بمدبر الهجوم" الذي وقع في 16 أكتوبر/تشرين الأول في بروكسل، في تقدم للتحقيق الذي يفترض أن يحدد هذه العلاقة بدقة.

وقالت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب إن الرجلين أوقفا بتهمتي الارتباط الإرهابي الإجرامي وبالاشتراك في قتل مرتبط بمشروع إرهابي. وقد وضعا في الحبس الاحتياطي. وذكرت مصادر قريبة من الملف أن أحد التونسيين أربعيني والآخر خمسيني.

وقال محامي الأول ويدعى سليمان الركروكي، إن الرجل الأربعيني الذي "يعيش في فرنسا منذ نحو عشرين عاما ينفي رسميا" الاتهامات، مضيفا "ليست له علاقة بالهجوم"، مشيرا إلى أن المهاجم "صديق يعرفه منذ فترة طويلة ولم يلاحظ أي مؤشر على تطرف لديه ولم يكن يتخيل يوما عملا من هذا النوع"، بينما رفض محاميا الرجل الخمسيني وهما هنري بيرت ولويز هينون الإدلاء بأي تعليق.

وفي باريس فتح تحقيق في 17 أكتوبر/تشرين الأول على اثر معلومات "أرسلتها السلطات القضائية البلجيكية"، كما ذكر مكتب المدعي العام، مضيفا أنه تم الخميس توقيف أربعة أشخاص "من المحتمل أن يكونوا على صلة بمدبر الهجوم" في لوار-أتلانتيك ومين-إي-لوار ومنطقة باريس. وقد أفرج عن اثنين منهم.

وقالت نيابة مكافحة الإرهاب على موقعها الالكتروني إن التحقيقات "مستمرة لتوضيح علاقتهما" بعبدالسلام لسود (45 عاما) وهو تونسي متطرف قتل سويديين كانا في بلجيكا لدعم فريقهما الوطني لكرة القدم.

وقُتل المهاجم الذي طلبت تونس تسلمه منذ أكثر من عام، برصاص الشرطة البلجيكية في 17 أكتوبر/تشرين الأول.

وبعد ثلاث محاولات غير مجدية منذ 2011 في النرويج والسويد وإيطاليا، رفض طلب عبدالسلام لسود للحصول على اللجوء في بلجيكا وصدر أمر بطرده منذ 2021 ولم يتم تنفيذه.

وبعد الهجوم، انتقدت الحكومة البلجيكية بعض البلدان لعدم تعاونها لاستعادة مواطنيها الذين تم رفض طلبات لجوئهم، لكن هذا الموقف قوضه الكشف عن طلب تسليم من تونس فقد كان عبدالسلام لسود في الواقع محور طلب تسليم أصدرته منذ أكثر من عام تونس حيث حكم عليه في 2005 بالسجن 26 عاما قبل أن يفر في يناير/كانون الثاني 2011.

وهذا الطلب الذي تلقته السلطات البلجيكية في أغسطس/اب 2022، لم يعالجه القاضي المختص في نيابة بروكسل في تقصير كشفه وزير العدل فنسنت فان كويكنبورن في 20 أكتوبر/تشرين الأول واستقال على الفور.

وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو عن تعزيز مكتب المدعي العام في بروكسل، حيث سيتم "شغل" مناصب القضاة الحالية البالغ عددها 119 (مقابل 95 طوال 2023) إلى جانب خمسة قضاة إضافيين.

وكان عبدالسلام لسود أمضى عقوبة بالسجن في السويد في 2012-2014، ويبدو أن هذه المعلومات لم تتم مشاركتها مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي أقام فيها.

واعترف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الأربعاء الماضي الذي جاء إلى بروكسل لتكريم الضحايا، بأن "هذا النوع من المعلومات كان من الممكن أن يكون مفيدا لتقييم وضعه في بلجيكا". وأدى الهجوم الذي نفذه لسود أيضا إلى جرح سويدي ثالث يبلغ من العمر 70 عاما من منطقة ستوكهولم.