الصحافة العربية تستقبل 'الصباح الثقافي'

رئيس تحرير المولود الجديد يكتب عن 'البراءة والجنون' في الصحافة والدكتورة عواطف نعيم تتناول الدراما العراقية والحضور العربي فيما يقدم حازم رعد يُقدم إجابة على سؤال: "ماذا نأمل في الفلسفة".

احتفت الأوساط الثقافية العربية، بصدور مولود جديد في عالم الصحافة الثقافية بعالمنا العربي، لينضم إلى قائمة الملاحق الثقافية التي تصدرها الصحف اليومية العربية. 

المولود الجديد هو ملحق "الصباح الثقافي" الصادر عن صحيفة الصباح العراقية، أحد إصدارات شبكة الإعلام العراقي. 

"ملحق الصباح الثقافي" الذي صدر عدده الأول اليوم، سيصدر بشكل أسبوعي صباح كل سبت، استقبل بحفاوة وترحاب شديدين في الساحة الثقافية العراقية والعربية، وقد جاء لينضم إلى تلك القائمة من الملاحق الثقافية التي باتت تصدر تباعا بعالمنا العربي، والتي كان آخرها "ملحق عمان الثقافي" الذي يصدر مع صحيفة عمان الصادرة في مسقط، ومن قبله ملحق "القبس الثقافي" الصادر عن صحيفة القبس الكويتية، وقبلهما ملاحق أخرى تُثري المشهد الثقافي العربي مثل: الجزيرة الثقافية، والرياض الثقافي، وعكاظ الثقافي، وغيرهما بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى الصفحات الثقافية اليومية بالعديد من الصحف العربية التي بات للثقافة مساحة ثابتة بين صفحاتها، كصحيفة المدي العراقية، والعرب اللندنية، والشرق الأوسط السعودية الدولية. 

وقد احتوي العدد الأول من ملحق "الصباح الثقافي" على مجموعة من المواد الثقافية الثّرية، التي تنوعت ما بين مقالات ونصوص إبداعية وترجمات وحوارات ثقافية. 

وفي مقاله الذي تصدّر العدد، كتب أحمد عبدالحسين رئيس تحرير جريدة الصباح، ورئيس تحرير الملحق: "تعمل الثقافة في تقاطع طريقين اثنين: البراءة والجنون. فحين يسير الناس إلى وجهاتهم يحركهم منطق سليم ومنفعة مرجوة، تتحرك الثقافة عكس هذا السير إلى ما يبدو أنه لا نفع فيه "بالتعبير الأثير على قلب هيدغر" وما لا منطق له " بالتعبير المحبب عند بلانشو".  

مضيفا بأن "غياب المنطق هو الجنون، وغياب المنفعة هو البراءة بعينها. وفي كل جنون ثمة براءة أصلية تعفي صاحبها من المساءلة والتحقيق، فمن هذا الذي يؤاخذ مجنونا على ما يفعل؟ منذ غابر الأزمنة رفعت الأقلام عن المجانين.. لكن في البراءة نحوا من الجنون كذلك. البراءات كلها " اختلالات " عقلية في هذه السوق التي يتسلع فيها كل شيء، ويأخذ الثمن وظيفة القيمة، ويبسط اللهو جناحيه على ما هو جوهري. وحده من لا يريد منفعة يقف كالبهلول وسط صياح الباعة وتهريجهم.. نحن البهاليل قررنا أن نصدر مطبوعاً ورقياً زمن تكاد أصابع الناس تنسى فيه ملمس الورق، وأردنا لمطبوعنا هذا أن يكون خالصاً لوجه الثقافة في وقت تتوجه فيه الوجوه إلى البدائي الذي يسبق انتقالة الإنسان من الطبيعة إلى الثقافة، إلى الغريزي الذي يملي على البشرية لذتها في القتل والإمعان في الكراهية وتسييج الممتلكات بإزاء الآخرين وحفر الخنادق بانتظار حرب هي دائما في الأفق". 

وفي مقاله يؤكد رئيس تحرير الصباح أيضا على أن تلك الحرب التي في الأفق هي الطائفية والتعصب والعنف والفساد وتلويث الهواء بالسموم وتجفيف الأرض من مائها، وحرق غاباتها.. وأن البريء المجنون وحده هو من يصدر مطبوعا خاصا بالثقافة. 

وضمن محتويات العدد: كتب لنا الدكتور حسين الهنداوي "نور الثقافة في كل بيت ضمان انحدار خفافيش الظلام"، ونقرأ لوارد بدر السالم "فتاة المنصورة.. سرديّات الحب من زمن واحد"، وتحاول ضحى عبد الرؤوف المل، الفنان التشكيلي اللبناني الأمريكي مروان العريضي، وكتبت لنا صفاء ذياب، تحقيقا تناول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المشهد الإبداعي، وكيف أن "شخصيات تحوّلت لـ "تريند".. وكتّاب صاروا فاشينست الزمن الجديد"، وقدّم حازم رعد إجابة على سؤال: "ماذا نأمل في الفلسفة". 

وفي الملحق أيضا: "تحريم الغناء بين مكر اللغة والتأويل وسرديات النص المؤدلج" للدكتور علاء كريم، وفي نصوص نقرأ "إصغاء" و"ربما سراب" لأحمد ساجت شريف، وفي ترجمات نقرأ "في مديح إيكو لجومبا لاهيري" ترجمة جودت جالي، و"لماذا لا يذهب الفرنسيون إلى السينما" لجولي هاي، ترجمة ياسر حبش، فيما تتناول الدكتورة عواطف نعيم موضوع "الدراما العراقية والحضور العربي"، وعلى الصفحة الأخيرة نطالع صفحة من مسودة رواية الجنة للأمريكية توني موريسون.