
'مراود' الإماراتية صرح في خدمة التراث العربي والإنساني
ثمّنَ مسئولون وباحثون وكتاب ومثقفون عرب، دور مجلة "مراود" في خدمة التراث الإماراتي والعربي والإنساني، واشادوا بالقائمين على المجلة وعبروا عن التقدير لجهودهم المخلصة التي جعلت من مجلة مراود منبراً مهما في مجال خدمة التراث.
أعداد زاخرة وثرية
وفي كلمته بافتتاحية العدد الخاص الذي صدر من المجلة في هذه المناسبة، قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس التحرير، ورئيس معهد الشارقة للتراث، انه تم اختيار "مراود" كاسم للمجلة حتى تكتحل عيون قرائها بشيء من التراث، وتبدوا أجمل وأحلى بما تحويه من موضوعات تراثية وثقافية يجد فيها الباحثون والمختصون والمهتمون ما تقرّ به أعينهم، ويسعد قلوبهم.
وأشار إلى أن المجلة راكمت منذ صدورها كماً كبيرا من الأعداد الزاخرة والثرية بالمعلومات الغنية التي أسهم في إثرائها نخبة من الباحثين والدارسين الإماراتيين والعرب، ومن خلال أبواب المجلة المتنوعة، وفتحت المجلة أشرعتها على العالم، وتواصلت مع تراث الأمم وثقافات الشعوب.
المعادلة الصعبة
ومن جانبه، قال مدير تحرير المجلة، ومدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، الدكتور منّي بونعامة، انه عندما كنا نعد ونستعد لإطلاق العدد الأول من مجلة مراود بمعية ودعم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس التحرير، لم يكن ثمة إسم واحد جامع للمجلة، وكان كل همنا إطلاق مجلة تسهم في سد النقص الحاصل على مستوى المجلات التراثية، التي كانت قد بدأت تتقلص بل تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، وتم تحويل بعضها إلى مجلات رقمية، وتوقفت نسخها الورقية عن الصدور.
وأضاف بأن ذلك ما حدانا إلى المضي قدماً في سبيل تحقيق المعادلة الصعبة في وقت قياسي، جمعاً بين الجدة والأصالة والمحتوى التراثي النافع والغني والمتنوع، لحجز موقع للمجلة في مقدمة المجلات التراثية المتخصصة.
وتوجه الدكتور منّي بونعامة، بجزيل الشكر والعرفان إلى سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس التحرير على جهوده القيمة والاستثنائية في دعم المجلة، والشكر موصول وممدود إلى كل من أسهم معنا في إثراء أعداد المجلة من كتاب وباحثين ومتخصصين والشكر كذلك موصول لفريق العمل وأسرة تحرير المجلة. الذين بذلوا جهوداً مضنية في سبيل تعزيز مكانة المجلة وحضورها محلياً وعربياً، وعلى مستوى العالم كذلك، من خلال ما نشرته من مقالات وموضوعات حول تراث الشعوب.
وتحدث الباحثون والكتاب والمثقفون العرب، في مناسبة مرور 7 سنوات على صدور مجلة "مراود" عن الكثير من محطات النجاح التي حققتها المجلة منذ صدور عددها الأول وحتى اليوم.
وفي هذا الشأن، وصف الدكتور سلطان الدويش، مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، مجلة "مراود" بأنها مجلة رائعة، فيما قالت عنها الفنانة التشكيلية الكويتية ابتسام العصفور، بأن مجلة "مراود" تمثل مرجعاً مهماً في مجال التراث العربي والإنساني، وأنها عملت خلال سنوات صدورها على توثيق الحرف المتوارثة عن الأجداد ونقلها للأجيال المعاصرة، وأسهمت بما تنشره من مواد في جعل التراث جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية للشعوب، ومصدر من مصادر الثقافة.
دورية تراثية عملاقة
وقال الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، ان مجلة "مراود" دورية تراثية عملاقة. وأن المجلة تقدم موضوعات التراث في الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي والعالم كله بشكل فريد وجميل وجذاب. وتنافس المجلة أية مجلة مماثلة في هذا الشأن في العالم أجمع.
ولفت عبدالبصير، إلى أنه منذ مقال رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس التحرير الدكتور عبد العزيز المسلّم، وحتى آخر صفحة من صفحات المجلة الراقية، يظهر الجهد الكبير في البحث وصناعة المحتوى والنشر بطريقة بديعة مدهشة.
