أحزاب السويد تتأرجح من الهجرة الصفرية الى السهلة

حزبان فقط في السويد يؤيدان وضع معايير متساهلة لقبول المهاجرين، وأحزاب أخرى تدعو الى منع دخولهم تماما ومنح المقيمين والمجنسين منهم مبالغ مالية لقاء العودة الى بلدانهم الأصلية.

ستوكهولم - يكثر التساؤل في مجتمع المهاجرين في السويد عن الانتخابات البلدية والبرلمانية السويدية الحالية، باحثين عن الحزب الذي يتعامل مع ملف الهجرة بشكل منطقي ويخدم مصالح المهاجرين الذين يشكلون حوالي 23% من الناخبين في السويد حسب صحيفة اكسبريسن اليومية السويدية، بالطبع هذه نسبة كبيرة ومهمة ومؤثرة لكن على ما يبدو أنها لم تعد تعني كثيراً او لم تعد في بؤرة اهتمام الأحزاب السويدية في سعيها لحصد الأصوات. ففي ملف الهجرة والاندماج تبدو البرامج الانتخابية للأحزاب شبه متقاربة في النظرة لهذا الملف الشائك مع تباينات واختلافات لا تبدو جوهرية بين هذا الحزب أو ذاك.
 حزب المحافظين Moderaterna يقدم برنامجا متشددا بهذا الخصوص يتضمن  تقليل استقبال اللاجئين بنسبة تصل 75% عن الوضع الحالي، علماً أن الوضع الحالي به انخفاض كبير اذ تستقبل السويد 5 آلاف طالب لجوء فقط ولا يزيد عن 8 آلاف طالب لجوء في حالة الأزمات وتدفق المهاجرين، ويطالب المحافظون بإبقاء نوعية الإقامة المؤقتة، ووضع شروط اللغة والاندماج للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية السويدية، وتشديد شروط منح المساعدات للمهاجرين العاطلين عن العمل وفرض شروط اللغة واختبار المجتمع والتاريخ لمن أراد الحصول على جنسية سويدية أو إقامة دائمة.      
حزب ديمقراطيي السويد Sverigedemokraterna نظرياً يبدو الحزب خارج حسابات المهاجرين اثناء عملية التصويت، لكن المفاجىء أن هذا الحزب حصل على 11% من الأصوات التي فاز بها من ناخبون من أصول مهاجرة في الانتخابات السابقة 2018.
 وبشكل عام فبرنامج الحزب الانتخابي هو بمثابة إعلان حرب قانونية وسياسية ضد اللاجئين في السويد، حيث يتضمن برنامجه لسياسة الهجرة عدم استقبال أي لاجىء على الإطلاق، وإنشاء برنامج لإعادة اللاجئين لبلادهم مقابل دفع مبالغ مالية "مغرية لهم" لكي يتنازلوا عن إقامتهم أو الجنسية السويدية، كما يطالب بوقف تجديد الإقامات المؤقتة ووضع شرط العمل للتجديد، ووقف لم الشمل. واطلق مصطلح سياسة "هجرة صفرية"، وحجز اللاجئين المرفوضين لترحيلهم بشكل جماعي قسرياً.
 حزب الاشتراكيين الديمقراطيين Socialdemokraterna وهو الحزب الحاكم ويعتبر الحزب المفضل لــ70 بالمائة من الناخبين من أصول مهاجرة، يحاول وضع  سياسة لجوء عادلة ومتوازنة تلبي احتياجات السويد ووفقا لقدرة المجتمع، لكن برنامجه لا يقدم اي شروط ميسّرة للهجرة بل تأكيد على سياسة هجرة مشددّة في محاولة لجذب أصوات الناخبين من اليمين وأقصى اليمين. لكن الحزب يطرح أن عدد اللاجئين اذا بلغ 15 ألف سنوياً فهو مناسب لاحتياجات السويد لكنه بالمقابل وجد صعوبة في تحديد سقف لهذا العدد لخلافات مع حليفه حزب البيئة، كذلك فالحزب يؤكد أن الإقامة المؤقتة هي الأساس ولا عودة لسياسة إقامة دائمة، مع بقاء واستمرار شروط تجديد الإقامة ولم الشمل والتأكيد على إضافة شروط جديدة وهي اللغة السويدية لمن يريد تجديد إقامته أو الحصول على الجنسية السويدية.
حزب اليسار nsterpartiet هو واحد من حزبين لا زالا يؤيدان سياسة هجرة متساهلة حيث يطالب بالانفتاح اكثر باستقبال اللاجئين والمهاجرين لمنع شيخوخة المجتمع،  ويتضمن برنامجه زيادة فرصة التنوع بالمجتمع السويد، والاستفادة من القدرات البشرية التي  يحملها المهاجرين في  السويد، حزب اليسار يجد أن المشكلة في سياسة الإندماج الفاشلة وليس في سياسة الهجرة المنفتحة، ويعتبر أن المهاجرين يساعدون على نمو المجتمع وتعدده، ويطالب الحزب ببرنامجه بتسهيل لم الشمل بدون شروط والغاء الإقامة المؤقتة أو تجديدها تلقائيا الى دائمة بعد فترة زمنية بدون شروط.
حزب البيئة Miljِpartiet هو الحزب الثاني الذي يطالب بسياسة هجرة منفتحة معتبراً  أن سياسة الهجرة المنفتحة مفيدة للسويد، والحزب يطالب بإلغاء شروط لم الشمل ليكون لم الشمل حق للجميع، وإلغاء الإقامة المؤقتة والعودة لسياسة الإقامات الدائمة – وعدم وضع شروط للحصول على الجنسية السويدية.
حزب الليبراليين Liberalerna يطالب بسياسة هجرة مشددّة، وخفض اعداد المهاجرين مع التركيز على سياسة الاندماج ويطالب بتشديد الخناق على المهاجرين العاطلين عن العمل لدفعهم للاندماج في المجتمع السويدي.  
حزب الوسط Centerpartiet يتميز برنامجه بالمطالبة بضبط قواعد منح اللجوء والتمييز ما بين اللاجئين فالمهاجرون الذين يجب حمايتهم لهم اولوية استقبالهم في السويد، وهو يطالب باستمرار الهجرة ولكن مع التركيز على النوعية من حيث منح اللجوء لمن يستحق دون فتح بوابة الهجرة للجميع، كما يطالب بتسهيل قواعد لم الشمل لتكون ميسرة لكل لاجئ، وعدم تشديد قواعد منح الإقامة الدائمة والعمل والإبقاء عليها كما هي.
حزب المسيحيين الديمقراطيين Kristdemokraterna يرفض سياسة الهجرة الحالية ويطالب بسياسة هجرة مشددّة مع رفض العودة للإقامة الدائمة وتشديد شروط لم الشمل وتشديد شروط تجديد الإقامة المؤقتة، وخفض المساعدات عن المهاجرين ووضع شروط اللغة السويدية لكل من يرغب بالتقديم على الإقامة الدائمة والجنسية السويدية، إلى جانب الدعوة لتشديد طرد اللاجئين المرفوضين.