وأكد على أنه وبالرغم من الرصانة العلمية التي تبدو عليها المجلة، فإن طريقة عرض وتقديم المحتوى تصل إلى القارئ العام بسهولة ويسر كما تصل كذلك إلى القارئ المتخصص. واعتبر مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن هذه المجلة وُلدت عملاقة منذ بداية صدورها. وسوف تظل كذلك بإذن الله تعالى واحة جامعة مانعة وموسوعة شاملة للتراث وعالمه الثري في الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي والعالم ككل.
توثيق التراث الثقافي
وقالت الدكتورة الشيماء الصعيدي، المدير العام لأطلس المأثورات الشعبية بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ان مجلة "مراود" تقوم بدور كبير في توثيق التراث الثقافي غير المادي لدول الامارات العربية المتحدة، وأشارت إلى أن ما تقوم به المجلة هو جزء مما يقوم به معهد الشارقة للتراث برئاسة الدكتور عبد العزيز المسلّم، في خدمة التراث داخل الامارات والعالم العربي والإسلامي، بل وتراث الإنسانية جمعاء.
وأضافت المدير العام لأطلس المأثورات الشعبية بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، بأن معهد الشارقة للتراث، ومجلة "مراود" تبوأتا مكانة كبيرة في مجال صون التراث بالعالم العربي، وأن المجلة نجحت في القيام بدورها المنوط بها في توثيق التراث الثقافي غير المادي.
وتحدثت الدكتورة الشيماء الصعيدي عن دور معهد الشارقة للتراث كمؤسسة مهمة توظف كل جهودها وتوجه دورياتها وكل مطبوعاتها لخدمة التراث في كل مكان.
الهوية الثقافية
وقالت الأكاديمية والباحثة والكاتبة الجزائرية، الدكتورة نادية قجال، ان مجلة "مراود" تقوم بدور لا يُستهان به في التعريف بتراث دولة الامارات العربية المتحدة، وكذلك التراث العربي ولإنساني، ودراسته وتوثيقه.
وأوضحت بأنها تجد في أعداد المجلة موضوعات جديرة بالاهتمام، وتوفر مادة علمية دسمة ينهل منها الباحثون في مجال العلوم الانسانية والثقافة الشعبية والفنون والحرف التراثية، كما تسهم في اعادة كتابة التاريخ وترميم ذاكرة الشعوب، وكذلك إثبات الهوية، وذلك في خضم الزخم الفكري والثقافي الذي تفرضه العولمة.
وأضافت قجال بأنه لعل التطور التكنولوجي والعمراني الكبير الذي عرفته دولة الإمارات العربية المتحدة، وصبغة هذا البلد بصبغة المعاصرة في ظل سيل العولمة الجارف، اقتضى الحرص أكثر على التراث والحفاظ عليه من الاندثار والتفكير الجاد في دراسته والتنقيب عليه وتدوينه والتعريف به ونشره، فكانت هذه المجلة احدى الادوات الناجعة والفعالة لتحقيق ذلك، ولا شك ان كل ما تقدمه مجلة "مراود" من موضوعات يخدم الهوية الثقافية والحضارية للامة العربية وللإنسانية جمعاء.
ولفتت إلى أنه ما من شك في الحنين إلى التراث يتزايد، ومن هنا تأتي أهمية تلك المقالات والموضوعات التي نطالعها على صفحات مجلة "مراود"، وهي موضوعات تعبر عن الرغبة في بعث هذا التراث والتنقيب في ثنايا التاريخ وكتب الرحالة والاقوال المأثورة والشعر الشعبي والرواية الشعبية وما الى ذلك، والتي تطير بنا عبر كل صفحة من صفحات هذه المجلة كبساط الريح الذي ينقل القارئ الى الماضي ويستعيد عبق الزمن الجميل، معتبرة أن الاهتمام بالتراث هو بمثابة تمسك بالهوية، وهو نوع من انواع المقاومة لدى كل الشعوب التي استشعرت خطورة العولمة.
ورأت بأن التجوال بين مجلة "مراود" يمثل بالنسبة لها ولكل قارئ عربي رحلة في أعماق الثراث العربي ونوافذ مطلة على الماضي العريق والق الحضارة العربية، وفي الختام وصفت "مراود" بأنها بمثابة منهل للباحث في العلوم الانسانية والثقافة الشعبية.

منبر ثري
وقال الكاتب الأردني، سمير الشريف، إن مجلة "مراود" هي منبر ثري ورصين في متابعة ونشر وتذكير للجيل الجديد بوجه ناصع في تاريخ حضارتنا، هذا الجانب الذي تراكم عليه تراب النسيان وكادت وسائل التثقيف المعاصرة أن تتسبب في طمسه وتجاهله ونسيانه.
وأضاف بأنه في ظل تلك الظروف، يأتي دور معهد الشارقة للتراث ومطبوعاته المختلفة وعلى رأسها مجلة "مراود"، في تسليط الأضواء على تاريخنا في جانبه الشعبي المشرق، ولعل هذا جزء مما تطلع به حكومة الشارقة من دور مهم على الصعيد الثقافي ونشر الوعي والربط بين الثقافة التراثية والمعاصرة – بحسب قوله - والأخذ بيد المبدعين في مجالات الثقافة كافة.
عبق الهوية الوطنية
وقال الباحثة والناقدة المصرية الدكتورة حنان الشرنوبي، انه منذ عددها الأول عملت مجلتنا "مراود" على جمع التراث وحفظه، ولم تنفرد بتراث مجتمع بعينه، أو أمة من الأمم، إنما بتراث الشعوب العربية كلها، بل والعالم أجمع، فأصبحت تمثل لنا تراث أمتنا بكل نتاجها الثقافي، وإرثها الشعبي. كذلك جددت دماء الفترات التاريخية للشعوب التي ليس لهـا إلا شواهد ضئيلة من التراث؛ فبحثت ونقبت؛ لتأتي لنا بما أوشك على الاندثار فردت بضاعتنا إلينا معطرة بعبق الهوية الوطنية، فأصبح كل عدد يمثل وحدة تراثية جامعة لا تفرق بين حضارات كل مجتمع.
وأضافت "الشرنوبي" بأن المجلة احتوت نخبة من الكتاب والباحثين الأكاديميين الذين اجتمعوا تحت سمائها وسعيها الحثيث لصون التراث. ومن هنا، تبنت المجلة قضية تجانس الشعوب عبر التراث، واعتبرت أن كل ملف من اللفات التي تقدمها المجلة في كل عدد يعد موسوعة مصغرة ومرجعاً لأي باحث أكاديمي حول موضوع من الموضوعات المطروحة بكل ملف.
مفهوم التراث
وقال الباحث والكاتب العراقي خضير الزيدي، ان مفهوم التراث بشقيه "التراث الاسلامي والشعبي" حظي باهتمام متزايدا من قبل القائمين على مجلة "مراود"، وأن ذلك ملموس منذ اصدارها الاول وحتى آخر الاعداد الصادرة من المجلة، وأكد على أم "مراود" وبحق اولت للتراث تصورا أكسبنا معرفة اضافية ومنحنا فرصة الاطلاع على ثقافات وعادات وتقاليد المجتمع الاماراتي، والمجتمعات العربية والإنسانية، وأن المجلة كان لها جهود ناجحة في الإضاءة على تراث المنطقة العربية بأجمعها.
وشدد الزيدي على أن مجلة "مراود" اتشحت برداء جميل كان شكله مطرزا بتراثنا الانساني وما يفعله القائمون عليها هو طرح خيال ثقافي وواقعي يلامس يومياتنا والعودة الى ذاكرة الماضي البعيد من أجل الحفاظ على تراث امة عريقة تتمسك بقيمها أولاً وتواصلا مع منهج يتبناه معهد الشارقة للتراث في الحفاظ على جوهر أمة اسلامية لها طابعها الاجتماعي وموروثها بين الأمم.
ومن هنا فقد اعتبر الباحث والكاتب العراقي خضير الزيدي، أنه لا يمكن الاستغناء عن مجلة "مراود" لأنها صوت وذاكرة تستميل لأحياء تقاليد المنطقة العربية وفقا لضرورة نحياها جميعا بان نجعل من ماضينا حاضراً نتعرف فيه على ذواتنا بين الأمم.
وتابع بقوله ان مما يلفت في هذه المطبوعة الرصينة إيمانها المطلق بوحدة التراث العربي والإنساني، لهذا تفرد المقالات والأبحاث لنشر كل ما يتعلق في دول العالم العربي والعالمي.
واختتم بالإشادة تلك الجهود التي يبذلها القائمين على معهد الشارقة التراث، ومجلة "مراود" وتمكنهم من تنفيذ توجيهات الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، الذي لا لا يتوقف عن تقديم مبادرات جديدة ومتجددة من أجل خدمة الثقافة والتراث، ورفعة الكلمة والمحافظة على توهجها.